يواصل الشارع السوداني احتجاجه ضد سلطات "الانقلاب"، للمطالبة بعودة الحكم المدني والديمقراطي، وإنهاء الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونسف فيها قبل سبعة أشهر المرحلة الانتقالية، التي كان من المقرر أن تستمر 53 شهرًا، تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024.
وهاجمت قوات الأمن السودانية، اليوم الخميس، جموع المتظاهرين، عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع أمام مستشفى بالعاصمة الخرطوم، ما أدى إلى اختناق مرضى وكوادر طبية، بحسب ما وثّقت "لجنة أطباء السودان".
وأوضحت "لجنة أطباء السودان" أنّ "القوات الانقلابية أطلقت الغاز المسيل للدموع أمام مستشفى الجودة مباشرةً مما أدى إلى اختناق المرضى الذين بينهم حالات حرجة وأمراض مزمنة، وأيضًا اختناق الطاقم الطبي والمرافقين".
وخرج آلاف المتظاهرين في مدن الخرطوم، وبحري (شمال)، وأم درمان (غرب)، للمطالبة بـ"عودة الحكم المدني الديمقراطي".
لا تراعي القوات الانقلابية حرمات المستشفيات، وهي مجردة عن القيم الأخلاقية والإنسانية.#وحدة_قوى_الثورة#لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية إعلام اللجنة 26 مايو 2022
— لجنة أطباء السودان المركزية-CCSD (@SD_DOCTORS) May 26, 2022
"نعم للحكم المدني الديمقراطي"
وأغلقت السلطات الأمنية جسر "المك نمر" الرابط بين العاصمة الخرطوم، ومدينة بحري، قبيل انطلاق المظاهرات التي تطالب بعودة الحكم المدني.
وأغلق المتظاهرون عددًا من الشوارع الرئيسة والفرعية وسط العاصمة بالحواجز الإسمنتية وجذوع الأشجار والإطارات المشتعلة.
وردّد المتظاهرون الذين حملوا الأعلام السودانية، هتافات مناوئة للحكم العسكري، ومطالبة بعودة الحكم المدني الديمقراطي.
ورفعوا لافتات عليها: "لا للحكم العسكري"، و"دولة مدنية كاملة"، و"الشعب أقوى والردة مستحيلة"، و"حرية، سلام، وعدالة"، و"نعم للحكم المدني الديمقراطي".
والأربعاء، دعت "تنسيقيات لجان المقاومة" (نشطاء) لمظاهرات الخميس بالخرطوم وعدة مدن أخرى في إطار الحراك الثوري المستمر للمطالبة بـ"الحكم المدني".
كسر الطوق الأمني
وفي هذا الإطار، قالت مراسلة "العربي" من الخرطوم درة غمبو إن القصف الكثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع؛ تسببت في اختناقات للمصابين والمرضى في مستشفى الجودة القريب من أماكن التظاهر.
ولفتت المراسلة إلى تقدم للمتظاهرين نحو القصر الجمهوري، حيث تمكنوا من كسر الطوق الأمني في أكثر من اتجاه، بينما يواجه المتظاهرون القادمون من مدينة بحري قمعًا ومنعًا من اجتياز الجسر الرابط مع الخرطوم، ويقولون إن قوات من الجيش السوداني تمنعهم من العبور.
وأشارت المراسلة إلى أنه داخل الخرطوم في ميدان شروني، اجتاز المتظاهرون الأسلاك الشائكة، وقنابل الغاز المسيل للدموع؛ ما أدى إلى تراجع الشرطة بعد مواجهات كر وفر.
وعمومًا وأمام العنف المستمر الذي تمارسه سلطات "الانقلاب" ضد المحتجين المطالبين بعودة الحكم المدني والديمقراطي في السودان، هناك حالة من الغضب من تقرير بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في البلاد، الذي عرض في مجلس الأمن، وأفاد بأن العنف انخفض في شهر رمضان، لكن المتظاهرين يرجعون ذلك، إلى الصيام وارتفاع درجة الحرارة، وأن الاحتجاجات عادت من جديد بزخم أقوى.
ولم تنقطع الاحتجاجات في السودان، منذ 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حينما فرض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إجراءات استثنائية أبرزها إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وقبل تلك الإجراءات كان السودان يعيش منذ 21 أغسطس/ آب 2019، مرحلة انتقالية.
ويتهم معارضون البرهان بتنفيذ انقلاب عسكري، بينما قال الأخير إن إجراءاته تستهدف "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، وتعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.
وكان من المفترض أن يتقاسم السلطة في تلك المرحلة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.