تدور اشتباكات عنيفة في محيط مركز حماة في سوريا اليوم الخميس بين قوات النظام، وفصائل المعارضة التي تهدف للتوغل داخل المدينة.
وكانت فصائل المعارضة السورية أعلنت في وقت سابق بدء دخول مقاتليها إلى حماة وهي مدينة كبرى تحاول فيها قوات النظام مدعومة بضربات جوية روسية مكثفة منع المعارضة من تحقيق تقدم جديد، ووقف مكاسبهم الخاطفة.
وقال حسن عبد الغني القيادي في قوات المعارضة على مواقع للتواصل الاجتماعي: "قواتنا بدأت التوغل في مدينة حماة".
معارك عنيفة بين المعارضة والنظام
ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تخوض فصائل المعارضة السورية اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق في البلاد، والجمعة دخلت مدينة حلب، والسبت بسطت سيطرتها على محافظة إدلب، ضمن عملية "ردع العدوان".
وسيطرت المعارضة المسلحة على مدينة حلب الرئيسية في الشمال الأسبوع الماضي، وتحاول منذ ذلك الحين التقدم صوب الجنوب من شمال غرب سوريا ووصلت لتل إستراتيجي يشرف على حماة من جهة الشمال يوم الثلاثاء، وبدأت التقدم صوب المدينة من الشرق والغرب أمس الأربعاء.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي أن مروحيات النظام السوري ألقت براميل متفجرة على حي الأربعين في حماة.
ونقل المراسل عن قوات المعارضة قولها: إنها "تتحرك لتأمين المناطق الشرقية لمدينة حماة"، مشيرة إلى أنها على بعد كيلومترين من مركز المدينة.
ولفتت المعارضة إلى أن هناك تخبطًا في صفوف عناصر النظام على جبل زين العابدين شمال حماة وبدء فرار بعض المجموعات.
في المقابل، لفت جيش النظام السوري إلى أن قواته العاملة في ريف حماة "تخوض معارك عنيفة في مواجهة المسلحين"، نافيًا دخول مقاتلي المعارضة إلى أحياء المدينة.
هل غيرت قوات المعارضة السورية تكتيكاتها العسكرية؟
وفي هذا الإطار، أوضح مدير وحدة الدراسات السياسية في "المركز العربي للأبحاث" مروان قبلان أن حماة هي إحدى أهم المدن في سوريا وهي رابع أكبر مدينة في البلاد.
وفي حديث للتلفزيون العربي من استديوهات لوسيل، أضاف قبلان أن حماة تتمتع بموقع إستراتيجي كبير، فهي تقع في منتصف الطريق بين دمشق وحلب، وفيها كتلة سكانية كبيرة، مشيرًا إلى أن المدينة هي عقدة مواصلات أساسية بين شمال سوريا وجنوبها وشرقها وغربها.
وأعرب قبلان عن اعتقاده أن السيطرة على مدينة حماة نقطة مهمة ومفصلية في الحرب الدائرة حاليًا في سوريا والتي سوف تحتدم أكثر خلال الفترة القادمة.
قبلان لفت إلى أن المعارضة غيرت من تكتيكاتها العسكرية داخل مدينة حماة، لأنها تواجه صعوبة كبيرة نتيجة دفاعات النظام الكبيرة في هذه المنطقة، وأيضًا بسبب طبيعة المقاتلين، حيث أصبحت المعارك أكثر شراسة.
ما أهمية مدينة حماة السورية؟
وظلت حماة خاضعة لسيطرة النظام السوري خلال الحرب التي اندلعت منذ 2011 بعد انتفاضة ضد رئيس النظام بشار الأسد.
وتقع المدينة على بعد أكثر من ثلث الطريق من حلب إلى دمشق، وستفتح السيطرة عليها الطريق أمام تقدم المعارضة صوب حمص، وهي مدينة رئيسية في وسط البلاد تعد تقاطع طرق يربط أغلب المناطق المكتظة بالسكان في سوريا.
