في أغسطس/ آب الماضي، وبعد أيام من إطلاق التحديث الخامس لنموذج الذكاء الاصطناعي اللغوي الأشهر "تشات جي بي تي"، تحدث المدير التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، سام ألتمان، عن تخيله مستقبلًا يثق فيه الكثيرون بنصائح "تشات جي بي تي" في أهم قراراتهم.
وقال حينها إن شركته ستعمل على إيجاد طريقة لجعل هذه الثقة "ميزة كبيرة".
استشارات في المجالات كافة
ولم يكن ما يتحدث عنه ألتمان مجرد خيال، فالكثيرون فعلًا أصبحوا يعتمدون على نماذج الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قراراتهم البسيطة والأكثر أهمية، وفي الحصول على الاستشارات في مختلف المجالات.
لكن في قرار صدم المستخدمين، أعلنت "أوبن إيه آي" تغيير سياسات استخدام "تشات جي بي تي"، حيث تم منعه من "تقديم المشورة الخاصة التي تتطلب ترخيصًا، مثل المشورة القانونية أو الطبية، دون المشاركة المناسبة من قبل محترف مرخص".
وقد دخلت هذه التغيرات حيّز التنفيذ في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
توقف تشات جي بي تي عن تقديم الاستشارات الطبية والقانونية
وكشفت تقارير إعلامية أن التغيرات أدت إلى الإجابة بمعلومات عامة والتوقف عن تسمية الأدوية أو تحديد الجرعات في الاستشارات الطبية، ورفض كتابة نماذج الدعاوى القضائية أو إستراتيجيات المحكمة، كما توقف عن تقديم نصائح استثمارية أو اقتراحات للشراء أو البيع.
وأعرب المستخدمون عن صدمتهم من هذه التغيرات المفاجئة خاصة في مجال الصحة.
وأكد ألتمان أن النموذج المحدث هو "أفضل نموذج للصحة على الإطلاق"، واستعرض المؤتمر قدرة ت"شات جي بي تي" على فهم تقارير التشخيص المعقدة لثلاثة أنواع من السرطان.
خيبة أمل المستخدمين
وأعرب مستخدمون عن خيبة أملهم ممَّا اعتبروه تخلي "تشات جي بي تي" عن أحد أهم مميزاته، وتحدث العديد من المستخدمين عن تجاربهم الناجحة مع "تشات جي بي تي" في تشخيص أمراض عجز الأطباء عن تشخيصها بشكل صحيح.
لكن آخرين تحدثوا عن أن السبب الحقيقي وراء هذا المنع لا يتعلق بالسلامة، وإنما لاستخدام العديد من الشركات والأشخاص "تشات جي بي تي" لتقديم المشورات القانونية والمالية والطبية وتحقيق أرباح سخية.