يُعدّ مركز الخطوات السعيدة للأطراف الاصطناعية واحدًا من أقدم المراكز المتخصصة في مناطق الشمال السوري.
ورغم إمكانات المركز المحدودة تمكن من مساعدة الآلاف من مبتوري الأطراف ومتضرري الحرب عبر إعادتهم إلى حياة شبه طبيعية، وحتى إدماجهم مجددًا في المجتمع.
وعادت ماريا بقدم اصطناعية إلى المشي بشكل شبه طبيعي. فبعد أكثر من خمسة أعوام من بتر قدمها في قصف جوي استهدف منزلها قتل معظم أفراد عائلتها، وصلت الفتاة الصغيرة إلى مركز الخطوات السعيدة شمالي حلب.
ويتعامل مدير المركز غزال هلال مع المصابين وكأنهم أفراد عائلته، فلحظات القياس وتركيب الأطراف الصناعية لا تخلو من مرح مع الأطفال.
خدمات مجانية بالكامل
ولشدة تعلق ماريا بالقائمين على المركز، تحلم بأن تصبح طبيبة. وتقول لـ"العربي": "أرغب في أن أكون طبيبة مختصة بالأطراف الاصطناعية، من أجل مساعدة الناس".
وكانت بداية المركز منذ عشرة أعوام وكل ما يقدمه من أطراف من وقتها أتى من خبرات ذاتية وإنتاج محلي.
هذا ويقدم المركز جميع الأطراف الاصطناعية السفلية مجانًا لمصابي الحرب.
ويقول هلال لـ"العربي": "بالنسبة للخدمات هي مجانية بالكامل بالنسبة للأطراف السفلية، لكن هناك مشاكل في موضوع الأطراف العلوية، لأننا لا نملك القدرة على تركيبها بسبب عدم وجود أي منظمة تتكفل بها".
وقدم هذا المركز أكثر من 12 ألف قدم اصطناعية وجبيرة منذ بداية افتتاحه، لكن عدد الأشخاص المحتاجين إلى طرف اصطناعي أو أكثر وصل إلى 86 ألفًا، ولا يزالون في قوائم الانتظار.
