على الرغم من أن الحياة في الفضاء مليئة بالتجارب الرائعة والفريدة، إلا أن هناك تحديات صغيرة أخرى قد يواجهها رواد الفضاء خلال عملهم في ظل انعدام الجاذبية.
فإذا سألت أي رائد فضاء قضى فترات طويلة في محطة الفضاء الدولية عن أصعب جزء واجهه، فسيجيبك على الأرجح بأنه افتقاد الأصدقاء والعائلة.
فمنذ عام 1998، استقبلت محطة الفضاء الدولية أكثر من 280 زائرًا، حسب موقع "sciencealert".
ووفقًا لناسا، كان على متن المحطة رواد فضاء من 20 دولة، حيث يُجري الباحثون فيها تجارب متعلقة بالفضاء، ويمكثون عادةً لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة.
من جهتها، تسعى "ناسا" ووكالات الفضاء الأخرى جاهدة لمعرفة كل ما في وسعها عن كيفية تعامل البشر مع الصعوبات، كبيرة كانت أم صغيرة، أثناء سفرهم حول الأرض بسرعة 17,500 ميل في الساعة، ويبذلون جهودًا حثيثة لتوفير بعض وسائل الراحة المنزلية في الفضاء.
لا توجد مساحة كبيرة على محطة الفضاء الدولية
محطة الفضاء الدولية أشبه بمحطة فضاء صغيرة، وهي بمثابة منزل بست غرف نوم محصور في مساحة أقصر من ملعب كرة قدم وفقًا لناسا، حيث تتشارك خمس وكالات المحطة، التي تضم ستة أماكن للنوم، وصالة رياضية، وحمامين.
وصفها رائد الفضاء فرانك روبيو بأنها مبنى مكون من ممرات، دون مساحة كبيرة كغرفة المعيشة للتجمع.

الطعام ليس كله مجفف بالتجميد
يجب أن يفي طعام الفضاء ببعض المتطلبات، ويجب ألا يتفتت ويسد الآلات، وأن يبقى طازجًا لأشهر، وأن يكون طعمه جيدًا.
لقد أتاحت العديد من الطرق الحديثة لحفظ الطعام أثناء السفر لمسافات طويلة لرواد الفضاء خيارات أكثر للوجبات، ويستطيع رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية صنع كل شيء من الجمبري الحار إلى كعكة بودنغ الشوكولاتة.

يُفضل الكثير من رواد الفضاء الخيارات الحارة لأن انعدام الجاذبية يُسبب تسرب السوائل إلى جيوبهم الأنفية، مما يُسبب انسدادًا فيها ويؤثر على مذاق الطعام.
وغالبًا ما يحمل رواد الفضاء وجبات خفيفة تُذكّرهم بوطنهم.
تساعد التمارين الرياضية اليومية على منع فقدان كثافة العظام
في بداية رحلات الفضاء، أدرك الأطباء أن رواد الفضاء يفقدون كثافة عظامهم بعد قضاء فترات طويلة في بيئة خالية من الوزن، لكن الآن، يمارس سكان محطة الفضاء الدولية بضع ساعات من التمارين الرياضية يوميًا للمساعدة في منع ذلك.
وقال روبيو إنه مزيج من تمارين القلب وتمارين تحمل الأثقال.
وأضاف أنهم يؤدون تمارين القرفصاء بكثرة لدرجة أن "كل يوم هو يوم لتمرين الساقين في الفضاء".

يتم إعادة استخدام معظم المياه الموجودة
يعد الماء سلعة ثمينة وقيّمة، إذ يُنتج البشر كميات كبيرة منه، بما في ذلك عن طريق العرق والبول، ولا يُهدر معظمه على متن محطة الفضاء الدولية.
في عام 2024، قال بريندان لوتس، مهندس الفضاء في ناسا: "لدينا أجهزة في المحطة تساعد في تحويل هذه المياه إلى مياه نظيفة صالحة للشرب".
وأفادت الوكالة عام 2023، بأنها تعمل على إعادة تدوير 98% من المياه التي يتخلص منها رواد الفضاء.
لا توجد مغسلة ملابس على متن محطة الفضاء الدولية
لا يُسمح لرواد الفضاء إلا بإحضار كمية قليلة من الملابس معهم، وعليهم الحفاظ عليها لفترة طويلة.
وفقًا لوكالة ناسا، قد يرتدي رواد الفضاء الملابس نفسها لمدة أسبوع. غسل الملابس يستهلك كميات كبيرة من الماء، لذا تحترق ملابسهم المهترئة كغيرها من النفايات.

الأيام تتحول إلى روتين
قضى رائد الفضاء روبيو أكثر من عام في محطة الفضاء الدولية، وقال: "كل يوم يختلف عن الآخر، ومع ذلك يبقى كل يوم متشابهًا".
وأضاف: "أستيقظ حوالي الساعة السادسة والنصف صباحًا، أتناول الفطور، وأستعد للعمل الذي يبدأ بعد ساعة تقريبًا".
كيف يتواصل رواد الفضاء مع عائلاتهم؟
عندما يقضي رواد الفضاء أشهرًا في محطة الفضاء الدولية، غالبًا ما يفوتون مناسبات مثل أعياد الميلاد والذكرى السنوية والتخرج، لذا يُعد البريد الإلكتروني وسيلة موثوقة للتواصل.
وفي عام 2013، قالت رائدة الفضاء تريسي كالدويل دايسون في فيديو لناسا: "في أيام السبت، نقضي وقتًا مع العائلة".

قص الشعر على متن محطة الفضاء الدولية
يمكن لرواد الفضاء قصّ شعرهم، بشرط أن يكون لديهم مكنسة كهربائية لالتقاط الشعر.
السير في الفضاء
عندما تحتاج محطة الفضاء الدولية إلى صيانة أو إصلاحات، يستعد رواد الفضاء للسير في الفضاء.
وقد نُفذ أكثر من 270 عملية سير في الفضاء منذ عام 1998، استغرق بعضها بضع ساعات فقط، بينما استغرق بعضها الآخر أكثر من ثماني ساعات. وفقًا لناسا.
وتكون بدلات رواد الفضاء مُجهزة بالأكسجين والماء، قبل الانطلاق إلى الفضاء.
في الواقع، يتدرب رواد الفضاء كثيرًا تحت الماء على الأرض قبل القيام بجولة سير فضائية حقيقية. مع ذلك، لا شيء يُهيئهم تمامًا للتجربة الحقيقية، كما صرّح رائد الفضاء نيك هيغ.