أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنه سيعلن "خلال الأسبوع المقبل" عن فرض رسوم جمركية جديدة على أشباه الموصلات التي تدخل الولايات المتحدة، مضيفًا أنه ستكون هناك مرونة مع بعض الشركات في القطاع.
وقال الرئيس الأميركي للصحافيين أمس الأحد، على متن الطائرة الرئاسية: "سيتم فرض الرسوم الجمركية في مستقبل غير بعيد".
ضبط التجارة
وعندما سُئل الرئيس الأميركي عن قيمة الرسوم، قال: "سأعلن عنها خلال الأسبوع المقبل".
ويعني تعهد ترمب، أن استثناء الهواتف الذكية وأجهزة الحاسب الآلي من الرسوم الجمركية المضادة على الصين من المرجح أن يكون قصير الأمد، إذ يتطلع ترمب إلى إعادة ضبط التجارة في قطاع أشباه الموصلات.
ورفض ترمب الإفصاح عما إذا كانت بعض المنتجات مثل الهواتف الذكية قد تُعفى من الرسوم الجمركية، لكنه أضاف: "علينا أن نظهر قدرًا من المرونة. لا ينبغي لأحد أن يكون صارمًا إلى هذا الحد".
كما أشار ترمب إلى إجراء تحقيق تجاري يتعلق بالأمن القومي في قطاع أشباه الموصلات.
وكان وزير التجارة هاورد لوتنيك قد قال إن الرسوم على أشباه الموصلات قد تدخل حيّز التنفيذ "في غضون شهر أو شهرين".
ومن المفترض أن يقدم ترمب اليوم الإثنين إجابة "محددة جدًا" في هذا الشأن.
في غضون ذلك، اعتبر مسؤولون أميركيون كبار أن قرار إعفاء سلع على صلة بالتكنولوجيا المتطوّرة من الرسوم الجمركية قد يكون قصير الأمد، مع تشديد الرئيس دونالد ترمب على أن أي بلد "لن يفلت" من التعرفات التي حضّت بكين واشنطن على "إلغائها" بالكامل.
وتغطي الإعفاءات التي نشرت مساء الجمعة في إشعار صادر عن مكتب الجمارك وحماية الحدود الأميركي، سلعًا إلكترونية مختلفة بينها الهواتف الذكية ومكونات تدخل الولايات المتحدة من الصين، وتخضع حاليًا لتعرفة جمركية إضافية بنسبة 145%.
"لن نكون رهائن لبلدان أخرى"
وردت بكين الجمعة الماضية على ترمب بزيادة الرسوم الجمركية على كل المنتجات الأميركية إلى 125%، اعتبارًا من السبت.
لكن في خضم حرب تجارية مع الصين أثارت إرباكًا في الأسواق المالية، بدا الجمعة الماضية، أن الجانب الأميركي خفّف ضغوطه عبر قراره إعفاء الهواتف الذكية والحواسيب من الرسوم الجمركية الإضافية.

إلا أن ترمب عاد وشدّد أمس الأحد على "عدم وجود أي إعفاءات" لتلك السلع، وقال إنها تبقى خاضعة لرسوم نسبتها 20% "بموجب حزمة تعرفات مختلفة".
وأضاف ترمب على منصّته تروث سوشل: "لن يفلت أحد" من الرسوم. وأردف: "لن نكون رهائن لبلدان أخرى، خصوصًا بلدان (تنتهج سياسات) تجارية عدائية مثل الصين".
وقال إن المنتجات الصيدلانية "ستكون أيضًا خارج التعرفات المتبادلة"، مستخدمًا مصطلحًا تعتمده الإدارة للدلالة على تعرفات جمركية الهدف منها تصفير العجز في الميزان التجاري الأميركي.
إرباك في النظام التجاري العالمي
وقلبت الرسوم الجمركية النظام التجاري العالمي رأسًا على عقب وأربكت الأسواق المالية منذ أن أعلن ترمب عنها في ما أسماه "يوم التحرير" في الثاني من الشهر الجاري.
وأدت مواقف ترمب المتقلبة بشأن الرسوم الجمركية إلى اندلاع حرب تجارية مع الصين، وأثارت أعنف التقلبات في وول ستريت منذ جائحة كوفيد-19 في عام 2020.
كما انخفض المؤشر ستاندرد اند بورز 500 القياسي بأكثر من 10% منذ تولي ترمب منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني الفائت.
وقد دعا الملياردير بيل أكمان، الذي أيّد ترشح ترمب للرئاسة ولكنه ينتقد الرسوم الجمركية، أمس الأحد الرئيس الأميركي إلى تعليق الرسوم الجمركية المضادة الشاملة على الصين لمدة ثلاثة أشهر، كما فعل مع معظم الدول الأسبوع الماضي.
وقال أكمان على منصة إكس: إن ترمب إذا أوقف الرسوم الجمركية على الصين لمدة 90 يومًا وخفضها مؤقتًا إلى 10% "فسيحقق الهدف نفسه بدفع الشركات الأميركية إلى نقل سلاسل التوريد الخاصة بها من الصين دون أي انقطاع أو مخاطر".