بعد معرض أُقيم في مسرح السرايا في يافا خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، يستعد الفنان الفلسطيني محمد قندس لافتتاح معرضه الفني "طمم 3" في المركز الجماهيري في أم الفحم.
المعرض يتضمن مجموعة من الأعمال الفنية التي أنجزها قندس باستخدام مواد معاد تدويرها من منازل يافاوية مهدمة، وتحديدًا بلاط تلك البيوت الذي جرفته أمواج بحر يافا بعدما تم إلقاء أنقاضها في موقع محلي باسم الطمم.
ويحمل المعرض بعدًا وجدانيًا ووطنيًا، حيث يطرح الفنان محمد قندس تساؤلات عميقة من قبيل ماذا لو كانت البيوت تحكي؟ ماذا لو أن ركامها أغنية؟ سعيًا منه إلى تحويل الركام إلى قصة بصرية وصوتية تنبض بالذاكرة والانتماء.
ويصر الفنان الفلسطيني محمد قندس من خلال مبادرته على تعريف الجيل الجديد بتاريخه عبر قطع البلاط، التي ستبقى شاهدة على همجية الاحتلال الإسرائيلي الذي هدم البيوت الفلسطينية وكدسها في البحر.
محمد قندس والرواية الفلسطينية
وقال الفنان الفلسطيني محمد قندس في حديث للتلفزيون العربي 2، حيث حل ضيفًا على برنامج ضفاف: "إن الحراك الشعبي الفلسطيني اليافي موجود ليُبقي الرواية الفلسطينية في هذه المدينة، ونحن نحاول بكل طريقة مبدعة أن نسرد القضية الفلسطينية عبر الزمان من خلال الفن والثقافة والتربية والتعليم، ومن خلال كل وسيلة ممكنة تمكّننا من سرد قضيتنا التي يحاول الاحتلال محوها من الوجود".
وأضاف: "نحاول بكل طريقة ممكنة أن نصرخ عاليًا في فلسطين والعالم العربي والعالم، لنؤكد أننا باقون هنا ولن نغادر، وأن قضيتنا موجودة وتنبض بحلم العودة وحلم الاستقرار والحرية".
انتهاج طريقة مغايرة
انتهج الفنان الفلسطيني محمد قندس طريقة مغايرة في سرد الرواية الفلسطينية، منطلقًا من شواهد على هذا الوجود الفلسطيني.
وأشار إلى أن "هذه الأحجار موجودة لتكون شاهدة على تاريخ يافا".
وقال إن الفرق بين اليوم وعام 1984 (وهو عام النكبة)، أن العالم بات بإمكانه أن يشاهد كل شيء على الهواء مباشرة.
وأضاف: "هذه الأحجار جمعتها من شاطئ يافا لأسرد من خلالها قصة الإنسان، فكل حجر وكل بلاطة هي إنسان وبيت وهوية وقصة".
وأشار قندس إلى أن لمدينة يافا قصة خاصة، بما أن 70% من سكانها هجّروا إلى غزة، وبالتالي فإن "الغزي الذي يعيش هذه الإبادة سبق له أن هجّر، فهو يعيش هجرة بعد هجرة".
وأردف: "بالنسبة لي كفنان، مسؤوليتي هي أن أطرح قضية الهجرة بطريقة مبدعة لنحاكي الأجيال الصاعدة بأسلوب يلامس قلوبهم وعقولهم".
ورسم الفنان الفلسطيني محمد قندس لوحاته بطريقة الفسيفساء، ووازن بين هذا التوثيق للذاكرة الجماعية والإبداع الفردي دون السقوط بما يمكن تسميته فن الديكور والزخرفة، فكيف نجح في ذلك؟
يجيب الفنان الفلسطيني: "اتخذت قرارًا بوضع حروف على اللوحات بطريقة مختلفة تحاكي عدم قدرتنا على تكوين الكلام عما نرى من إبادة ووحشية يعيشها شعبنا، وفي هذه المحاولة تجرأت ووضعت هذه الحروف لتحاكي الأشجار والأحجار المكسورة".