في الأشهر الأخيرة من ولايته، حاول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب التوصّل إلى اتفاق مع موسكو لتمديد معاهدة ستارت الخاصة بالأسلحة النووية، لكنّه فشل بعدما أمضى مبعوثه أشهرًا في محاولة إقناع الصين بالانضمام إلى الاتفاق دون جدوى.
ومع وصول الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض، تمّ التوصل إلى اتفاق على تمديد العمل بالمعاهدة لمدّة خمس سنوات، غداة اتصالٍ هاتفيّ بين بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يصادق عليه مجلس النواب الروسي أمس.
ولا تُعتبر معاهدة ستارت الجديدة الأولى بين الدولتيْن؛ إذ وقّعت موسكو وواشنطن منذ سبعينيات القرن الماضي ثماني اتفاقيات لتقليص حجم ترسانتيهما النوويتين بدءًا باتفاقية سالت 1 العام 1972 وصولاً إلى ستارت الجديدة.
تفاؤل روسي أميركي بعد تمديد معاهدة "ستارت 3" للتوازن الإستراتيجي بين البلدين بالقدرات النووية #العربي_اليوم @Journalist_RUS pic.twitter.com/tKJniQSOtU
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 28, 2021
متى دخلت حيّز التنفيذ؟
تمّ التوقيع على ستارت الجديدة في أبريل/ نيسان 2010 في براغ بين الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف، وأتت لتحلّ مكان اتفاقية موسكو التي وقّع عليها جورج بوش الابن وفلاديمير بوتين عام 2002 للغاية نفسها.
وقد دخلت حيّز التنفيذ في الخامس من فبراير/ شباط 2011 ومدّتها عشر سنوات، واسم المعاهدة الرسمي هو "إجراءاتٌ للتخفيض والحدّ من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية".
أهمّ بنودها
وتفرض المعاهدة تقليص الدولتين لترسانتيهما النوويتين وصولًا إلى سبعمئة صاروخ نووي على أقصى حدّ، على أن لا يتجاوز عدد الصواريخ الهجومية 1550، كما يجب ألّا يزيد عدد منصّات الإطلاق الثابتة وغير الثابتة على 800 في غضون سبع سنوات من دخول المعاهدة حيّز التنفيذ.
كما تنصّ هذه المعاهدة على إجراء 18 عملية تفتيش سنوي لكلا الجانبين، وبسبب كورونا، لم تقم أيّ منهما سوى بعمليتي تفتيش عام 2020، وقد نشرت واشنطن في السنوات العشر الأخيرة 675 صاروخًا فقط وفق الخارجية الأميركية، في حين أن روسيا نشرت 510 صواريخ. أما عدد الرؤوس الحربية الأميركية فوصل إلى 1457 مقابل 1447 رأسًا حربيًا روسيًا.