أكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، في مقابلة خاصة مع التلفزيون العربي، أن فكرة الحرب قد انتهت في قطاع غزة، مستبعدًا أن تُجدِّد إسرائيل الحرب بالشكل الذي كانت عليه.
لكن البرغوثي يرى أن الخطر ما يزال قائمًا، محذرًا من احتمال محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تكرار ما يفعله في لبنان في غزة؛ أي أنه يستغل أحداثًا معينة لشنّ هجمات.
فشل مؤامرة التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني
وقال البرغوثي في حديث من أستوديوهات التلفزيون العربي في لوسيل: "لا يستطيع الجيش الإسرائيلي تجديد الحرب؛ إذ تتحدث تقارير عن سعي رئيس الأركان الإسرائيلي إلى لملمة صفوف الجيش".
ويصف عودة الفلسطينيين إلى منازلهم المدمَّرة في القطاع بأنها "ملحمة بطولية عظيمة في الصمود تمثل فشل مؤامرة التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني إلى الأبد"، لافتًا إلى أن الحركة الصهيونية لم ولن تنجح في تكرار نكبة عام 1948 رغم ما استخدمته من قوةٍ في التدمير والقتل والتجويع.
ويعتبر البرغوثي أن المعركة القادمة تتمثل في إجبار الإسرائيليين على الخروج من كامل قطاع غزة.
ويضيف "أن المهم هو ألّا نسمح لإسرائيل بالبقاء في غزة بعد المرحلة الأخيرة من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع؛ لأن هذا ما يخطط له نتنياهو، الذي يسعى إلى الاحتفاظ بمنطقة عازلة تمثل ما نسبته 25% من مساحة قطاع غزة".
اتفاق بكين يضمن وحدة الأراضي الفلسطينية
وفيما يخص المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والإصرار الإسرائيلي على نزع سلاح حركة حماس، يرى البرغوثي أنه يجب الدعوة إلى اجتماع سريع بمشاركة كل القوى الفلسطينية في القاهرة أو في أي مكان آخر، للتوافق على ملف السلاح، وعلى إدارة قطاع غزة، وضمان وحدته مع الضفة الغربية؛ لأن فصل غزة عن الضفة هو الطريق إلى نسف إمكانية قيام دولة فلسطينية.
ويقول أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية: "إن الصيغة الأقرب إلى النجاح هي صيغة اتفاق بكين، التي تنص على تشكيل حكومة وفاق وطنيّ مستقلة انتقالية لمدة عام، تُحضِّر لإجراء انتخابات حرة وديمقراطية".
وشدّد على أهمية توفير فرصة للشعب الفلسطيني لانتخاب قياداته، وهو أمر لم يُتح لهم منذ عشرين عامًا.
ويؤكد أن الفلسطينيين لا يحتاجون إلى إدارة خارجية، لافتًا إلى رفضه شخصية توني بلير الذي يُعرف تاريخه، ويمثل الوجه الاستعماري الذي قاومه الفلسطينيون.
فكرة المقاومة
كما يرى البرغوثي أنه من المهم التمييز بين ما يُطرح حول نزع السلاح، وما تحاول إسرائيل - وربما الولايات المتحدة- تمريره، وهو نزع فكرة المقاومة.
ويضيف: "قد يقرر الشعب الفلسطيني، وبشكل جماعيّ وبقيادة جماعية، أن يغيّر أشكال النضال، لكن فكرة المقاومة لا يجوز أن تُمسّ ما دام الاحتلال قائمًا".
ويلفت إلى أن القانون الدولي ينصّ على حق الشعوب في النضال بكل الأشكال ما دامت تحت الاحتلال. وشدد على أنه لا يمكن الحديث عن توحيد أشكال النضال بشكل جماعي دون توحيد العمل السياسي بشكل جماعي. ويقول: "إن ما نحتاجه هو قرارات وليس حوارًا".
ثروة من الغاز
كذلك أشار البرغوثي إلى أن مياه غزة تحتوي على بئر غاز ضخم جدًا تُقدَّر قيمته بنحو 60 مليار دولار، وقد منعت إسرائيل استثماره.
وشدد على ضرورة المطالبة بـاستثمار الغزيين لهذا البئر لأن ذلك قد يساعد في إعادة إعمار القطاع، لافتًا إلى أهمية مطالبة إسرائيل بدفع تعويضات عن الخسائر والضرر الذي تسببت به في القطاع.
