الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

معقل للسوريين والعرب.. حي الفاتح في اسطنبول مصدر سجال في كل أزمة

معقل للسوريين والعرب.. حي الفاتح في اسطنبول مصدر سجال في كل أزمة

Changed

نافذة عبر "العربي" على حي الفاتح في اسطنبول الذي يوصف بمعقل العرب (الصورة: غيتي)
بات حي الفاتح في اسطنبول، الذي استقر تاريخيًا في الوجدان التركي ويقطن فيه مؤخرًا الكثير من السوريين والعرب، مصدر سجال يتكرر مع كل أزمة.

يعتبر حي الفاتح في مدينة اسطنبول بتركيا معقلًا للعرب، لا سيما السوريين منهم، ومركزًا اقتصاديًا متنوعًا.

لم يكن هذا هو الحال قبل عشر سنوات، حيث كان سماع أحد المارة ينطق باللغة العربية يحث على الالتفات إلى مصدر الصوت. أما اليوم، فقد بات سماع اللغة التركية مدعاة للتعجب أحيانًا.

الحي الذي كان قد استقر تاريخيًا في الوجدان التركي، ويقطن فيه مؤخرًا الكثير من السوريين والعرب، بات مصدر سجال يتكرر مع كل أزمة.

يقول الأتراك: إن "العرب قد عبثوا بهوية المكان وغيّروا من ألوان حجارته العتيقة"، بينما يؤكد هؤلاء أنهم أصبحوا مع اقتراب كل انتخابات وجبة على موائد الحملات. فيرد المسؤولون الأتراك بالقول: أنتم الآن في أمان حتى اللحظة، هذا هو البيان.

بث الحياة في المنطقة

وتقع منطقة الفاتح، التي استمدّت اسمها من فاتح القسطنطينية السلطان العثماني محمد الفاتح، في الجانب الأوروبي من اسطنبول، وتعد من أشهر الوجهات السياحية في البلاد. 

والمسجد الذي يحمل اسم السلطان العثماني يشهد على حقبة مضيئة في التاريخ التركي، ويعتبر معلمًا للزائرين من كل أرجاء المعمورة.

ومع بداية الأزمة السورية، وجد اللاجئون الأوائل في الحي المحافظ مكانًا مناسبًا للإقامة خارج الديار.

وبعدما فتح المكان ذراعيه أمام تدفق موجات اللجوء في السنوات الأولى، فكانوا ضيوفًا فوق العادة، بدأ البحث عن استقرار دائم يتجسّد من خلال نشاط تجاري بث الحياة في هذه المنطقة.

وانتشرت تدريجيًا الأسماء العربية والأكلات غير التركية، كما ظهرت أحياء دمشقية ماثلة بأكملها في قلب القسطنطينية.

وبات العدد الإجمالي للسكان في المنطقة 380 ألف نسمة؛ يُقدر عدد الأجانب منهم بـ70 ألفًا.

الحديث عن المصالحة

وفيما تغيّر المشهد السياسي، تحوّل الترحيب الذي كان في بادئ الأمر، إلى إجراءات حكومية تحد مما تصفه المعارضة بـ"الاستيطان العربي" لحي عثماني.

استشعرت الحكومة سخونة الموقف، وأمام ضربات الأحزاب المناوئة وضغط الشارع، بدا أنه في نهاية الأمر رضوخ حكومي عبر قرارات تحظر إقامة الأجانب في هذا الحي.

في غضون ذلك، يصرّ السوريون على أنهم منبع الحياة في المكان: أنعشوا خزائن الحي بملايين الدولارات وحوّلوا سكونه المعتاد إلى صخب وأسواق.

وبعدما كانت السياسة هجّرتهم، ها هي اليوم أيضًا قد تعيدهم من حيث أتوا، مع اقتراب الانتخابات في تركيا وكثرة الحديث عن مصالحة بين أنقرة والنظام السوري، ما تسبب بازدياد القلق عند ضيوف الحي.

أسلوب في الدعاية الانتخابية

ويلفت الناشط في حقوق اللاجئين طه الغازي، إلى أن حي الفاتح هو من بين الأحياء الثلاثة الأكثر اكتظاظًا باللاجئين السوريين والأجانب المقيمين في ولاية اسطنبول.

ويوضح في حديثه لـ"العربي" من اسطنبول، أن نسبة اللاجئين السوريين والأجانب الموجودين في حي الفاتح بلغت 35% من إجمالي السكان في المنطقة.

ويتوقف عند إطلاق إيلاي أكسوي برنامجًا في الانتخابات البلدية السابقة عنوانه "لن نسلم الفاتح للعرب"، لافتًا إلى أن شخصيات وتيارات في المعارضة التركية باتت تستخدم هذا الأسلوب فيما يتعلق بالدعاية الانتخابية.

لكنه يذكر بأن حي فاتح هو في الأساس أحد الأحياء الأكثر تنوعًا على مستوى الأعراق والثقافات والمذاهب.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close