الأربعاء 9 تموز / يوليو 2025
Close

معضلتان رئيسيتان.. هل تنجح قنبلة "جي بي يو 57" بتدمير منشأة فوردو؟

معضلتان رئيسيتان.. هل تنجح قنبلة "جي بي يو 57" بتدمير منشأة فوردو؟

شارك القصة

تدمير منشآت إيران الأساسية يتطلّب قنبلة خارقة للتحصينات على غرار  "جي بي يو- 57"
تدمير منشآت إيران الأساسية يتطلّب قنبلة خارقة للتحصينات على غرار "جي بي يو- 57"- أسوشييتد برس
الخط
شكّكت مجلة "إيكونوميست" البريطانية في نجاح قنبلة " جي بي يو 57" بتدمير منشأة فوردو، بسبب معضلتين أساسيتين هما: الخرسانة فائقة الأداء، والدقّة.

تُشكّل منشأة فوردو أكبر مشكلة في سعي تل أبيب لتدمير البرنامج النووي الإيراني. وفي اليوم الأول للعدوان على إيران، حاول الجيش الإسرائيلي تدمير المنشأة، إلا أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أنّ القصف لم يُلحق أي أضرار بها، إذ لا يزال داخل المنشأة سليمًا مخفيًا في أعماق الأرض.

وفي إطار عدوانها على إيران، نجحت تل أبيب في تدمير بعض المباني السطحية في عدة منشآت إيرانية نووية، غير أنّ تدمير منشآت إيران الأساسية يتطلّب قنبلة خارقة للتحصينات لا تملكها إلا الولايات المتحدة، ألا وهي قنبلة "جي بي يو- 57" (GBU-57).

ومع تلميح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتدخّل في الحرب، برزت أسئلة حول إمكانية منح تل أبيب هذه القنبلة، وما إذا كانت هذه القنبلة فعّالة فعالًا في تدمير منشأة فوردو التي تقع على عمق يُقدّر بنحو نصف ميل تحت سطح الأرض.

معضلتان رئيسيتان

وفي هذا الإطار، شكّكت مجلة "إيكونوميست" البريطانية في نجاح قنبلة "جي بي يو 57" بتدمير منشأة فوردو، بسبب معضلتين أساسيتين هما: الخرسانة فائقة الأداء، والدقّة.

1- الخرسانة المسلّحة فائقة الأداء

قالت المجلة إنّ القنبلة التي لم تُستخدم في العمليات العسكرية من قبل، هي سلاح ضخم يزن 13 طنًا، وهو وزن يفوق كثيرًا القنابل التقليدية التي لا تتجاوز عادة الطن الواحد. وقاذفة الشبح "بي 2" (B-2) هي الوحيدة القادرة على حمل اثنين منها فقط.

وتعتمد القنبلة على قوة الاصطدام الهائلة الناتجة عن وزنها لاختراق الصخور والخرسانة. وتتميّز بتصميم أضيق من القنابل الأخرى، بهدف تركيز القوة في مساحة صغيرة.

أما غلافها الفولاذي فمصنوع من سبيكة خاصة فائقة الصلابة تُعرف باسم "فولاذ إيجلين" تيمنًا بالقاعدة الجوية في فلوريدا حيث تمّ تطويره. ويُشكّل غلافها حوالي 80% من وزنها، بينما الـ20% المتبقية مًخصّص للمادة المتفجّرة.

وأوضحت "إيكونوميست" أنّ القنبلة تستطيع اختراق 60 مترًا من الخرسانة المسلّحة التي تتحمل ضغطًا يبلغ 5000 رطل لكل بوصة مربعة (psi)، إلا أنّ فاعليتها تنخفض إلى 8 أمتار فقط أمام الخرسانة فائقة الأداء (UHPC).

وأشارت إلى أنّ المشكلة تكمن عند هذه النقطة بالتحديد، إذ أحرزت طهران خلال السنوات الأخيرة، تقدمًا ملحوظًا في مجال الخرسانة فائقة الأداء (UHPC)، حيث أنتجت مواد بقوة ضغط تبلغ 30 ألف رطل لكل بوصة مربعة أو أكثر، ما قد يُعيق قدرة القنبلة على اختراق تحصينات المنشآت النووية.

وكشفت "ايكونوميست" أنّ البنتاغون كان على علم منذ عام 2014، بنقطة ضعف القنبلة المتمثّلة في الخرسانة فائقة القوة (UHPC)،  لذلك طوّر نسخة أكثر قوة من "فولاذ إيجلين".

ورغم ذلك من غير المؤكد ما إذا استطاعت واشنطن تطوير القنبلة بما يكفي لمجاراة الخرسانة فائقة القوة التي طوّرتها طهران، وفقًا لغريغوري فارتانوف من شركة "أدفانسد ماتيريالز ديفيلوبمنت" الكندية التي تُعنى بمواد الدفاع.

تستطيع قنبلة "جي بي يو 57" اختراق 60 مترًا من الخرسانة المسلّحة
تستطيع قنبلة "جي بي يو 57" اختراق 60 مترًا من الخرسانة المسلّحة- ايكونوميست

وكتب فارتانوف في مقال نُشر عام 2021 في مجلة "Aerospace & Defence Technology"، أنّ القنابل المصنوعة من فولاذ إيجلين "لن تكون قوية بما يكفي لاختراق أفضل طبقات UHPC".

2- معضلة الدقّة

أما المعضلة الثانية بالنسبة لفاعلية القنبلة، تكمن وفقًا لـ"إيكونوميست" في اعتمادها على نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، الذي يضمن دقّة الهدف، لكنّه مُعرّض للتشويش الإلكتروني، وهي مشكلة برزت في الحرب الأوكرانية، حيث تأثرت بعض القنابل الأميركية بفعل التشويش الروسي، ما أدى إلى انخفاض دقتها من 20 مترًا إلى 1200 متر قبل أن يتم إصلاحها.

وأشارت المجلة إلى أنّ إسرائيل تعتمد على أنظمة توجيه بديلة عن "جي بي أس" على غرار "سبايس" (SPICE) الذي يعتمد على كاميرات مثبّتة على القنابل ويستخدم التوجيه بالذكاء الاصطناعي لتوجيه القنابل بدقة أكبر للوصول إلى أهدافها. واستخدمت تل أبيب هذا النظام خلال عدوانها على إيران.

ورأت "إيكونوميست" أنّه يتوجّب على واشنطن أن تدرس إمكانية تزويد قنابلها بنظام "سبايس" لاستخدامه على القنابل الخارقة للتحصينات، مع أنّ الأمر قد يستغرق بعض الوقت.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - ترجمات
تغطية خاصة