يبدو أنّ الحرب في اليمن دخلت مستوى جديدًا من التصعيد، مع استهداف جماعة الحوثي لمنشآت إماراتية، والتصاعد في حدة المعارك على الأرض، مقرونًا بطلعات جوية مكثفة وواسعة لطائرات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وأخيرًا تقدم القوات الحكومية في بعض المناطق التي كان يسيطر عليها الحوثيون.
لكنّ هذه التطورات لم تقلب موازين الحرب في اليمن لصالح طرف على حساب آخر، إلا أنّها وبلا شكّ فاقمت المأساة الإنسانية في البلاد، حيث أعلنت الأمم المتحدة ارتفاع عدد النازحين بسبب الصراع في اليمن إلى أربعة ملايين ومئتي ألف شخص.
وقالت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين إنها رصدت نزوح 1200 أسرة خلال أول أسبوعين من العام الجاري. وأضافت أنّ الأسَر نزحت أساسًا من محافظات شبوة ومأرب والحديدة، مشيرة إلى أنّ هناك احتياجات إنسانية هائلة بينما التمويل محدود للغاية.
إعادة تصنيف الحوثيين "قيد البحث"
سياسيًا، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحافي بمناسبة مرور عام على تولّيه رئاسة الولايات المتحدة أنّ طلب إعادة تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية" هو "قيد البحث".
وشدّد بايدن على أنّ وقف الحرب في اليمن ليس أمرًا سهلًا ويتطلّب توافق طرفيها.
وسارعت سفارة الإمارات في واشنطن للترحيب بهذا الموقف، مشيرة إلى الهجمات الصاروخية التي استهدفت أبو ظبي مؤخرًا وتبنّتها الجماعة اليمنية.
الإمارات "لا تتحمّل" المزيد
ويرى أستاذ العلوم السياسية عادل المسني أنّ الحوثيين هدفوا من خلال استهداف الإمارات إلى التأثير على التقدم العسكري في جبهات مأرب وهم يدركون بأّن ألوية العمالقة تتبع الإمارات.
ويشير في حديث إلى "العربي"، من إٍسطنبول، إلى أنّ تحرير مأرب أثار هذا الصخب واستفز الحوثيين فلجأوا إلى استخدام الورقة الأخيرة وهي استهداف الإمارات بغرض التأثير عليها ومن ثم ممارسة الضغط على السعودية لمراجعة التقدم العسكري باتجاه مأرب.
ويوضح أنّ الإمارات لا تتحمّل المزيد من هذه الضربات نتيجة لعمقها الجغرافي الذي لا يساعدها لامتصاص المزيد من الضربات بعكس المملكة العربية السعودية التي تحمّلت في الماضي على مدار سنوات الكثير من المسيّرات والصواريخ.
ويخلص إلى حالة تأزم كبيرة تعيشها الحركة الحوثية في اليمن نتيجة التغير الكبير على الأرض.