ألقت قوات الأمن اللبنانية يوم الجمعة القبض على شخصين يحملان الجنسية السورية، بعد ارتكابهما جريمة قتل بحق مواطنهما على خلفية خسارتهما بمباراة كرة قدم في منطقة المنية شمال لبنان.
وكان الضحية الذي أشارت إليه قوى الأمن الداخلي اللبنانية بأحرف اسمه الأولى م. ش. (مواليد العام 2001، سوري) قد توفي جرّاء إصابته طلق ناري يوم الخميس الموافق 8 مايو/ أيار 2025.
وتداولت في حينه مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا مفاده تعرض الضحية برفقة آخرين، لعملية سلب بقوّة السلاح من قبل 4 أشخاص مجهولين على متن درّاجتَين آليّتَين.
مباراة كرة قدم ومزاح يتحولان إلى جريمة
وعلى الأثر، باشرت قوى الأمن الداخلي تحقيقاتها لكشف ملابسات القضيّة.
وأشارت في بيان، إلى أن "معلومات توافرت عن تورّط كلّ من: م. م. (مواليد العام 2000، سوري) وع. د. (مواليد العام 1994، سوري) اللذَين كانا برفقة القتيل لحظة إصابته، وأنّهما يقومان بالتحضير للفرار إلى داخل الأراضي السورية".
وبنتيجة التحرّيات والاستقصاءات، وبالتنسيق مع القضاء المختصّ، تمّ بتاريخ يوم أمس الجمعة توقيف المتورّطَين بالجريمة.
بالتحقيق معهما، اعترفا بأنّهما كانا برفقة الضحية يلعبون مباراة في كرة القدم، وعلى خلفية الخسارة التي مُنيا بها، أقدم الأوّل على شهر مسدسّه الحربيّ على سبيل المزاح، فانطلقت منه رصاصة أصابت كفّ يده، واستقرّت في صدر الضحيّة، فقام بالتخلّص من المسدّس وفق بيان قوى الأمن.
وصرّح المتهم الثاني بأنّه هو من روّج إشاعة تعرّض الضحيّة لعملية سلب بقوّة السلاح، كما أنّهما اعترفا بالتحضير للفرار إلى سوريا.
وارتفعت نسبة الجريمة في لبنان، منذ انهيار اقتصادي ومالي شهدته البلاد خريف عام 2019، حيث سجّل حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 نحو 142 جريمة قتل جنائية في انخفاض بسيط عن 152 جريمة عام 2023، وفقًا لبيانات صادرة عن مركز الدولية للمعلومات.
وفي حديث سابق مع موقع "العربي الجديد" قالت أخصائية الدعم النفسي والاجتماعي، مورغا حبوشي: إن "نسب الجريمة لم ترتفع بشكل عام، لكنها ارتفعت ضمن الفئة العمرية بين 18 و30 سنة".
وأوضحت أن الأمر "يطرح تساؤلات بشأن الاضطرابات النفسية والضغوط التي يعاني منها الشباب منذ بدء الأزمة الاقتصادية في عام 2019، وصولاً إلى تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة، والتي فاقمت حدّة البطالة ومعدلات الكآبة".
