تتصاعد المواجهات الميدانية في اليمن، ففي عملية عسكرية مستمرة جنوب مأرب، تحرز قوات الجيش اليمني وألوية العمالقة المدعومة إماراتيًا تقدمًا ميدانيًا نحو منطقة الجوبة والعبدية، في وقت تنزع فيه الفرق الهندسية آلاف الألغام التي زرعها الحوثيون في مناطق متفرقة من المنطقة.
في غضون ذلك، دمرت قوات التحالف عددًا من آليات الحوثيين في غارات مكثفة في منطقتي أم ريش وبلق الشرقي.
في المقابل، يدفع الحوثيون بتعزيزات كبيرة إلى منطقة الجوبة بعد سيطرة ألوية العمالقة على مدينة حريب ووصولها إلى جبال ملعا الاستراتيجية.
وكان التحالف السعودي الإماراتي أعلن أمس الأربعاء تنفيذ 30 غارة خلال 24 ساعة استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن.
كما أفادت مصادر عسكرية وطبية، بوقوع قتلى وجرحى الأربعاء، بعد سقوط صاروخ بالستي أطلقته جماعة الحوثي على مدينة مأرب الإستراتيجية في شمال اليمن.
وتأتي هذه التطورات العسكرية، بعد يوم واحد من دعوة الأمم المتحدة، إلى إحياء المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، بشأن محافظة الحديدة الإستراتيجية غربي البلاد.
"استنزاف لقدرات الحوثيين"
وفي هذا الإطار، أوضح رئيس شعبة الصحافة العسكرية في الجيش اليمني رشيد المخلافي أن المعارك التي حصلت خلال عامي 2020 و2021 في جبهات مأرب، كانت عبارة عن استنزاف شامل لقدرات الحوثيين، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الجيش دمر خلال هذه الفترة 16 لواء عسكريًا حوثيًا بالإضافة لمقتل آلاف المسلحين الحوثيين.
وأضاف في حديث إلى "العربي" من مأرب، أن المعطيات تغيرت على الأرض منذ ديسمبر/ كانون الأول حتى يناير/ كانون الثاني بعد دخول ألوية العمالقة في العمليات العسكرية والتي كان لها دور فاعل وكبير في تغيير موازين القوى.
ونفى المخلافي نية ألوية العمالقة تسلم زمام المبادرة العسكرية والسيطرة على حساب "الجيش الوطني"، لافتًا إلى أن هناك تعاونًا كبيرًا بين الجانبين.
وتحدث عن وجود انهيار حقيقي داخل الحوثيين نتيجة المعارك الحاصلة، لافتًا غلى أن الجماعة فقدت القدرة على أخذ زمام المبادرة الميدانية.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.