أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أمس الإثنين، أن الجولة الثانية من المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن ملف طهران النووي ستعقد في العاصمة العمانية مسقط.
وستعقد الجولة الثانية يوم السبت 20 أبريل/ نيسان الجاري، بحسب ما ونقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن بقائي.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد ذكر في وقت سابق الإثنين، أن جولة ثانية لمباحثات بلاده مع الولايات المتحدة تعقد "قريبًا" في العاصمة الإيطالية روما برعاية من سلطنة عُمان، بحسب بيان للخارجية العراقية بشأن اتصال لعراقجي مع نظيره العراقي فؤاد حسين.
وعقب الجولة الأولى من المفاوضات السبت الماضي، أشار عراقجي في تصريحات صحفية إلى أنّ المفاوضات ستستمر في 19 أبريل/ نيسان في مسقط أو في مكان آخر.
رسائل ما قبل الجولة الجديدة
واستبق الرئيس الأميركي دونالد ترمب جولة المفاوضات الثانية بتوجيه رسالة صارمة مُغلفّة بالتحذير للإيرانيين، متوعدًا بأنهم "سيواجهون ردًا عسكريًا قاسيًا" إذا لم يتخلوا عن مسعاهم.
وقال ترمب: "إيران تريد أن تتعامل معنا ولكن لا تعرف كيف. عقدنا معهم اجتماعًا السبت الماضي وسنعقد معهم اجتماعًا آخر السبت المقبل. هذه فترة طويلة وعليهم التخلص من مفهوم امتلاك سلاح نووي لن نسمح لهم بامتلاك ذلك".
من ناحيتها، كانت طهران قد أبدت رفضها مبدأ التفاوض تحت التهديد فيما يتعلق بملفها النووي، مشددةً على أن الهدف الأساسي لكل ما يحدث على طاولة المحادثات هو رفع العقوبات عنها.
وأشار بقائي إلى أن "هناك تناقضًا في تصريحات المسؤولين الأميركيين". وقال: "في الواقع لا يمكن التفاوض وفي الوقت نفسه مواصلة سياسة الضغط والتهديد. عليهم حل هذا التناقض بأنفسهم".
وفي غضون ذلك، تعمل إيران أيضًا على توسيع رقعة مشاوراتها الإقليمية قبل جولة المفاوضات المرتقبة، حيث يحط عراقجي في موسكو للقاء القادة الروس، وبحث سبل حل الخلاف الإيراني المستمر مع الغرب.
وكذلك أجرى عراقجي اتصالات هاتفية مع نظيرَيه العراقي والتركي، وبحث معهما المفاوضات التي جرت في عُمان، وأكد على انعقاد جولة روما.
أوروبا تراقب
أما الأوروبيون من جانبهم، فيتابعون المفاوضات عن كثب، مؤكدين حرصهم على ضمان توافق نتائج المفاوضات مع مصالح الدول الأوروبية.
وأوضحت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس: "نحن في محادثات متواصلة مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا بشأن الموقف الذي يمكن أن نتخذه. لأن موعد تطبيق آلية كبح الزناد يقترب بسرعة. وعلينا مناقشة هذا الأمر مع الولايات المتحدة وقد فعلنا ذلك خلال اجتماع مجموعة السبع".
وأضافت كالاس: "من المهم جدًا أن يكون موقفنا موحدًا. فلا أحد يريد أن يري إيران تطور أسلحة نووية".
وفي محاولة لتضييق الفجوة بينهما بشأن القضايا العالقة، من المقرر أيضًا أن يزور رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران الأربعاء المقبل، في زيارة يؤكد الإيرانيون أنها مجدولة مسبقًا، ولا علاقة لها بما يدور في المفاوضات الحالية.
والسبت، استضافت سلطنة عُمان، أولى جولات المحادثات الإيرانية الأميركية بمسقط، والتي لاقت ترحيبًا عربيًا، فيما وصفها البيت الأبيض بأنها كانت "إيجابيةً للغاية وبناءة".
دبلوماسية مفاوضات مسقط
وجرت المحادثات التي استضافها وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي في مسقط، بين المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ونظيره الإيراني عباس عراقجي.
وقال البيت الأبيض في بيان له، إن ويتكوف نقل إلى عراقجي "تعليمات" ترمب بـ"حل القضايا بين البلدين عبر الحوار والدبلوماسية".
وأفادت الخارجية الإيرانية في بيان السبت، بأن "المحادثات دامت لأكثر من ساعتين ونصف، وشهدت تبادلًا للآراء بين عراقجي وويتكوف، وذلك من خلال وزير الخارجية العُماني".
وعشية انطلاق جولة المفاوضات الأولى، حذّر البيت الأبيض من "خيارات أميركية باهظة الثمن"، في حال فشل التوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، مؤكدًا أن ترمب يفضل تسوية هذا الملف من خلال محادثات مباشرة مع طهران.
وتتهم الولايات المتحدة، إلى جانب إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، بينما تصرّ طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، من بينها توليد الكهرباء.