الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

مع تعثر التوافق.. هل يسفر تمديد مؤتمر المناخ عن حل القضايا الخلافية؟

مع تعثر التوافق.. هل يسفر تمديد مؤتمر المناخ عن حل القضايا الخلافية؟

Changed

نافذة ضمن برنامج "بتوقيت مصر" حول تمديد أعمال قمة المناخ في مصر والنقاشات التي تتناولها (الصورة: وسائل التواصل)
حث وزير الخارجية المصري المندوبين على التوصل إلى اتفاق بحلول اليوم الجمعة، وحذرهم من أن الوقت ليس في صالحهم.

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أطراف قمة المناخ (كوب 27) المنعقد في منتجع شرم الشيخ المصرية والذي جرى تمديد فعالياته للأحد القادم بدلًا من اليوم الجمعة، إلى الاتفاق وإنهاء أزمة "فقد الثقة".

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية مصر سامح شكري، رئيس القمة الحالية لمؤتمر المناخ، أكد غوتيريش، وجود مشكلة في قضية الثقة بين دول الشمال والجنوب، وبين الدول المتقدمة والاقتصادات الناشئة.

صورة عاجلة

وحث الأمين الأممي، جميع الأطراف إلى العمل على ضرورة استعادة وبناء الثقة بصورة عاجلة، عبر الاتفاق حول قضية الخسارة والضرر (تعويض الدول المتضررة) والدعم المالي للدول النامية.

وتزامن كلام غوتيريش أمس الخميس، مع دعوة وزير الخارجية المصري، المندوبين للتوصل إلى اتفاق بحلول اليوم الجمعة، وحذرهم من أن الوقت ليس في صالحهم، وحدد حجم العمل المتبقي الذي يتعين استكماله.

واعتبر غوتيريش أنه "لا يمكن الاستمرار في الحديث عن العدالة المناخية بينما نحن في حالة أزمة ثقة فيما بيننا".

ومضى يقول: "نحتاج إلى اتفاق حول التضامن الإنساني يدفع الدول إلى تقليل الانبعاثات وحشد كل الدعم المالي والتقني بالإسراع للانتقال نحو الطاقة المتجددة".

جهود مصرية

بدروه، قال شكري: إن "رئاسة مصر لـ(COP 27) تعمل بجهد لتسهيل الوصول إلى نهاية قاطعة لكل القضايا المتعلقة بالمناخ".

وأشار إلى "إعلان العديد من الدول الالتزام بدعم مواجهة التغيرات المناخية".

وجدد تنبيهه إلى ضرورة توفير الدعم المالي لتعويض الخسائر والأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية.

وبيّن أنه "تم إحراز المزيد من التقدم خلال النقاشات لكن يتضح أنه لا تزال هناك قضايا ما زالت مفتوحة وتتم مناقشتها بين الأطراف".

وانطلق مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وسط آمال بإعلان نتائج تسهم في مواجهة التغيرات المناخية.

ومع تمديد أعمال مؤتمر (كوب 27) ليوم الأحد القادم، تهدف الأمم المتحدة من وراء ذلك لمنح الوقت والفرصة للأطراف المجتمعة للوصول إلى توافق حول النقاط الخلافية التي تعمقت وزادت خلال الأيام الأخيرة، وخاصة فيما يتعلق بمسألة تعويض الدول النامية عن الخسائر والأضرار وتقديم الدعم السنوي من الدول المتقدمة إلى النامية.

عجز في الثقة

وفي هذا الإطار، قال يوسف ورداني مدير مركز تواصل للدراسات والبحوث: إن هناك عجزًا في الثقة وسط مزيد من الأزمات في العالم، متحدثًا عن أربع عقبات هيكلية تواجه المجتمعين في (كوب 27) وهي متعلقة بمخرجات قمة باريس للمناخ، وبالتكيف وتخفيف الانبعاثات، ورابعة متعلقة بالأضرار والخسائر والتمويل.

وأضاف ورداني في حديث إلى "العربي" من شرم الشيخ، أن هناك صعوبة في الوصول إلى توافق بين الدول حول هذه القضايا حتى خلال أيام التمديد لفعاليات مؤتمر المناخ، ولذلك تسعى الرئاسة المصرية لبذل أقصى الجهود للوصول إلى صيغ توافقية؛ حيث إن هذا المؤتمر لا يمثل ارتدادًا عن المؤتمرات السابقة.

واستعرض ورداني أبرز أوجه الخلاف في (كوب 27)، وهي وفق ما قال: "مسألة التمويل وخاصة أن العالم بحاجة لترليون دولار لمواجهة تغيرات المناخ، إضافة إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض في نطاق 1.5 مئوية، وخاصة أن العالم بدأ يتحرك نحو 2 درجة مئوية".

وزاد بالقول: "كذلك يدور خلاف حول الأضرار والخسائر إذ إن هناك نقاشًا كبيرًا حول آلية التمويل المعتمدة، أو اللجوء إلى آلية منفصلة".

وذهب ورداني للقول: "إن هناك إرادة سياسية للوصول إلى حلول حول التغير المناخي، وهذا ما صدر عن قمة العشرين أخيرًا في بالي، لكن المشكلة في الرغبة التي تدفعها القدرة على الالتزام في ظل أزمة مالية سواء لناحية ارتفاع أسعار الفائدة، وشراء الطاقة".

واستدرك قائلًا: "المفروض أن يحصل توازن بين استخدام الوقود التقليدي والتحول المستدام، وكي يحصل ذلك يجب أن يكون هناك مصادر تمويل مستدامة، وهذا يصطدم بمجموعة من العقبات مثل الرقابة الحكومية".

عدم الجدية بالالتزامات

بدوره، اعتبر شريف الرفاعي، وهو استشاري تغير المناخ في اليونسيف، أن "تحديد بعض الدول لشروط معينة حول التعهدات السابقة دفع إلى عدم التزام الدول بتعهداتها تلك، وبالتالي كان هناك عدم الجدية بأخذ مخرجات مؤتمر باريس للمناخ عام 2015 بشكل جدي".

وأضاف الرفاعي في حديث إلى "العربي" من شرم الشيخ، أن "أزمات العالم مثل الحرب الأوكرانية أو أزمات الطاقة، تدفع عددًا من الدول للتراجع عن التزاماتها السابقة".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close