الإثنين 25 مارس / مارس 2024

مرحلة ما بعد جونسون.. بروكسل حذرة وتأمل تحسّن العلاقات مع بريطانيا

مرحلة ما بعد جونسون.. بروكسل حذرة وتأمل تحسّن العلاقات مع بريطانيا

Changed

كلمة بوريس جونسون التي قدّم من خلالها استقالته من حزب المحافظين (الصورة: تويتر)
آثرت المفوضية الأوروبية عدم التعليق علانية على التأزم السياسي في المملكة المتحدة، لكن شخصيات تدور في فلك بروكسل أطلقت مواقف بارزة.

أمل الاتحاد الأوروبي تحسّن الروابط مع المملكة المتحدة بعد تنحي بوريس جونسون الذي يعد أحد أبرز مهندسي بريكست، لكن الحذر يبقى قائمًا بعد توتر ساد العلاقات مع بريطانيا لسنوات.

ورغم أن المفوضية الأوروبية آثرت عدم الإدلاء بأي تعليقات علانية على التأزم السياسي في المملكة المتحدة، لكن شخصيات تدور في فلك بروكسل أطلقت مواقف بارزة.

صفحة جديدة في العلاقات مع بريطانيا

واعتبر كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي سابقًا في ملف بريكست ميشال بارنييه أن "رحيل بوريس جونسون يفتح صفحة جديدة في العلاقات مع بريطانيا"، معربًا عن أمله أن تكون هذه الصفحة "بناءة بشكل أكبر وأكثر احترامًا للالتزامات المعلنة، خصوصًا في ما يتعلق بالسلام والاستقرار في شمال إيرلندا، وأكثر ودية مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي. لأن هناك أمورًا أكثر بكثير يمكن القيام بها معًا". 

وأطلق الرئيس السابق لهيئة بريكست في البرلمان الأوروبي، رئيس الوزراء البلجيكي الأسبق غي فيرهوفشتاد، تغريدة جاء فيها: "عهد بوريس جونسون ينتهي بشكل مخز، على غرار ما حصل مع صديقه دونالد ترمب". 

وأعرب عن أمله بأن يشكل تنحّي جونسون "نهاية حقبة من الشعبوية عبر الأطلسي". وقال: "العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تضرّرت بشكل كبير من جراء خيار جونسون في ما يتعلق ببريكست. الأمور لا يمكن إلا أن تتحسن". 

الإجراءات القضائية بحق بريطانيا مستمرة

ولم يصدر أي مؤشر يدل على توجّه لدى الاتحاد الأوروبي لوقف الإجراءات القضائية بحق بريطانيا على خلفية سعيها في عهد جونسون لإلغاء بنود في اتفاق بريكست تتعلق بإيرلندا الشمالية، المقاطعة التابعة لبريطانيا.

وقال المتحدث باسم المفوضية دانيال فيري في تصريح للصحافيين إن هذه الإجراءات مستمرة.

وكان نائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش قد أعلن الأربعاء معارضة الاتحاد الأوروبي مشروع قانون بريطانيا لا يزال مطروحًا أمام برلمان المملكة المتحدة، يرمي إلى إبطال بنود في اتفاق بريكست تبقي المقاطعة البريطانية خاضعة لقوانين التجارة الأوروبية.

وقال إن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة يجب أن تكون قائمة على أسس هذا الاتفاق والمعاهدة التجارية اللاحقة، مشددًا على أن بروتوكول إيرلندا الشمالية "جزء لا يتجزّأ" من إطار العمل هذا.

رحيل جونسون قد يستغرق أشهر

وأشار محللون إلى أنه على الرغم من تنحّي جونسون، لم يتّضح بعد موعد تخلّيه عن رئاسة الحكومة، علمًا بأنه أعلن أنه يعتزم البقاء في المنصب إلى أن يختار حزبه خلفًا له، الأمر الذي قد يستغرق أشهرًا.

وقالت الباحثة في "معهد جاك ديلور" إلفير فابري في تصريح لـ"فرانس برس": إن "جونسون لم يتخلَّ تماما" عن السلطة، وهو ربّما يأمل "بأن يجد سبيلًا للعودة". 

ولم تتّضح بعد هوية خليفته المحتمل. ويوازي التزام بعض المرشّحين البارزين من دعاة تحقيق بريكست من دون إبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، في هذا الصدد التزام جونسون، كما أن حزب المحافظين الحاكم يضم فصائل كثيرة تدفع قيادته نحو اليمين.

وقالت فابري: "إن ما يقلق الأوروبيين على الأرجح هو أن إحدى المرشحين لخلافته هي (وزيرة الخارجية البريطانية) ليز تراس، صاحبة النهج المناهض بشدة لبروتوكول إيرلندا الشمالية". 

وأضافت "بالنسبة للأوروبيين، تكمن الأولوية على المدى القصير في الأمل بتجديد الحوار حول بروتوكول إيرلندا الشمالية وتنشيطه، على الأقل بطريقة بناءة". 

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close