الخميس 10 تموز / يوليو 2025
Close

مزاجه سيئ وبحجم البشر.. أستراليا تدق ناقوس الخطر من انقراض طائر الشبنم

مزاجه سيئ وبحجم البشر.. أستراليا تدق ناقوس الخطر من انقراض طائر الشبنم

شارك القصة

تعد طيور الشبنم من "الأنواع الأساسية" لدورها الرئيسي في حفظ التنوع البيولوجي - إكس
تعد طيور الشبنم من "الأنواع الأساسية" لدورها الرئيسي في حفظ التنوع البيولوجي - إكس
الخط
صنّفت الحكومة الأسترالية طائر الشبنم ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، حيث تقتصر أعداده الراهنة على بضعة آلاف.

يواجه طائر الشبنم الذي يتميّز بمخالب مشابهة لتلك الخاصة بديناصورات الفيلوسيرابتور وعيون ثاقبة ورقبة زرقاء ويعيش في الغابات الاستوائية شمال أستراليا، خطر الانقراض بما أنّ أعداده الحالية المنتشرة في الطبيعة تقتصر على بضعة آلاف. 

وتعد هذه الطيور بمثابة "ديناصورات معاصرة"، وفق ما يقول بيتر رولز، رئيس مجموعة محلية توفر حماية لهذه الطيور المهددة بالانقراض. 

طيور بحجم البشر

ويُفضَّل أن تتم من بعيد مراقبة هذه الطيور المماثلة لحجم البشر، والتي تتمتع بمخالب حادة يبلغ طولها 10 سنتيمترات. وتحمي طيور الشبنم أراضيها بشراسة، وتصدر صفيرًا وصوتًا مرتفعًا عندما تواجه أي تهديد.

ويقول رولز: "عند النظر إليها وجهًا لوجه للمرة الأولى، قد يكون الأمر مخيفًا، لأنّ عيونها كبيرة ونظراتها ثاقبة"، مشيرًا إلى أنّ "شكلها يترك انطباعًا عنها بأنها شرسة".

وتوجد هذه الطيور، التي لا تطير، في أستراليا وحدها وتحديدًا في جزيرة غينيا الجديدة وبعض جزر المحيط الهادئ.

وقد صنّفتها الحكومة الأسترالية ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، مشيرة إلى أنّ أعدادها الراهنة في البرية تبلغ نحو 4500 طائر. وطيور الشبنم من "الأنواع الأساسية"، أي أنها تؤدي دورًا أساسيًا في حفظ التنوع البيولوجي ونشر بذور الغابات الاستوائية.

وستتأثر الغابات الاستوائية المطيرة في حال انقرضت هذه الطيور. ويوضح رولز: "إذا تمكنّا من إنقاذ طائر الشبنم، فيمكننا أيضًا إنقاذ ما يكفي من موائله لإبقاء أنواع أخرى كثيرة على قيد الحياة".

حهود لإنقاذ طيور الشبنم

وتكثّف مجموعة رولز جهودها لإنقاذ هذه الطيور، التي يصل طولها إلى متر ونصف متر ووزنها إلى 75 كيلوغرامًا.

ويعمل أعضاء المجموعة على تثبيت لافتات تدعو السائقين لإبطاء سرعة مركباتهم، بالإضافة إلى إعادة تنظيم الطرق لحماية الموائل الطبيعية بشكل أفضل، وإدارة مستشفى للطيور المصابة.

يبلغ طول مخالب طائر الشبنم 10 سنتيمترات- إكس
يبلغ طول مخالب طائر الشبنم 10 سنتيمترات- إكس

وتتمثل التهديدات الرئيسية التي تواجه طيور الشبنم بحوادث الاصطدام على الطرق، واستصلاح الموائل الطبيعية، وهجمات الكلاب، والتغير المناخي.

ويؤكد رولز أنّ "طائر الشبنم ليس عدوانيًا عندما يتلقى معاملة جيدة"، مشيرًا إلى عدد محدود جدًا من الوفيات البشرية المنسوبة لهذا النوع.

ففي عام 1926، قُتل شاب أسترالي بعدما طارده أحد هذه الطيور وقطع وريده، فيما قُتل سنة 2019 رجل في فلوريدا إثر تعرّضه لهجوم من طائر شبنم كان يربّيه.

آلاف الأنواع المهددة بالانقراض

وانقرض نحو مئة نوع من النباتات والحيوانات الأسترالية خلال السنوات الثلاثمئة الفائتة. ويرجّح الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) أن تتسارع وتيرة هذه الظاهرة.

ويقول المسؤول في الصندوق العالمي للطبيعة في أستراليا دارن غروفر: "ثمة عمل كثير ينبغي إنجازه، والموارد غير متاحة لإحداث تأثير كبير"، لافتًا إلى أن "قائمة الأنواع المهددة بالانقراض التي تصدرها الحكومة الأسترالية تضم نحو ألفَي نوع وتشهد هذه القائمة إضافات سنوية لأنواع جديدة".

 ويؤكد غروفر أنّ التغير المناخي وخسارة الموائل والأنواع الغازية تمثّل تهديدات.

حماية الأنواع الأساسية

ووضعت الحكومة الأسترالية خطة وطنية لإنقاذ طيور الشبنم، على غرار ما أقدمت عليه مع عدد كبير من الأنواع الأخرى، بالتعاون مع جمعيات السكان الأصليين ومجموعات حفظ البيئة.

ويتركز قسم كبير من جهود حفظ الطبيعة في أستراليا على حماية الأنواع الأساسية، وهو مفهوم وضعه علماء الحيوانات في ستينيات القرن العشرين.

ويعتبر غروفر أنّ هذا النهج هو الأفضل عندما تكون الموارد محدودة، لأنّ تأثيراته غير مباشرة على الحيوانات الأخرى في النظام البيئي.

ويلفت إلى أنّ هذه الإستراتيجية محدودة النطاق، ويقول: "أعتقد أننا غير قادرين على إنجاز ما يكفي لإنقاذ الحياة البرية في أستراليا".

ويضيف أن "طيور الشبنم أنواع استثنائية، ومن المذهل رؤيتها في الطبيعة. لكن على الأشخاص أن يكونوا حذرين لأنّ مزاجها سيئ بطبيعتها، هي كبيرة وقوية وعلينا أن نمنحها بعض المساحة". 

تابع القراءة

المصادر

وكالات

الدلالات