تستمر موجة الحر الشديد الأحد في جنوب أوروبا وخصوصًا في فرنسا مع مخاطر اندلاع حرائق، كما في إيطاليا وإسبانيا والبرتغال.
ومن المنتظر أن تسجل درجات الحرارة الأحد والإثنين في فرنسا 35 مئوية على الأقل في ثلثي البلاد، مما يمهد لأمسيات "غير مريحة على الإطلاق"، حيث من غير المحتمل أن تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 20 درجة، بحسب الخبير في وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية تريستان أم.
وتجتاح هذه الظاهرة جنوب البلاد السبت لليوم الثاني على التوالي، على أن تمتد شمالًا، مما يهدد بتزايد مخاطر اندلاع الحرائق. ومن المتوقع أن تستمر حتى الثلاثاء على الأقل.
وتتوقع وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية أن تتراوح درجات الحرارة بين 34 و38 مئوية بعد ظهر السبت في المناطق التي أُعلن فيها عن حالة الإنذار البرتقالي، وأن "تناهز 40 درجة مئوية بالقرب من البحر الأبيض المتوسط".
"قبة حرارية"
والسبب وراء هذه الذروة الجديدة في فرنسا "قبة حرارية". وهي إعصار مضاد عنيف يشكل نوعًا من الغطاء الذي يحجب الهواء في الطبقات السفلى، يمنع تشكيل الاضطرابات، مع العمل على تسخينه تدريجيًا.
وفي مرسيليا (جنوب)، أمرت السلطات في ثاني أكبر مدينة فرنسية بجعل حمامات السباحة العامة مجانية لمساعدة السكان على تحمل الحر، ونشرت خريطة للأماكن العامة المكيفة.
وأكدت البلدية في نيس (جنوب) تسليم نحو 250 مروحة محمولة "خلال الأسبوعين الماضيين" للمدارس، وتم تنظيم توزيع المراوح على كبار السن المعزولين.
وفي إيطاليا، تم وضع 17 مدينة في حالة تأهب قصوى (المستوى الثالث) السبت، في الشمال، مثل ميلانو وبولونيا وتورينو، أو في الجنوب، لا سيما نابولي وباليرمو، مع توقع بلوغ درجات الحرارة القصوى 39 مئوية.
ومن المنتظر أن تشتد موجة الحر الأحد، مع وضع 21 مدينة في حالة تأهب قصوى.
وأمرت بعض المناطق، مثل ليغوريا وصقلية، بحظر العمل في الهواء الطلق خلال ساعات الذروة، وتسعى النقابات لتوسيع نطاق القرار ليشمل مناطق أخرى.
اتخاذ أسباب الحماية من الحرارة
وذكرت وكالة أنباء أنسا أن ارتفاع درجات الحرارة تسبب في زيادة عدد مكالمات الطوارئ خلال الأسبوع الماضي.
إلى ذلك، بلغت الحرارة في روما بالفعل 30 درجة مئوية عند الساعة العاشرة صباحًا (08:00 بتوقيت غرينتش) ومن المتوقع أن تصل إلى 37 درجة.
والسبت، حاول العديد من السياح الذين يزورون المدينة قدر استطاعتهم حماية أنفسهم من الحرارة، بارتداء القبعات ووضع كريمات الوقاية من الشمس.
وقالت الطالبة الإيطالية سريان مينا لوكالة "فرانس برس" الجمعة في البندقية: "أحاول عدم التفكير في الأمر، لكنني أشرب الكثير من الماء ولا أبقى ساكنة، حتى لا أصاب بضربة شمس".
وفي إسبانيا، تسود حالة تأهب برتقالية السبت في عدة مناطق بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت إلى 42 درجة مئوية في بعض المناطق، بحسب وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية.
ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع الأحد، في ظل تكهنات حول يوم الإثنين، وقد تتجاوز درجات الحرارة 40 مئوية في جنوب غرب البلاد وفي بعض المناطق في الشمال الشرقي.
وأشارت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية إلى أن "من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 42 درجة مئوية في وادي تاغوس ووادي غوادالكيفير، علاوة على إيبرو".
وساهم ارتفاع درجة الحرارة في تجاوز مياه البحر في شبه الجزيرة وجزر البليار 26 درجة مئوية، وهو أمر غير مألوف لهذا الوقت من السنة ويحصل عادة في منتصف أغسطس/ آب، بحسب وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية.
هذا ويترقب الناس في البرتغال أن تشهد تلثا مناطق البلاد ارتفاعًا شديدًا في درجات الحرارة وحرائق غابات الأحد، مع توقع تسجيل 42 درجة مئوية في العاصمة لشبونة.