السبت 20 أبريل / أبريل 2024

مصافحة بين أردوغان والسيسي.. هل تعود علاقات تركيا ومصر إلى طبيعتها؟

مصافحة بين أردوغان والسيسي.. هل تعود علاقات تركيا ومصر إلى طبيعتها؟

Changed

حلقة من "للخبر بقية" تلقي الضوء على تطور العلاقات بين مصر وتركيا (الصورة: رويترز)
اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الاجتماعات بين القاهرة وأنقرة يجب أن تكون على مستوى أعلى في سياق الاتجاه نحو التطبيع.

أن يتصافح زعماء دول تشهد علاقاتهما خلافات له ما بعده؛ والحديث هنا عن تصافح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، على هامش مشاركتهما في الحفل الافتتاحي لكأس العالم في قطر.

الرئيس التركي علّق على المصافحة بالقول: "إنها خطوة أولى نحو مزيد من التطبيع في العلاقات بين البلدين".

كما أكد أن تحركات أخرى ستلي تلك الخطوة الأولى، مشيرًا إلى أن الاجتماعات بين مصر وتركيا يجب أن تكون على مستوى أعلى في سياق الاتجاه نحو التطبيع.

حقبة جديدة؟

الجانب المصري رد من جهته التحية على تصريحات أردوغان، عبر المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، الذي أكد أن الجانبين توافقا على أن تكون المصافحة بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين.

كما بيّن أن الرئيسين أردوغان والسيسي أكدا في لقائهما على عمق الروابط التاريخية بين البلدين.

هذا التصافح طرح عددًا من الأسئلة حول بداية حقبة جديدة من علاقات البلدين المتوترة منذ نحو 9 أعوام، علمًا أن هذا التوتر أشعلته ملفات خلافية عدة، بدءًا من اتهام القاهرة أنقرة بدعم المعارضين المصريين، مرورًا بالهوة الواسعة في مواقف الطرفين حيال الأزمة الليبية، وليس انتهاءً ربما بالخلافات المتعلقة بالتنقيب على الغاز شرقي البحر المتوسط.

والجدير بالذكر أن البلدين أن الطرفين عقدا في الأشهر الماضية مشاورات سياسية واجتماعات لكسر جليد علاقتهما، لكنهما لم يتوصلا إلى أي خرق يُذكر.

ترحيب حذر

في هذا السياق، يرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حسين هريدي أن "هناك ترحيبًا حذرًا في مصر بالنوايا التركية التي أعرب عنها أردوغان".

ويوضح هريدي، في حديث إلى "العربي" من القاهرة، أن "مصر كانت قد أعلنت أنها على أتم الاستعداد لإعادة العلاقات مع تركيا على المستوى الذي كانت عليه قبل عام 2011، شرط أن تكون هناك رؤى مشتركة حول العديد من الملفات ذات الأبعاد الإستراتيجية".

ويلفت المسؤول المصري السابق إلى أنه "حتى الآن، شهد البلدان حوارات على مستوى وزراء الخارجية للتمهيد للقاءات على مستوى أعلى، بهدف عودة العلاقات وإعادة تبادل السفراء".

ويقول: "لا زلنا ننتظر اختراقًا في الاتصالات المصرية التركية، من أجل تحقيق هذا الهدف".

ويضيف: "عودة العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه في السابق، تصب في مصلحة الشرق الأوسط والبلدين".

بدأت العلاقات التركية المصرية بالتراجع منذ عام 2011 - رويترز
بدأت العلاقات التركية المصرية بالتراجع منذ عام 2011 - رويترز

ملفات عالقة

من جهته، يشدد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون برهان كور أوغلو على "أهمية علاقات البلدين، في ظل التحديات الموجودة في المنطقة على أكثر من مستوى، عسكري وبيئي وغذائي".

ويشير برهان كور أوغلو، إلى "أن البلدين مرّا بمراحل صعبة في العلاقات، لكن يمكن مراجعة هذه الأزمات في الفترة المقبلة".

ويقول: "المساعي بدأت منذ أكثر من سنة على مستوى استخباراتي للوصول إلى توافق بين رئيسي البلدين".

ويضيف: "هناك أكثر من ملف عالق بين البلدين، مثل المطالب المصرية المتعلقة بجماعة الإخوان المسلمين، إضافة لملف الأزمة الليبية".

فشل سابق

يدوره، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف حسني عبيدي أن "المقابلة التي حصلت بين الرئيسين لم تكن بروتوكولية، إلا أنها لا ترتقي إلى أن توصف بالتاريخية".

ويشير عبيدي، في حديث إلى "العربي" من جنيف، إلى أن "في النزاعات المشابهة بين البلدين، يكون هناك اجتماعات على مستوى الوزراء، إلا أنه في الحالة التركية المصرية فشلت المباحثات الاستكشافية وفق تصريحات المسؤولين".

ويقول: "هذا اللقاء يشكل تحولًا في العلاقة، ويظهر رغبة في الاستمرار في المفاوضات بين الطرفين".

ويضيف: "ما حصل في الدوحة مهم جدًا على مستوى المحادثات، لكن كل الملفات الخلافية مرتبطة بملفات أخرى ورهانات جانبية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close