Skip to main content

معركة الصدأ والشمس.. كيف تحسم الولايات المتأرجحة سباق رئاسة أميركا؟

الإثنين 4 نوفمبر 2024
تتغير خريطة الولايات المتأرجحة مع كل دورة انتخابية وتتطور استجابة لسياسة المرشحين وتوجهات الناخبين- غيتي

على الرغم من أن الولايات المتحدة تضم خمسين ولاية، فإن تركيز المرشحين للرئاسة خلال حملاتهم الانتخابية ينصب بشكل كبير على ولايات تُسمى بالمتأرجحة، وذلك لأنّ تحقيق الفوز فيها لصالح الجمهوريين أو الديمقراطيين يعني تحديد مصير الحزبين وحسم الفوز النهائي لأحدهما في انتخابات الخامس من نوفمبر/ تشرين الأول الجاري. 

‎تنقسم الولايات الأميركية إلى اللونين الأحمر والأزرق، للتمييز بين المعسكرَين الليبرالي والمحافظ. ويشار إلى الولايات التي تميل في تصويتها للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية بالأحمر، في حين يشار إلى الولايات التي تميل للحزب الديمقراطي باللون الأزرق.

‎وقد تعززّت هذه النظرة إلى بعض الولايات على أنها "زرقاء" أو "حمراء" بدرجة من الاستقرار الحزبي خلال السنوات الماضية، إذ لم تغير 37 ولاية توجهاتها الحزبية منذ انتخابات عام 2000.

الولايات الأرجوانية

‎ وهناك لون ثالث أرجواني يشار به إلى الولايات المتأرجحة، أو "ساحة المعركة"، وسميت بذلك لأن مواقفها تتغير من دورة انتخابية لأخرى، وذلك نظرًا لتقارب نسبتي أنصار اللون الأزرق وأنصار اللون الأحمر، بحيث يصعب التنبؤ بمن سيفوز فيها.‎

وترى استطلاعات الرأي أن ست ولايات ستكون متأرجحة في انتخابات 2024، وهذه الولايات هي أريزونا وميشيغان وجورجيا وبنسلفانيا، ونيفادا وويسكونسن، وبعض التقديرات تضيف ولاية سابعة وهي ولاية كارولينا الشمالية.

كيف تتوزع الأصوات بين الولايات المتأرجحة؟

‎وعلى العموم، تتغير خريطة الولايات المتأرجحة مع كل دورة انتخابية، وتتطور استجابة لسياسة المرشحين وتوجهات الناخبين.

‎وتساهم هذه الولايات السبع بما مجموعُه 93 صوتًا انتخابيًا، ويتغير هذا العدد طبعًا لتغير الولايات المتأرجحة.

‎وتتوزع تلك الأصوات كالآتي: 11 صوتًا انتخابيًا لأريزونا، و15 صوتًا انتخابيًا لميشيغان، و16 لجورجيا، و19 لبنسلفانيا، ولنيفادا 6 أصوات، وويسكونسن 10 أصوات، في حين تملك ولاية كارولينا الشمالية 16 صوتًا انتخابيًا. 

وتُمنح هذه الأصوات حسب نتائج كل ولاية، ولكل ولاية عدد من الأصوات يتحدد وفق عدد سكانها. فالفوز في الانتخابات الأميركية يعني حصول أحد الحزبَين على 270 صوتًا انتخابيًا على الأقل من إجمالي 538، وهنا تحسم الولايات المتأرجحة السباق بين الجمهوريين والديمقراطيين. 

فمثلًا، تسببت كاليفورنيا في فوز الديمقراطي وودرو ويلسون عام 1916، وحسمت فلوريدا انتخابات عام 2000 لصالح الجمهوري جورج بوش. وفي عام 2020، فاز الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة بعدما انتصر اللون الأزرق في أغلبية الولايات المتأرجحة حينها.

وتقرر عوامل عدة منها الاقتصاديةُ والاجتماعية والديموغرافية الولايات المتأرجحة. ولفهم هذه العوامل يجب أن نميز بين ولايات حزام الصدأ وولايات حزام الشمس، إذ تقع عدة ولايات متأرجحة مهمة في هاتين المنطقتين.

ولايات حزام الصدأ

تمتد ولايات حزام الصدأ من جنوب نيويورك إلى غرب بنسلفانيا مرورًا بفرجينيا الغربية وأوهايو، وإنديانا، انتهاء بميشيغان وإيلينوي ثم ويسكونسن وهي ولايات لها روابط تاريخية واقتصادية أساسًا.

وتشترك هذه الولايات في أنها كانت مركز الصناعات التقليدية الثقيلة الأميركية لعقود، مثل الطائرات والآلات الضخمة، ولكن مع تراجع معدلات التصنيع المحلي في خمسينيّات القرن الماضي لصالح المصانع رخيصة التكلفة في المكسيك أو الصين أو الهند وغيرها، اضطُرّ العديد من عمال المصانع إلى تغيير نمط تصويتهم لصالح الحزب الجمهوري بسبب تبنّيه سياسات تحمي الوظائف داخل الحدود الأميركية.

ولايات حزام الشمس 

أما حزام الشمس فينقسم إلى جزء شرقي، يضم ولايات فلوريدا وكارولينا الجنوبية وجورجيا، وجزء غربي يمتد لولايات نيفادا وأريزونا ونيو مكسيكو وتكساس، بازدهارها الاقتصادي وطقسها الدافئ، مما جعل نسب الهجرة إليها مرتفعة وساهمت التغيرات السكانية في تغير نمط التصويت. 

وعلى سبيل المثال، فإن وجود أعداد من الأميركيين من أصول لاتينية في أريزونا ونيفادا وجورجيا، جعل هذه الولايات تميل أكثر إلى الديمقراطيين.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة