الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

مستويات قياسية.. السنوات الثماني الأخيرة بصدد أن تصبح "الأكثر حرًا"

مستويات قياسية.. السنوات الثماني الأخيرة بصدد أن تصبح "الأكثر حرًا"

Changed

تقرير سابق في "شبابيك" يستعرض تأثير ارتفاع درجة الحرارة في العالم وتأثيره على حياة الناس فيه (الصورة: غيتي)
ارتفعت حرارة الأرض أكثر من 1,1 درجة مئوية منذ نهاية القرن التاسع عشر وقد سجل نصف هذا الاحترار تقريبا في السنوات الثلاثين الأخيرة على ما أظهر التقرير.

كشف تقرير للأمم المتحدة تناول الارتفاع السريع في وتيرة الاحترار العالمي أن السنوات  الثماني الأخيرة، في حال ثبتت التوقعات بشأن عام  2022، ستكون أكثر حرًا من أي عام سابق لسنة 2015.

وسجّلت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تزامنًا مع افتتاح قمة المناخ "كوب 27" في مقطع مصور بث في شرم الشيخ اليوم الأحد؛ تسارعًا في وتيرة ارتفاع مستوى مياه البحار وذوبان الأنهار الجليدية والأمطار الغزيرة وموجات الحر والكوارث القاتلة التي تتسبب بها.

وارتفعت حرارة الأرض أكثر من 1,1 درجة مئوية منذ نهاية القرن التاسع عشر، وقد سجل نصف هذا الاحترار تقريبًا في السنوات الثلاثين الأخيرة على ما أظهر التقرير.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تعليق على التقرير في المقطع المصور: "مع انطلاق مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب27" يواجه كوكبنا نداء استغاثة"، واصفًا التقرير بأنه "سرد لفوضى مناخية".

"تفاقم التداعيات"

وعام 2022 بصدد أن يصبح العام الخامس أو السادس الأكثر حرًا الذي يسجل حتى الآن، رغم تأثير إل نينيا منذ عام 2020 وهي ظاهرة طبيعية دورية في المحيط الهادئ تؤدي إلى خفض حرارة الجو.

وقال المدير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس: "كلما كان الاحترار عاليًا إلا وتفاقمت التداعيات".

فمياه سطح المحيطات التي تمتص أكثر من 90% من الحرارة المتراكمة جراء الانبعاثات الناجمة عن النشاط البشري، سجلت مستويات قياسية في 2021، وقد زادت حرارتها بسرعة خصوصًا خلال السنوات العشرين الأخيرة.

وارتفعت أيضًا موجات الحر البحرية مع تداعيات مدمرة على الشعاب المرجانية، وعلى نصف مليار شخص يعتمدون على البحار لتأمين الغذاء وسبل العيش.

وبشكل عام شهدت 55% من مياه سطح المحيطات موجة حر بحرية واحدة على الأقل في 2022 على ما جاء في التقرير.

هذا في حين تضاعفت وتيرة ارتفاع مستوى البحار في السنوات الثلاثين الأخيرة بسبب ذوبان الأنهار والصفائح الجليدية، وهو ما يهدد عشرات ملايين الأشخاص الذي يعيشون في مناطق ساحلية خفيضة.

وأوضح مايك ميريديث كبير العلماء في بريتيش إنتركتيك سورفي أن "الرسائل الواردة في هذا التقرير لا يمكن أن تكون أكثر قتامة".

"انهيار منظومة المناخ"

وأشار ميريديث إلى أنه "في كل أرجاء كوكب الأرض تحطمت مستويات قياسية فيما أجزاء مختلفة من منظومة المناخ تنهار".

وبلغت غازات الدفيئة المسؤولة عن أكثر من 95% من الاحترار الحاصل، مستويات قياسية مع تحقيق غاز الميثان أكبر قفزة تسجل خلال عام بحسب التقرير السنوي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية حول وضع المناخ العالمي.

وفي عام 2022 عاثت سلسلة من الظواهر المناخية القصوى التي فاقمها التغير المناخي؛ فسادًا في مجتمعات مختلفة عبر العالم.

وقد تلت موجة حر استمرت شهرين في جنوب آسيا في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان، فيضانات في باكستان غمرت ثلث مساحة البلاد. وقضى فيها ما لا يقل عن 1700 شخص وتشرد ثمانية ملايين.

وفي شرق إفريقيا انحسرت التساقطات دون المعدل لأربعة مواسم أمطار متتالية، وهي الأطول في 40 عامًا، ويتوقع أن يساهم عام 2022 في مفاقمة الجفاف. في حين شهدت الصين أطول موجة حر تسجل حتى الآن وأكثرها شدة، وثاني أكثر فصول الصيف جفافًا.

وأدى تراجع مستوى المياه إلى اضطرابات الحركة التجارية أو هددها على نهر يانغستي في الصين، وعلى نهر المسيسيبي في الولايات المتحدة، والكثير من الأنهار الرئيسية في أوروبا التي عانت أيضا من موجات حر متكررة.

وعانت الدول الفقيرة التي تحمل أقل قدر من المسؤولية عن التغير المناخي، أكثر من غيرها بسبب هشاشتها حيال تداعيات الوضع.

وأوضح تالاس أنه "حتى المجتمعات المستعدة جدًا لحقت بها أضرار كبيرة جراء ظواهر قصوى كما تبين من موجات الحر المطولة والجفاف في أجزاء واسعة من أوروبا وجنوب الصين".

وحُطمت الأرقام القياسية، في جبال الألب الأوروبية، في ذوبان الأنهر الجليدية في 2022 مع تراجع في معدل السماكة يراوح بين 3 وأكثر من أربعة أمتار وهو الأعلى حتى الآن. وقال ديف ريي رئيس معهد التغير المناخي في جامعة أدنبره "لو كان لا بد من شطب سنة تمثل عدم التحرك على صعيد المناخ فهي 2022".

وأكد أن "أمام العالم مهمة جبارة في الحد من الأضرار".

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close