واجه المرشح اليميني المتطرف المحتمل للرئاسة الفرنسية إريك زمور، وابلًا من الانتقادات الأحد، بعد شنه هجومًا عنيفًا ضد سياسة الهجرة التي انتهجها الرئيس السابق فرنسوا هولاند، محملًا هذه السياسة مسؤولية هجمات نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 في باريس.
وأدلى زمور الذي لم يخف رغبته في الترشح للرئاسة في انتخابات أبريل/ نيسان بهذه التصريحات خلال زيارته مساء السبت مسرح باتاكلان في باريس، حيث قُتل 90 شخصًا في سلسلة هجمات منسقة ضربت العاصمة الفرنسية في 13 نوفمبر 2015.
ونفذت الهجمات التي خلفت نحو 130 قتيلًا خلية تابعة لتنظيم "الدولة" مؤلفة من 10 أشخاص غالبيتهم من الفرنسيين والبلجيكيين، وقد التحق بعضهم بالتنظيم في سوريا قبل العودة إلى فرنسا لتنفيذها.
Le sens de l’Histoire qui se manifeste ici, au #Bataclan, c’est cette guerre de civilisations. Être Président de la République, ce n’est pas seulement organiser des marches blanches. Être Président de la République, c’est protéger les Français. #13Novembre2015 pic.twitter.com/D2oTNZGjOZ
— Eric Zemmour (@ZemmourEric) November 13, 2021
الإهمال "الجرمي"
وفي حديث مع الصحافيين خارج مسرح باتاكلان، اتهم زمور (63 عامًا) الرئيس الفرنسي آنذاك هولاند بالإهمال "الجرمي" لفشله في الكشف عن المهاجمين الذين تسللوا إلى أوروبا وسط التدفق الهائل للمهاجرين السوريين.
وزمور الذي يحقق نتائج جيدة في استطلاعات الرأي ببرنامجه المناهض للإسلام والهجرة، على الرغم من عدم إعلان ترشحه رسميًا، قال للصحافيين: إن هولاند "كان يعلم بمكان وجود إرهابيين واتخذ القرار الجرمي بترك الحدود مفتوحة".
François Hollande est venu témoigner au procès du #13Novembre. Nos médias n’ont pas retenu l’une de ses déclarations : « nous savions que dans les flux de réfugiés, il y avait des terroristes. Mais nous ne savions ni où, ni quand, ni comment ils allaient nous frapper ».#Bordeaux
— Eric Zemmour (@ZemmourEric) November 12, 2021
واعتبر الصحافي المخضرم السابق أنه حتى أولئك المهاجمون الذين يحملون الجنسية الفرنسية "كان بالإمكان القبض عليهم" في حال قامت فرنسا بإغلاق حدودها، بخاصة أن مسلحين كانوا قد قتلوا على أرضها مجموعة من رسامي الكاريكاتير قبل عشرة أشهر.
لكن هولاند الذي استُدعي للإدلاء بشهادته هذا الأسبوع في محاكمة 20 متهمًا بتنفيذ الهجمات، بينهم صلاح عبد السلام العضو الوحيد في المجموعة الذي لا يزال على قيد الحياة، اتهم زمور بشن هجوم "لا أساس له وفاحش ومعيب".
وقال هولاند لإذاعة الجالية اليهودية "راديو جاي": إنه أمر "فاحش أن تكون أمام باتاكلان وأن تتحدث عن حرب حضارات".
وأكد هولاند في شهادته التي استغرقت أربع ساعات أنه يدرك حجم "معاناة الضحايا"، معربًا عن أسفه لعدم وجود "معلومات كان من الممكن أن تكون حاسمة لمنع الهجمات"، وفق قوله.
وقال: "كنا تحت التهديد كل يوم. علمنا أن هناك عمليات جارية وأفرادًا اختلطوا باللاجئين الذين تدفقوا، لكننا لم نكن نعرف أين ومتى وكيف سيضربون".
"منتهك خطير"
كما ندد ناجون وأقارب ضحايا هجمات باريس بزمور لإقحامه السياسة في ذكرى المجزرة.
واتهم آرثر دينوفو أحد الناجين من هجوم باتاكلان والذي يرأس جمعية "الحياة من أجل باريس" زمور بالتصرف مثل "منتهك خطير".
وكتب على تويتر: "نحن غاضبون للغاية من هذا الاستغلال السياسي لضحايا الإرهاب".
وينافس زمور زعيمة حزب التجمع الوطني مارين لوبن على زعامة اليمين القومي الفرنسي، وتظهر بعض استطلاعات الرأي أنه تجاوزها ليصبح أول منافس لماكرون.
لكن استطلاعات أخرى أشارت الى أن لوبن البالغة 53 عامًا لا تزال تتمتع بالدعم لمنافسة ماكرون في جولة إعادة كما فعلت عام 2017.