أعلنت السلطات العراقية، اليوم الأحد، ضبط أكثر من طن من حبوب الكبتاغون المخدرة مصدرها سوريا عبر تركيا، وهي أكبر كمية يتم ضبطها في عملية تهريب خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح حسين التميمي مدير إعلام مديرية شؤون المخدرات والمؤثرات العقلية أن الشاحنة كانت محمّلة بسبعة ملايين حبة كبتاغون وتم اعتقال عراقيين اثنين وسوري لتورطهم بالقضية.
أكبر شحنة مخدرات
وهذه أول عملية مماثلة يعلنها العراق منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، المتهم نظامه بتصنيع هذا المنشط الشبيه بالأمفيتامين على نطاق واسع في سوريا المجاورة.
وأضاف التميمي: "هذه أكبر شحنة مخدرات يتم ضبطها في العراق" منذ سنوات.
بدوره، قال العميد مقداد ميري الناطق باسم وزارة الداخلية في تصريح أن قوات الأمن تمكنت من "ضبط شاحنة قادمة من الجمهورية العربية السورية باتجاه العراق مرورًا بدولة تركيا وهي تحمل طنًا و100 كلغ من حبوب الكبتاغون المخدرة".
وجرت عملية نقل المواد المخدرة من شاحنة تركية إلى شاحنة عراقية قرب معبر يربط بين تركيا والعراق، بحسب فيديو نشرته وزارة الداخلية العراقية على حسابها على فيسبوك.
ويظهر المقطع المصور أيضًا قوات الأمن وهي تقطع وتتلف طاولات الكي التي كانت ضمن البضائع المحملة في الشاحنة وتخرج الحبوب من داخل هذه الطاولات.
وأوضح التميمي أن "المعلومات وردت من من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في المملكة السعودية"، مؤكدًا أن القوات العراقية تعقبت الشاحنة حتى وصولها إلى بغداد حيث كان ينتظرها مهرب عراقي وتم ضبطها.
التهريب مستمر
وأورد تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة نشر عام 2024 أن العراق شهد طفرة هائلة في الاتجار بالمخدرات واستهلاكها خلال السنوات الخمس الماضية، لا سيما حبوب الكبتاغون المخدرة والميثامفيتامين.
ووفقًا للتقرير، صادرت السلطات العراقية في عام 2023 "رقمًا قياسيًا بلغ 24 مليون قرص كبتاغون" يفوق وزنها 4,1 أطنان، وتقدّر قيمتها بما بين 84 و144 مليون دولار.
وأشار التقرير إلى أن "مضبوطات الكبتاغون زادت بنحو ثلاثة أضعاف" بين العامين 2022 و2023، لافتًا إلى أن المضبوطات في العام الماضي هي "أعلى بمقدار 34 مرة" من تلك التي سجلت في 2019.
وعُرف حكم نظام بشار الأسد، بإنتاج الكبتاغون، ما أدى إلى تحويل البلاد إلى دولة مخدّرات وإغراق الأسواق في الشرق الأوسط بهذه المادة، وهي آفة وصلت إلى العراق المجاور وإلى دول الخليج مثل السعودية.
إلا أن الدولة السورية الجديدة، ركزت منذ سقوط الأسد على تدمير مصانع المخدرات، وملاحقة المروجين، وإتلاف كميات كبيرة من المواد المخدرة.

وقد أحرقت السلطات الجديدة في سوريا كميات كبيرة من المخدّرات، منها نحو مليون من حبوب الكبتاغون التي كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم رئيس النظام السابق بشار الأسد.
فمنذ الانهيار السريع لحكم بشار الأسد، عُثر في مناطق مختلفة من سوريا على كميات كبيرة من أقراص الكبتاغون المكدّسة في مستودعات أو قواعد عسكرية، لتؤكد صحة التقارير عن دور النظام السوري السابق في صناعة هذه المادة المخدرة المحظورة وتصديرها إلى العالم.