يتجه المشهد الميداني في السودان نحو مزيد من التصعيد، ففي تجلياته على الأرض تصاعدت حدة الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أنحاء الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان غربي العاصمة.
وصاحب ذلك، قصف مدفعي، وتحليق للطائرات الحربية، بينما يقول الجيش إنه سيطر على شارع الأربعين في أم درمان، في مقابل إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على حامية عسكرية في مدينة كتم غربي البلاد، وذاك ما نفاه الجيش لاحقًا.
أما في دارفور، فالمعاناة عكسها مقتل أكثر من ألفي شخص معظمهم من النساء والأطفال، ووفاة كثير من المرضى في المستشفيات، ونفاد المواد الطبية.
وكان نائب المدير الإقليمي للصليب الأحمر في إفريقيا بيير كريمر، حذر من تبعات الأزمة الإنسانية، لافتًا إلى أنها تزداد سوءًا مع انهيار الاقتصاد ونظام الرعاية الصحية.
في غضون ذلك، تتواصل معاناة اللاجئين السودانيين في دول الجوار، إذ يشير أحد عمال الإغاثة إلى أن "الاحتياجات كثيرة، ونحاول توفير الغذاء والماء والمأوى بما يمكن أن نجده محليًا"، مضيفًا أن الأوضاع تزداد صعوبة مع قرب موسم الأمطار والفيضانات.
وسط اتصالات دبلوماسية لخفض التصعيد والتوصل إلى هدنة.. تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في #الخرطوم تقرير: محمد الشياظمي#السودان pic.twitter.com/Ey6pMJbEHE
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 7, 2023
وسعيًا لإيجاد مسارات ممكنة تحيي الهدنة، تدور تحركات سياسية على محاور عدة، أحدثها على الطرف السعودي، حيث تلقى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان اتصالًا هاتفيًا من وزير الخارجية فيصل بن فرحان ورشح عنه تجديد البرهان ثقته في منبر جدة بما يقود إلى السلام المستدام، والتزام الدعم السريع بالخروج من المستشفيات، وفتح مسارات لإيصال المساعدات الإنسانية
أما في مصر فبحث دفع الله الحاج علي المبعوث الخاص للبرهان مع نائب وزير الخارجية المصري تعزيز التعاون مع السودان في هذه الظروف التي يمر بها، ومساعدته في تجاوز الأزمة بأسرع وقت، دون إغفال تسهيل إجراءات عبور السودانيين إلى الأراضي المصرية.
إلى ذلك، يؤمل من كل هذا الحراك إسكات أصوات المدافع، ووضع نهاية للاقتتال الداخلي الذي يعبر الأسبوع الثامن تواليًا.
