أكد مدير الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" رائد الصالح أنّ البحث لا يزال مستمرًا في سجن صيدنايا في ريف دمشق، بعد ورود معلومات متضاربة عن وجود معتقلين خلف أبواب وداخل أقبية سرية فيه.
وتمكّنت قوات المعارضة السورية أمس الأحد، من تحرير معتقلين من سجن صيدنايا، لكنّ عائلات معتقلين سوريين أطلقوا مناشدات لتحرير ذويهم الذين قالوا إنّهم مازالوا محتجزين في طوابق سفلية داخل السجن نفسه.
"الأخبار لا توحي بالخير"
وقال الصالح في حديث إلى "التلفزيون العربي" إنّ 5 فرق مختصة تبحث عن احتمال وجود أبواب أو أقبية سرية في السجن، مضيفًا أنّه جرى فتح عدة مواقع داخل السجن منها المطبخ، والفرن، لكن لم نعثر على شيء حتى اللحظة".
وقال إنّ "الأخبار لا تُوحي بالخير، ولا نستطيع أن نؤكد صحة وجود هذه السجون السرية".
وأضاف: "نعمل بكل طاقتنا للوصول لأمل جديد ويجب أن نكون مستعدين للأسوأ، ومع ذلك نحن مستمرون بالعمل والبحث في كل مكان داخل السجن بعد حصولنا على خرائط للسجن، بينما نسعى الآن للحصول على أجهزة تستطيع الكشف عن أي حركة خلف الجدران".
وأمس الأحد، خرج سجناء بينهم نساء وأطفال، تنتابهم حالة من الذهول والبهجة من المعتقلات السورية، بعدما اقتحمتها فصائل المعارضة السورية عقب إسقاط نظام الأسد.
وركض السجناء المفرج عنهم في شوارع دمشق، رافعين أصابعهم في إشارة إلى عدد السنوات التي قضوها في السجن. بينما بكت العائلات فرحًا بلمّ شملها.
"مسالخ بشرية"
ويُعتبر النظام السوري واحدًا من أشد الأنظمة الحاكمة بوليسية وقسوة في الشرق الأوسط، مع وجود مئات الآلاف من السجناء السياسيين خلف القضبان في ظروف مروّعة.
ووُصفت السجون في سوريا وأشهرها صيدنايا، بأنّها أقرب إلى "مسالخ بشرية" يتعرّض فيها مئات الآلاف من المعتقلين السوريين، إلى أنواع لا تُصدّق من التعذيب.
وأصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عام 2015، تقريرًا صادمًا بعنوان "لو تكلّم الموتى"، عن الوفيات الجماعية والتعذيب في المعتقلات السورية، عرضت خلاله شهادات عن التعذيب والقتل في 27 من المعتقلات السورية.
أما الصدمة الإنسانية الكبرى، فكانت عام 2017 مع نشر عسكري منشقّ عن النظام آلاف الصور عن جرائم نظام الأسد باتجاه المعتقلين، فيما عُرف باسم "تسريبات قيصر"، نسبة إلى الاسم الرمزي الذي اشتهر به العسكري.
وبعد نشر "تسريبات قيصر"، توالت الدعاوى والشكاوى القضائية حول العالم ضدّ الأسد ونظامه، لمحاكته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سوريا على مدى عقود.