الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

مستشار الرئيس الأوكراني: أي تفاوض مع روسيا الآن هو استسلام

مستشار الرئيس الأوكراني: أي تفاوض مع روسيا الآن هو استسلام

Changed

تقرير سابق عن المساعي الدولية الساعية لعودة لغة الحوار بين الجانبين الأوكراني والروسي (الصورة: غيتي)
اعتبر بودولياك أن التفاوض مع موسكو في الوقت الحالي يعتبر بمثابة طلب استسلام أوكرانيا بعد انتصاراتها الأخيرة.

وصف مستشار الرئيس الأوكراني تصاعد الأصوات السياسية الغربية التي تطلب من كييف سرعة الجلوس حول طاولة مفاوضات مع موسكو بـ"الغريبة".

واعتبر ميخائيلو بودولياك أنها تشبه طلب استسلام البلاد وهي تأتي بعد سلسلة انتصارات عسكرية حققتها كييف في الفترة الأخيرة. 

وقال بودولياك في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس: "عندما يكون زمام المبادرة بيدك في ساحة القتال، ينطوي على غرابة تلقي مقترحات على غرار: لن تكون قادرًا على تحقيق كل شيء بالوسائل العسكرية بكل الأحوال، عليك أن تفاوض".

وفي الفترة الأخيرة، أفادت تقارير إعلامية أميركية أن عددًا من المسؤولين الكبار بدأوا يشجعون أوكرانيا على الانخراط في محادثات، لا يزال زيلينسكي يرفضها ما لم يسبقها انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية كافة.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، شدّد رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي على "وجوب الاعتراف المتبادل بأن النصر العسكري لن يتحقق على الأرجح، وبالمعنى الدقيق، بالوسائل العسكرية"، مشيرا إلى وجود "فرصة للتفاوض".

واعتبر بودولياك خلال المقابلة التي أجريت معه في مكتبه في مقر الرئاسة في كييف، أن هذا الأمر من شأنه أن يوحي أن البلاد "التي تستعيد أراضيها عليها أن تستسلم للبلاد التي تتعرض لهزيمة".

وأشار بودولياك إلى أن موسكو "لم تقدم أي مقترحات مباشرة" لكييف بشأن محادثات سلام، وفضّلت نقلها عبر وسطاء وقد طرحت إمكان وقف إطلاق النار.

"مماطلة لكسب الوقت"

وتنظر كييف لمحدثات كهذه بمثابة مناورات للكرملين تتيح للقوات الروسية على الأرض التقاط أنفاسها والتحضير لهجوم جديد.

وقال مستشار الرئيس الأوكراني: "روسيا لا تريد المفاوضات. روسيا تقود حملة إعلامية تحت مسمى مفاوضات". وحذر من أن أي مسار من هذا القبيل سينطوي على "مماطلة لكسب الوقت. في الأثناء ستجري تدريبات للقوات التي عبّأتها وستستحصل على مزيد من الأسلحة وستعزز مواقعها".

وعلى الرغم من الهزائم العسكرية الكبرى في الأسابيع الأخيرة، لا سيّما استعادة أوكرانيا مدينة خيرسون الإستراتيجية الواقعة في جنوب البلاد، لا يزال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أنه "قادر على تدمير أوكرانيا، هذا هو هوسه"، بحسب بودولياك الذي شدد على أن التفاوض مع زعيم الكرملين "غير منطقي".

لكن بودولياك نفى أن يكون الغرب يحاول الضغط على أوكرانيا للانخراط في مفاوضات.

وقال: "شركاؤنا لا يزالون يعتقدون أنه من الممكن العودة إلى حقبة ما قبل الحرب حين كانت روسيا شريكا محل ثقة".

وبعد انسحابات واسعة النطاق للقوات الروسية من منطقة كييف في مارس/ آذار، ومن ثم من منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد في سبتمبر/ أيلول، شكل تحرير خيرسون هذا الشهر تحوّلا "أساسيًا" في النزاع، وفق بودولياك.

وشدد بودولياك على أن أوكرانيا المدفوعة بسلسلة انتصاراتها العسكرية الأخيرة، لا يمكنها تعليق هجومها المضاد على الرغم من حلول الشتاء القارس وتساقط الثلوج بما يفاقم الصعوبات الميدانية. وقال مستشار الرئيس الأوكراني "حاليًا، أي تعليق ولو قصير (للهجوم المضاد) يفاقم الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا".

"استعادة شبه جزيرة القرم"

وتعمد موسكو منذ أسابيع إلى قصف واسع النطاق للبنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، ما يغرق ملايين المنازل في العتمة.

وقال بودولياك إن منطقتي زابوريجيا في جنوب أوكرانيا ولوغانسك في شرقها هما حاليًا "وجهتان رئيسيتان" للجيش، رافضًا التكهن بشأن إمكان استعادة شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014.

وعلى نحو مستمر، تطالب السلطات الأوكرانية الغرب بتزويدها مزيدًا من الأسلحة، وقد اعتبر أن هذا الأمر "بالغ الأهمية" في الشتاء.

وخلال زيارته الأولى لكييف منذ توليه المنصب، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك السبت أن بلاده ستزود أوكرانيا حزمة جديدة من الدفاعات الجوية بما في ذلك 125 مضادًا للطائرات.

وقال بودولياك: "لا نزال نحتاج إلى ما بين 150 و200 دبابة ونحو 300 آلية مدرعة" ومئة منظومة مدفعية و50 إلى 70 منظومة راجمات صاروخية بما في ذلك بطاريات "هيمارس" التي تسلّمت أوكرانيا عددا منها، و"ما بين 10 و15 منظومة دفاعية مضادة للطائرات لغلق الأجواء".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة