الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

مصدر قلق.. جملة أسباب وراء تفاقم ظاهرة نقص المعلمين في العالم

مصدر قلق.. جملة أسباب وراء تفاقم ظاهرة نقص المعلمين في العالم

Changed

نافذة عبر "العربي" على التسرب المدرسي في السودان (الصورة: غيتي)
تفيد تقديرات وطنية، بأنه سيكون هناك نقص حجمه 25 ألف مدرس بحلول 2025 في ألمانيا مثلًا وثلاثون ألفًا في البرتغال بحلول 2030.

تعاني مهنة التدريس من صعوبات كبيرة في استقطاب معلمين في عدد كبير من دول العالم، في ظاهرة تفاقمت منذ أزمة وباء كوفيد-19.

وتتحدث وثيقة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" نشرت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن نقص 69 مليون معلم في جميع أنحاء العالم لتحقيق "تعليم أساسي شامل بحلول 2030".

أهمية مهنة التدريس 

وقال إريك شاربونييه، الخبير في التعليم في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي: "يمكننا القول إن أزمة كوفيد كشفت أهمية مهنة التدريس، ونتيجة لذلك اكتسب موضوع جاذبية المهنة التي كانت قائمة من قبل، أهمية".

ويقول الخبير لوكالة "فرانس برس": "لدينا أربعة آلاف وظيفة شاغرة لمعلمين هذا العام في فرنسا، وهو رقم يدل على ارتفاع، لكن الوضع ليس أفضل في أي مكان آخر".

في فرنسا، دفعت الصعوبات غير المسبوقة في التوظيف عضو مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لونغيه إلى تمديد الموعد النهائي للتسجيل في المسابقات إلى بداية العام الدراسي 2023، أسبوعين في الشهر الجاري، حتى الجمعة الماضية، بسبب نقص المرشحين.

وفي فرنسا أيضًا بدأت مشاورات لزيادة رواتب المعلمين في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يفترض أن تنتهي في أواخر فبراير/ شباط أو بداية مارس/ آذار القادم.

نقص 69 مليون معلم في جميع أنحاء العالم (غيتي)
نقص 69 مليون معلم في جميع أنحاء العالم (غيتي)

وفي تقرير قدمه في يونيو/ حزيران الماضي، تحدث اليميني لونغيه على المستوى الأوروبي عن "جاذبية مهنة التدريس" بصفتها "مشكلة عامة للبلدان، بغض النظر عن مستوى الأجور".

وتفيد تقديرات وطنية، بأنه سيكون هناك نقص حجمه 25 ألف مدرس بحلول 2025 في ألمانيا مثلًا وثلاثون ألفًا في البرتغال بحلول 2030.

ويضيف إريك شاربونييه أن ألمانيا والبرتغال والسويد وإيطاليا تواجه "موجة تقاعد كبيرة مما سيفاقم المشكلة".

وعلى مستوى المدارس الابتدائية، تجاوز 60% من المعلمين سن الخمسين في إيطاليا، وتبلغ هذه النسبة 37% في ألمانيا و42% في البرتغال و36% في السويد و23% في فرنسا، حسب منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

أسباب مختلفة

ويمكن الإشارة إلى أسباب مختلفة، حسب ريجي ماليه أستاذ علوم التربية في جامعة بوردو، من بينها "انخفاض مستوى الأجور، وخصوصًا في فرنسا وكذلك تدهور ظروف العمل والأوضاع القانونية إلى جانب بعد له دلالة قوية يظهر بوضوح وهو النقص في الاعتبار وفي الامتنان".

وأوضح ماليه العضو في معهد فرنسا الجامعي، أنه في عدد من البلدان لا سيما في فرنسا، جرى الانتقال "من مهنة ذات قيمة اجتماعية مضافة عالية ومكانة، إلى شكل من عدم اليقين في المهمات المطلوبة وفقدان المعنى وأخيرا التضارب" بين المدرسة والحياة.

وتعاني من هذا النقص القارات الأخرى أيضًا، إذ إنه وبحسب برهان شقرون مدير قسم السياسات ونظم التعليم في اليونسكو، فإنه في إفريقيا جنوب الصحراء "هناك في المتوسط مدرس مؤهل واحد لكل 56 تلميذًا في المرحلة الابتدائية ومعلم واحد مؤهل لـ55 تلميذا في المرحلة الثانوية".

وأضاف شقرون أنه بحلول 2030 "سيكون على تشاد والنيجر مضاعفة عدد معلمي المدارس الابتدائية لديهما".

وتابع أنه في هذا الجزء من العالم، عدد المعلمين الذين يتم تعيينهم "أقل من الاحتياجات الحالية والمتوقعة، ويجب توظيف 16,5 مليون مدرس إضافي بحلول 2030".

وتشهد الولايات المتحدة أزمة "غير مسبوقة"، بحسب إريك شاربونييه. وفي نهاية أغسطس/ آب تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" عن "نقص كارثي"، موضحة أن البلاد "لم تشهد يومًا وضعًا على هذه الدرجة من الخطورة".

وأكد خبير منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن النقص في المعلمين "مسألة مثيرة للقلق يجب التحرك بشأنها" لكنها "ليست حتمية".

وأشار إلى أن "فنلندا وكوريا الجنوبية وإيرلندا تسجل أداءً جيدًا بفضل سياسات تعتمد على التطوع مع تقدير للمهنة من قبل المجتمع".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close