السبت 15 تشرين الثاني / نوفمبر 2025
Close

مصلى من الخشب والنايلون.. ملاذ أطفال غزة لحفظ القرآن في شهر رمضان

مصلى من الخشب والنايلون.. ملاذ أطفال غزة لحفظ القرآن في شهر رمضان

شارك القصة

المُصلّى الذي بُني من النايلون والخشب يتعلم فيه الأطفال الغزيون السنة النبوية الشريفة خلال شهر رمضان - الأناضول
المُصلّى الذي بُني من النايلون والخشب يتعلم فيه الأطفال الغزيون السنة النبوية الشريفة خلال شهر رمضان - الأناضول
الخط
وسط الدمار والخراب الذي خلّفته حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، يُصرّ أبو المحسن أن يبقى نور العلم متوهجًا في عيون الأطفال.

في خيمة مبنية من ألواح خشبية بسيطة ونايلون يغطي السقف، يجلس أطفال في منطقة مصبح بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة على الأرض، يتابعون بتركيز تلاوة الشيخ أحمد أبو المحسن، ويُردّدون وراءه الآيات القرآنية بلهفة، وكأنّهم يبنون بإيمانهم ما دمّرته إسرائيل بصواريخها.

فوسط الدمار والخراب الذي خلّفته حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، يُصرّ أبو المحسن أن يبقى نور العلم متوهجًا في عيون هؤلاء الأطفال، فينقل إليهم تعاليم الدين الإسلامي ويحفظهم آيات من القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك.

ويقطع أبو المحسن يوميًا مسافة 200 متر من منزله إلى المصلى على كرسيه المدولب بعدما بُترت قدماه نتيجة الحرب.

الأطفال الذين يجتمعون في حلقة دائرية من حوله، يُحدّقون فيه بإمعان، وينصتون لكلماته بخشوع، ويستلهمون من صبره وعزيمته طاقة لمُواجهة قسوة الحياة في غزة، حيث دمّر الاحتلال المساجد ودور العبادة في محاولة لطمس الهوية الدينية والثقافية للفلسطينيين.

وقال أبو محسن في حديث لوكالة الأناضول: "بنينا هذا المُصلّى من النايلون والخشب، لنُحافظ على استمرارية تعليم الطلاب، لأنّ رسالتنا أقوى من العدوان، ونحن مستمرون رغم الألم والدمار".

قصّة تحدٍ

ويروي المشهد في المُصلّى قصة التحدي في غزة المُحاصرة، التي صمدت أمام الإبادة ورفضت التهجير.

وقبل حرب الإبادة، كانت مساجد غزة تمتلئ بالمصلين ويجتمع الأطفال داخلها للصلاة وحفظ آيات من القرآن الكريم.

لكنّ هذه المشاهد تحوّلت إلى ذكريات جراء العدوان، وظهرت إلى جانب أنقاض المساجد المدمّرة، خيام ومصليات صغيرة بسيطة ومراكز لحفظ القرآن وتعليم السنة النبوية للأطفال الناجين.

أصبحت الخيام والمصليات الصغيرة مراكز لحفظ القرآن وتعليم السنة النبوية خلال رمضان في غزة
أصبحت الخيام والمصليات الصغيرة مراكز لحفظ القرآن وتعليم السنة النبوية خلال رمضان في غزة- الأناضول

وقال أبو المحسن: "هذه الحرب ليست فقط حربًا على المقاومة الفلسطينية، بل هي حرب على الدين الإسلامي تهدف إلى محو الهوية الإسلامية في غزة؛ فالاحتلال يسعى إلى جانب تدمير البنية التحتية، إلى القضاء على تعاليم الإسلام في غزة، لكنه لن ينجح".

ووفقًا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة، 1109 مساجد من أصل 1244، تدميرًا كليًا أو جزئيًا.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - الأناضول