بعد أن هزت "فظائع بوتشا" الأوكرانية العالم، لدرجة أن الرئيس الأميركي، جو بايدن وصف نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "وحشي"، أكدت كييف، اليوم الجمعة، أن الجثث التي تكشفت عقب انسحاب الجيش الروسي من المدينة تعود لأشخاص قتلوا رميًا بالرصاص.
وتلقى العالم صدمة كبيرة من هول مشاهد الجثث والمقبرة الجماعية التي دفن فيها نحو 300 شخص، في مدينة بوتشا الواقعة شمال غربي كييف، بعد انسحاب القوات الروسية منها أواخر مارس/ آذار الماضي.
وأعلن قائد شرطة منطقة كييف أندريه نيبيتوف، أن معظم الأشخاص الذين عثر على جثثهم في بوتشا، قتلوا بالرصاص، مبينًا أن "95% من هؤلاء الأشخاص أصيبوا بطلقات نارية عالية الدقة أو أسلحة خفيفة" في هذه الضاحية الشمالية الغربية من كييف.
وأوضح المسؤول خلال إفادة صحافية، أنه خلال "فترة الاحتلال الروسي أُطلقت النار على أشخاص في الشوارع، وفي القرن الحادي والعشرين، من المستحيل إخفاء جرائم مماثلة، لم يرها شهود فحسب، بل سجلت أيضًا بمقاطع فيديو".
ويعمل عناصر درك فرنسيون حاليًا في بوتشا مع محققين أوكرانيين من أجل إجراء عمليات فحص للجثث وتحديدها.
وبحسب رئيس بلدية بوتشا أناتولي فيدوروك، عثر على أكثر من 400 جثة في مدينته منذ انسحاب القوات الروسية منها.
وأثارت مجازر بوتشا غضبا وإدانة في كل أنحاء العالم، ودفعت حلفاء كييف إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا.
وصوّت البرلمان الأوكراني، أمس الخميس، على قرار يوصّف أعمال الجيش الروسي في أوكرانيا بـ"الإبادة الجماعية"، وذلك بعدما شهدت البلاد "مجازر مروّعة" على يد القوات الروسية أشهرها في مدينة بوتشا ومحطة قطارات كراماتورسك التي راح ضحيتها نحو 60 قتيلًا اتهمت أوكرانيا روسيا بقصفها.
وقبل أيام فتحت أوكرانيا 5600 تحقيق في "جرائم حرب" مرتكبة على أراضيها منذ بداية العملية الروسية على أراضيها في 24 فبراير/ شباط الماضيي، حسبما أعلنت المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا.
قتلى في خاركيف
وفي سياق متصل، أعلن حاكم خاركيف، اليوم الجمعة مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة 34 آخرين في قصف روسي على منطقة سكنية في المدينة الكبيرة شمال شرق أوكرانيا.
وقال أوليغ سينغوبوف عبر تطبيق تلغرام: "أطلق المحتلون النار على أحد الأحياء السكنية في مدينة خاركيف. لسوء الحظ أصيب 34 شخصا بينهم ثلاثة أطفال. وقتل سبعة أشخاص بينهم طفل يبلغ سبعة أشهر".
وأضاف ساخرًا أن "الجيش الثاني في العالم (الجيش الروسي) تبيّن أنه لا يمكنه قتال غير السكان المدنيين"، داعيًا المواطنين إلى عدم الخروج إلى الشوارع ما لم يكن ذلك ضروريًا للغاية.
