الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

مزيد من الضحايا بتفجير سوق بمدينة الصدر.. ماذا في أبعاد هذا الهجوم؟

مزيد من الضحايا بتفجير سوق بمدينة الصدر.. ماذا في أبعاد هذا الهجوم؟

Changed

يستمر البحث عن خلفيات التفجير الذي استهدف سوقًا شعبية في مدينة الصدر العراقية، وتبقى الحقيقة الثابتة والمؤلمة: مزيد من الضحايا الأبرياء ليلة العيد.

ارتفعت حصيلة التفجير الذي استهدف سوقًا شعبية في مدينة الصدر في العاصمة العراقية بغداد، إلى 35 قتيلًا وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال.

وقد أمر رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بفتح تحقيق في الحادث الثاني، الذي يضرب المدينة خلال الشهر الجاري.

وفيما أفادت وكالة الأنباء العراقية بأن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة، نشر تنظيم الدولة عبر قنوات تابعة له على تطبيق تليغرام بيانًا قال فيه: إن الهجوم نفّذه أحد عناصره، ويُدعى أبو حمزة العراقي.

إلى ذلك، اعتبر البعض هذا التفجير الإرهابي رسالة سياسية على علاقة بالانتخابات المقبلة، بينما رأى فيه البعض الآخر تقصيرًا وإخفاقًا أمنيًا.

وإزاء البحث المستمر عن حقيقة التفجير، تبقى الحقيقة الثابتة والمؤلمة حتى الآن: مزيد من الضحايا الأبرياء ليلة العيد.

وتطرح في هذا الصدد أسئلة حول أسباب الفشل الأمني، وماذا عن عودة تنظيم الدولة وتداعياته على المشهد العراقي؟

"الروايات متباينة"

تعليقًا على التطورات، يتوقف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي عند "إجراءات الثقة التي قامت بها قيادة عمليات بغداد، والتي أعلنت عنها قبل يومين من حيث أن الطرقات ستبقى مفتوحة طيلة أيام العيد، وما سبق ذلك من رفع لكثير من السيطرات المهمة".

ويقول في حديث إلى "العربي" من بغداد: "يبدو أن التنظيمات الإرهابية استغلت هذا الموضوع بالتحديد وذهبت إلى المناطق الأكثر اكتظاظًا ونجحت في الوصول".

ويوضح من الناحية العملية أن "مثل هذه العمليات يتم الإعداد لها والدراسة والتخطيط خلال ما يتجاوز الأسابيع أو حتى الأشهر"، لافتًا إلى أن الروايات الآن متباينة في موضوع طبيعة التفجير.

ويردف: "هنالك من يقول إن المفجر هو أبو حمزة العراقي، وبعض الروايات تقول إن المفجر امرأة تحمل جنسية قد تكون آسيوية، وأن امرأة كانت ترافقها وقد هربت"، مشيرًا إلى أن نتائج التحقيق لم يتم البت فيها إلى الآن.

ويوضح الفيلي أن الأجهزة الأمنية كانت أصدرت برقية قبل أكثر من 3 أيام، معلنة أن هناك استهدافًا لمدينة الصدر وآخر للكاظمية، وبالتالي لا بد من الاستعداد في هذا الإطار.

ويرى أن "المشكلة في العراق هي في أن بعض المناطق تُعد أساسًا مناطق نفوذ أحزاب وقوى سياسية، لا سيما فيما يتعلق بمدينة الصدر؛ فهناك عدة قوى وليست قوة معينة بعينها، ويتداخل فيها الجانب العشائري حتى".

ويشير إلى أن الوضع السياسي والتنظيمات السياسية الحزبية تترك أحيانًا تأثيرات على الوضع الأمني، شارحًا أن "الإجراءات الأمنية التي قد تكون شديدة في بعض المناطق تصطدم بمعرقلات اجتماعية أو سياسية". 

ويرى أن "هذه المنطقة حينما استهدفت كان هناك تخطيط عالي المستوى". 

"داعش كذبة كبيرة"

بدوره، يؤكد الكاتب الصحافي هلال العبيدي أن المسألة في موضوع التفجير أبعد من أن تكون تقصيرًا أمنيًا. 

ويعتبر في حديث إلى "العربي" من باريس، أن تقصيرًا أمنيًا يستمر على مدى 18 عامًا ليس تقصيرًا أمنيًا بل يعبّر عن خلل في العملية السياسية، وصراع نفوذ وأحزاب، وهو أيضًا استهداف للشعب العراقي.

وإذ يشير إلى أن أكثر الأحزاب التي أتت تحت مسميات وطنية هي أحزاب طائفية، يذكر بأن حزب الدعوة قام بالتفجير الأول عام 1981 مستهدفًا السفارة العراقية في بيروت. 

ويضيف: "هؤلاء موغلون بدماء العراقيين منذ 40 عامًا، ونحن الآن في 2021 ونجد أن هذه الانفجارات وصلت من السفارة العراقية في بيروت إلى قلب بغداد وعلى أسواق شعبية".

ويقول: "العراقيون يعرفون أن الانتخابات على الأبواب، وبالتالي فإن التفجيرات ستعود. وليس هناك تصفيات سياسية بين الفاعلين والقيادات السياسية، بل مناطق شعبية بعينها تُستهدف سواء أكانت داخل بغداد أم في أطرافها وكذلك في المحافظات".

وفيما يلفت إلى أن السوق التي تم استهدافها هي منطقة نفوذ للتيار الصدري، يشير إلى أن السيد مقتدى الصدر كان قد أعلن قبل يومين انسحابه من الانتخابات ومن العملية السياسية، وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها هذا الانسحاب. 

ويعتبر أن ما يجري هو تصفية على حساب الشعب العراقي لمحاولة كسب أصوات وإعادة الطائفية، لأنهم يعتاشون عليها".

ويؤكد أن الشعب العراقي بات واعيًا للدسائس والمؤامرات التي تستهدفه، لافتًا فيما يتعلق بتبرير الجريمة بإلقائها على شماعة تنظيم "الدولة" أن "الجميع يعلم أن داعش كذبة كبيرة كانت تقف وراءها منظمات مثل منظمة الحرس الثوري الإيراني"، على حدّ قوله.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close