الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

معركة السيادة على القدس.. هل يتوحد الفلسطينيون لمواجهة الفاشية الإسرائيلية؟

معركة السيادة على القدس.. هل يتوحد الفلسطينيون لمواجهة الفاشية الإسرائيلية؟

Changed

ناقش "للخبر بقية" معركة السيادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على القدس، وإمكانية توحّد الفلسطينيين تحت قيادة واحدة ( الصورة: الأناضول)
كيف سينعكس تنظيم مسيرة الأعلام على الداخل الإسرائيلي؟ وما هي طرق الرد الفلسطيني على ما حدث في القدس اليوم؟

انطلقت "مسيرة الأعلام" بمشاركة نحو 25 ألف مستوطن إسرائيلي، وسط حالة من التوتر سادت مدينة القدس المحتلة، ومواجهات ومظاهرات في مدن الضفة الغربية.

وتُنظّم "مسيرة الأعلام" في ما يُعرف بـ"يوم توحيد القدس" الذي تُحيي فيه إسرائيل ذكرى احتلال الشطر الشرقي للمدينة، حيث نُظّمت لأول مرة عام 1968، وتشهد مشاركة واسعة من المستوطنين الذين يمرّون بباب العامود وأحياء البلدة القديمة وصولًا إلى حائط البراق.

وتمهيدًا لـ"مسيرة الأعلام"، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الأحد، أصحاب المصالح التجارية في مدينة القدس من فتحها أو الوصول إليها، كما قيّدت حركة أهالي البلدة القديمة أثناء المسيرة.

وبالتزامن مع ذلك، اقتحم نحو 2600 مستوطن إسرائيلي باحات المسجد الأقصى، بمشاركة عضو الكنيست المتطرّف إيتمار بن غفير، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو خلال مشاركته بما يسمّى بيوم "توحيد القدس": إنّ "العلم الوحيد الذي سيرفع في القدس هو العلم الإسرائيلي"؛ في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إنّ حكومته "لن تسمح بتقسيم القدس أبدًا"، حسب تعبيره.

واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أربع فلسطينيات من البلدة القديمة بعد الاعتداء عليهن، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين في القدس إلى 40. كما أكّد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع 62 إصابة لمقدسيين، بسبب اعتداء المستوطنين عليهم بالضرب.

ونظّم الفلسطينيون مسيرات رفعوا فيها الأعلام الفلسطينية في شارع صلاح الدين بالقدس، ورام الله، وقطاع غزة، ومدن فلسطينية أخرى. وتزامنت المسيرات مع تصريحات مستمرة لفصائل في غزة تؤكد أنّ المقاومة "تراقب ما يجري وأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة".

أمّا الرئاسة الفلسطينية، فأنذرت بلسان نبيل أبو ردينة، الناطق باسمها، بأن إسرائيل "تلعب بالنار"، وطالبت الفلسطينيين بالوحدة لمواجهة ممارسات الاحتلال.

وزاد التوتر في القدس من نقاط التماس بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مخيم العروب شمالي جنوب الضفة الغربية، وفي طولكرم، ورام الله، ونابلس، بينما أعلن مقاومون إطلاق النار على قوات إسرائيلية قرب حاجز حوارة.

ويقول الفلسطينيون إنّ "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية تهدف إلى فرض واقع جديد في المدينة المقدسة، كيف سينعكس تنظيم المسيرة على الداخل الإسرائيلي؟ وما هي طرق الرد الفلسطيني على ما حدث في القدس اليوم؟

الوحدة على نهج المقاومة والكفاح الوطني

وفي هذا السياق، قال مصطفى البرغوثي، أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، إنّ فلسطين كانت اليوم على موعد مع مشهدين: الأول يتمثّل في انتهاك إسرائيلي للمسجد الأقصى، والثاني تمثّل في المقاومة الفلسطينية الرائعة التي امتدت إلى كافة المناطق الفلسطينية والتي تبلورت في نوع من الانتفاضة على شكل موجات.

وأضاف البرغوثي، في حديث إلى "العربي" من رام الله، أن إسرائيل تحوّلت إلى أكثر من منظومة عنصرية وفصل عنصري، بل أيضًا إلى منظومة فاشية يقودها المستوطنون المستعمرون، مشيرًا إلى أن هذا يستدعي من الجانب الفلسطيني ردود أفعال مختلفة عمّا جرى حتى الآن.

وشدّد على أنه على الفلسطينيين، أولًا، تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير التي نصّت على إسقاط اتفاق أوسلو، وإلغاء التنسيق الأمني مع الجانب الاسرائيلي، والتخلّي عن نهج المفاوضات والمراهنة عليها، وتوحّد الشعب الفلسطيني على نهج المقاومة والكفاح الوطني، على أساس الشراكة، وإعادة الحق للشعب في اختيار قيادته عبر انتخاب المجلس الوطني في الداخل والخارج.

وأشار إلى أن السؤال الملحّ الآن هو كيف يبرر منصور عباس استمراره في دعم حكومة بينيت بعد هذه المجازر والإجرام، مشدّدًا على أن حكومة بينيت يجب أن تسقط الآن، بخاصّة وأن اسرائيل وحكومتها والمنظومة الصهيونية كاملة تؤكد أن لها لا تريد حلًا مع الفلسطينيين.

التوافق على إستراتيجية مقاومة شاملة

من جهته، أكد صالح النعامي، الباحث المتخصّص في الشؤون الإسرائيلية، أن إسرائيل هي كيان إرهابي فاشي، وأن بينيت يمنح الفرصة للتنظيمات الدينية المتطرّفة في إسرائيل بتنفيذ عدوانها على الفلسطينين.

وأضاف النعامي، في حديث إلى "العربي" من غزة، أنه آن الأوان للتوافق على إستراتيجية مقاومة شاملة تكون المقاومة في غزة جزءًا منها.

وأسف أن يكون سلوك السلطة الفلسطينية هو المسؤول عن تجفيف المقاومة الشعبية في الضفة الغربية.

كما أكد ضرورة أن يكون للأردن موقف من هذه الانتهاكات للأقصى باعتبارها الوصية على المقدسات الإسلامية في فلسطين.

مسيرة الأعلام "نازية فاشية متطرّفة"

بدوره، قال مهند مصطفى، مدير عام مركز "مدى الكرمل" للأبحاث في حيفا، إن إسرائيل أرادت تمرير رسائل سياسة داخلية وأخرى موجّهة إلى الفلسطينيين من خلال عدوانها على القدس اليوم.

وأضاف مصطفى، في حديث إلى "العربي" من أم الفحم، أن اسرائيل تعتبر أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع الشعب الفلسطيني هي عبر ردعه من خلال التصعيد الأمني والعسكري واضطهاده.

وأوضح أن "مسيرة الأعلام" تحوّلت إلى مسيرة متطرّفة تضمّ جماعات نازية فاشية جديدة.

كما أكد أن الحكومة الاسرائيلية الحالية الهشّة والضعيفة تُحاول الإيحاء بأنها قوية وقادرة على تحدّي الفلسطينيين.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close