أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أحرزت تقدمًا جديدًا في مدينة باخموت الأوكرانية، في حين نشر قائد عسكري أوكراني كبير صورًا مع قواته قائلًا إنهم يحتفظون بمواقعهم على الخطوط الأمامية التي تمر عبر المدينة الواقعة شرق البلاد، والتي دمرت بصورة شبه كاملة في بعض من أكثر المعارك دموية خلال الحرب المستمرة منذ 14 شهرًا.
ونشر الكولونيل جنرال الأوكراني أولكسندر سيرسكي الصور والتعليق على تلغرام في أعقاب بيان لوزارة الدفاع الروسية، قالت فيه إن قواتها سيطرت على مربعين سكنيين آخرين في أحياء باخموت الغربية وإن وحدات محمولة جوًا تقدم تعزيزات إلى الشمال والجنوب.
"جبهة باخموت.. دفاعاتنا مستمرة"
وجاء في التعليق الذي نُشر على قناة سيرسكي على تلغرام: "نضرب العدو، في كثير من الأحيان بشكل غير متوقع بالنسبة له، ونواصل الاحتفاظ بالخطوط الإستراتيجية".
وعُرض المنشور تحت صور لسيرسكي وهو يتأمل خريطة مع ثلاثة رجال آخرين يرتدون الزي العسكري وتعليق يقول: "جبهة باخموت.. دفاعاتنا مستمرة".
والجمعة ذكرت القوات الروسية أنها حققت بعض التقدم في المعركة الضارية للسيطرة على مدينة باخموت، التي تعتبرها روسيا نقطة انطلاق لمزيد من التقدم في شرق أوكرانيا.
وفي الأيام الأخيرة، يبدو أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر وسط مدينة باخموت التي زارها مؤخرًا الكثير من مراسلي الحرب الروس.
#روسيا تلوح بسلاحها النووي عبر إعلان إطلاق صاروخ بالستي، و قوات فاغنر تؤكد السيطرة على أكثر من 80% من مدينة باخموت #أوكرانيا تقرير: حنان البلخي pic.twitter.com/2gtDcZAEyH
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 12, 2023
وكان عدد سكان المدينة يبلغ 70 ألف نسمة قبل النزاع، لكنها صارت مدمرة بعد أشهر من القتال.
وبسبب طول المعركة والخسائر الفادحة التي تكبدها الجانبان، أصبحت باخموت رمزًا للنزاع بين الروس والأوكرانيين من أجل السيطرة على منطقة دونباس، وهو الهدف المعلن لموسكو.
وفي الأشهر الأخيرة، تقدمت القوات الروسية شمال باخموت وجنوبها، وقطعت الكثير من طرق الإمداد الأوكرانية وسيطرت على الجزء الشرقي منها.
تقدم روسي في باخموت
ويقول يفغيني بريغوزين، قائد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي تقود الهجوم على المدينة، إن قواته تسيطر على 80% من باخموت، فيما نفت كييف مرارًا تصريحات بأن قواتها تستعد للانسحاب.
وتحارب مجموعة فاغنر المسلّحة بقيادة يفغيني بريغوجين، على خطّ المواجهة في هذه المعركة، بدعم من المدفعية والمظلّيين العسكريين.
كما نفى حاكم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، الذي عينته روسيا في منصبه، تقريرًا لمركز أبحاث أميركي يفيد بأن القوات الأوكرانية اتخذت مواقع على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو.
وكتب فلاديمير سالدو في قناته على تلغرام أمس الأحد: "ما من موطئ قدم للعدو على الضفة اليسرى (الشرقية) لنهر دنيبرو... جيشنا يسيطر تمامًا على تلك المنطقة".
وأضاف: "ربما تنفذ جماعات تخريبية معادية أحيانًا عمليات إنزال لالتقاط صورة ذاتية، قبل أن... يدمرها مقاتلونا أو يدفعوها إلى الماء".
وقال معهد دراسة الحرب، نقلًا عن مدونين عسكريين روس مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بقوات موسكو، إن أوكرانيا لديها "مواقع ثابتة" على الضفة الشرقية، لكن من غير الواضح "على أي نطاق أو لأي نوايا".
ولم تؤكد ناتاليا هومينيوك المتحدثة باسم القيادة الجنوبية الأوكرانية التقرير أو تنفه، ودعت إلى "صمت إعلامي" لضمان أمن العمليات.
وسحبت روسيا قواتها من الضفة الغربية للنهر العام الماضي ضمن سلسلة من عمليات الانسحاب التي شكلت حينها دليلًا على تحول دفة الصراع لصالح كييف.
مواصلة الدعم الغربي لأوكرانيا بالسلاح
وقبل أيام، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، خلال اجتماع في ألمانيا لمناقشة سبل تقديم دعم إضافي لأوكرانيا في تصدّيها للهجوم الروسي المتواصل منذ 24 فبراير/شباط 2022، أنّه "واثق" من أنّ كييف قادرة على استعادة مزيد من الأراضي في وقت تستعد فيه لشنّ هجوم مضادّ واسع النطاق.
بعد الموافقة على إرسال دبابات تشالنجر2 البريطانية وليوبارد2 الألمانية وأبرامز الأميركية في يناير/كانون الثاني 2023.. إليكم أكبر الدول الداعمة لـ #أوكرانيا وتكلفة الدعم العسكري pic.twitter.com/LHSP3bfnG2
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) February 1, 2023
كما أكّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التكتّل "يحترم التزاماته" بشأن إمداد أوكرانيا بالذخيرة في محاولة لتبديد مخاوف كييف التي نشأت بسبب الخلاف بين فرنسا وشركائها بشأن المشتريات المشتركة.
وسبق ذلك، حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء الغربيين على تزويد بلاده طائرات مقاتلة حديثة وصواريخ بعيدة المدى.
وكان زيلينسكي طلب مساعدة مباشرة من أمين عام "الناتو" ينس ستولتنبرغ الذي زار كييف قبيل توجهه إلى رامشتاين للمشاركة في الاجتماع.
وفي وقت سابق من الأسبوع، أعلنت كييف أنّها تلقّت أول شحنة من صواريخ "باتريوت" التي تعدّ أكثر الأنظمة الدفاعية الجوية تطوّرًا.