أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش يستعد لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة في الأيام المقبلة، فيما أسفر القصف الإسرائيلي منذ منتصف الليل عن أكثر من 20 شهيدًا.
وأضافت أن الجيش يأمل في أن تدفع مراكز المساعدات الأميركية إلى إخلاء شمال قطاع غزة.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في مدينة غزة إسلام بدر بأن القصف المدفعي تجدد في محيط مستشفى العودة عند تل الزعتر. كما تقوم آليات الاحتلال الإسرائيلي بعمليات تدمير متواصلة في المنطقة التي تتبع مخيم جباليا.
ويناشد العاملون في مستشفى العودة لتجنيبهم الاستهداف الإسرائيلي. وقد اشتعلت النيران يوم أمس في بعض مرافق المستشفى وعملت طواقم الدفاع المدني على إخمادها طيلة خمس ساعات متواصلة.
واليوم، أكد مدير مستشفى العودة محمد صالحة أن المنشأة الطبية الواقعة في شمال القطاع ما تزال محاصرة ولا يمكن لأحد القدوم إليها أو مغادرتها.
وأشار للتلفزيون العربي إلى أن شظايا قنابل سقطت على أقسام عدة بالمستشفى بعد استهداف جيش الاحتلال له.
من جهته، قال مدير المستشفيات الميدانية في غزة مروان الهمص للتلفزيون العربي: إن الأدوية والمستلزمات الطبية الموجودة في مخازن وزارة الصحة ستنفد آخر شهر مايو/ أيار الحالي في حال لم يتم إمدادها بالمساعدات اللازمة. وقال: "إن هذا يعني أننها سندخل مرحلة صعبة في الخدمة الصحية التي تقدم حاليًا بالحد الأدنى".
أكثر من 20 شهيدًا منذ منتصف الليل
يأتي ذلك في وقت أفاد مراسل التلفزيون العربي باستشهاد 22 فلسطينيًا منذ منتصف الليل بقصف إسرائيل طال مختلف أنحاء القطاع.
فقد استشهد 7 فلسطينيين وأصيب أكثر من 60 آخرين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لمدنيين غرب مدينة رفح جنوب القطاع.
وفي خانيونس جنوبًا، استشهد 5 فلسطينيين وأصيب 20 آخرين في قصف استهدف منزلًا لعائلة "الشريف".
وفجرًا، استشهد 4 فلسطينيين بينهم طفلان وسيدة في قصف جوي إسرائيلي على شقة سكنية بحي الأمل غرب المدينة ذاتها.
واستشهد فلسطينيان بينهما سيدة أحدهما في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة المجدلاوي وسط مخيم النصيرات وسط القطاع، والثانية متأثرة بجراح أصيبت بها في قصف سابق غرب خانيونس.
وشرق مدينة غزة، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف تجمعًا آخر لمدنيين.
كما استشهد فلسطيني وأصيب 5 آخرون بينهم طفلة في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في محيط مسجد القسام بالنصيرات.
وبالتوازي مع التصعيد الميداني، كشفت القناة 12 الإسرائيلية السبت أن هناك إجماعًا داخل الأجهزة الأمنية في إسرائيل حول إمكانية التوصل إلى صفقة مع حركة "حماس" لإطلاق سراح الأسرى من قطاع غزة رغم تشديد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مواقفه وسحب وفد التفاوض من العاصمة القطرية الدوحة.
"ظروف مناسبة" لإعادة الأسرى
ونقلت عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قال في مناقشات مغلقة إن "الضغط العسكري خلق ظروفًا مناسبة لإعادة الأسرى، وعلى إسرائيل استغلال نافذة الفرص التي نشأت من أجل المضي قدما نحو صفقة".
وأوضحت القناة أن تصريحات زامير جاءت في أعقاب قرار نتنياهو إعادة الوفد الإسرائيلي من الدوحة، وبالتوازي مع تشديده لمواقفه العلنية.
وأضافت: "مع ذلك، هناك إجماع داخل الأجهزة الأمنية (الإسرائيلية) على إمكانية التوصل إلى صفقة في الوقت الراهن".
والخميس، قرّر نتنياهو إعادة جميع أعضاء وفد التفاوض الإسرائيلي من العاصمة الدوحة وذلك "بسبب إصرار القيادي في حركة حماس، خليل الحية، على الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب كجزء من الصفقة"، وفق ذات المصدر.
وقالت القناة: "بسبب انهيار المحادثات، تستعد إسرائيل لتوسيع القتال في قطاع غزة".
والثلاثاء، أوعز نتنياهو بعودة كبار أعضاء الوفد الإسرائيلي المتواجد في الدوحة منذ نحو أسبوع، والإبقاء على الطواقم الفنية فقط، قبل أن يوجه الخميس بإعادة بقية أعضاء الوفد.
وكان الوفد الإسرائيلي في الدوحة يضم مسؤولين من الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) ومكتب نتنياهو.