الإثنين 14 أكتوبر / October 2024

مساع حكومية لتغيير اسم الهند وسط معارضة واسعة.. هل تتحول لـ"بهارات"؟

مساع حكومية لتغيير اسم الهند وسط معارضة واسعة.. هل تتحول لـ"بهارات"؟

شارك القصة

"العربي" يسلط الضوء على الجدل الدائر حول تغيير اسم الهند إلى "بهارات" (الصورة: غيتي)
سيناقش البرلمان الهندي مقترح اعتماد اسم "بهارات" في دورة استثنائية بالأيام المقبلة ما قد يخلق جدلًا كبيرًا بين الحكومة والمعارضة.

تشهد الهند جدلًا واسعًا بعد إقدام حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي على تغيير اسم البلاد لتصبح "بهارات"، وهي كلمة سنسكريتية (إحدى أقدم اللّغات في الهند)، في الدعوة الرسمية الموجهة للقادة والزعماء لحضور قمة العشرين المقبلة. 

وتزايدت التكهنات في الهند بشأن خطط لإلغاء الاستخدام الرسمي للاسم الإنكليزي للبلاد بعد تلك الخطوة، إذ سعى مودي منذ توليه الحكم لإزالة رموز الحكم البريطاني الباقية من المشهد الحضري والمؤسسات السياسية، لكن خطوته الأخيرة قد تكون الإجراء الأكبر من نوعه حتى الآن.

ورأى الكاتب الصحفي، سهيل القاسمي، في حديث إلى "العربي" من نيودلهي، أن خطوة مودي باتجاه تغيير الإسم شكلت صدمة حقيقية، رغم أن العديد من المدن الهندية تم تغيير أسمائها.

وتصب جهود مودي في سياسة "الحزب القومي الهندوسي" الحاكم، فاسم الهند بحسب رئيس الوزراء يرمز إلى فترة العبودية بحسب كلامه إبان مناشدته المواطنين العام الماضي التحرر من ذلك الإرث. وقد اعتمد مودي اسم "بهارات" في الطائرة الخاصة التي يستخدمها هو وكبار الشخصيات في البلاد.

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي
حزب مودي القومي الهندوسي متهم منذ وصوله إلى السلطة في 2014 بتشجيع اضطهاد المسلمين والأقليات الأخرى (غيتي)

أسماء "الهند"

وأوضح القاسمي أن الهند معروفة بثلاثة أسماء قديمًا، وهي "بهارات" و"هندوسان"، بالإضافة إلى اسمها الحالي، وقد استخدم الكتّاب في البلاد الأسماء الثلاثة كلها، ولكل من تلك الأسماء تاريخه، وخلفية طويلة له، واسم الهند هو الأكثر استعمالًا منذ الاستعمار البريطاني الذي امتد من القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن العشرين تقريبًا.

بيد أن هذه الخطوة تواجه معارضة واسعة عبّر عنها الأمين العام للكونغرس الهندي جيرام راميش الذي اتهم مودي بالعمل على تشويه التاريخ وتقسيم الهند، وفق تعبيره، بينما فضل سياسيون آخرون انتهاج الموقف الوسطي حيال خطوة مودي، ودعوا إلى استعمال الإسمين.

تعديل دستوري

القاسمي أشار إلى أن اسم "بهارات" مرتبط بطابع ديني وقد روج له الحزب القومي الهندوسي في الوقت الذي أطلقت فيه المعارضة على ائتلاف أحزابها اسم "الهند"، ما يفسر النزاعات السياسية حول خطوة مودي.

وسيناقش البرلمان الهندي مقترح اعتماد اسم "بهارات" على البلاد في دورة استثنائية بالأيام المقبلة، لكن ذلك سيقابله صدام مع المادة الأولى من الدستور في البلاد، والتي تستخدم الإسمين فعلًا، وهو ما يقتضي تعديلًا استثنائيًا للدستور، الأمر الذي قد يثير جدلًا كبيرًا بين الحكومة والمعارضة.

وكانت المحكمة العليا في الهند قد رفضت عام 2020، مقترحًا قانونيًا بإزالة كلمة "الهند" والاحتفاظ بمسمى "بهارات" فقط، ما مثل انتكاسة للمدافعين عن خطوات مودي، والذين يرون أن وجود اسم أصلي واحد للبلاد سيغرس شعورًا بالفخر الوطني، ويعزز التراث الغني للبلاد. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close