لم تعد العروض العسكرية والمعارض المتعلقة بتكنولوجيا تصنيع السلاح والمناورات المشتركة والفردية، وكل الفعاليات المشابهة التي تقوم بها الدول، مجرد أمور ترفيهية أو احتفالات سنوية، أو محاولات لكسر ملل الجنود أو تشغيل محركات الآليات.
وحسب التقليد العسكري الغالب على الجيوش الكبرى المصنعة للسلاح محليًا، فإن أحدث أسلحتها لا تكون معلنة، وإذا كانت معلنة يكون اسمها مذكورًا فقط دون تفاصيلها أو تفاصيل قدراتها.
وقبل أيام أتبعت الصين عرضها العسكري المهيب الذي أقيم قبل ثلاثة أسابيع بمعرض جوي لا يقل في مفاجآته عن العرض السابق، ومنحته شعارًا يستثير المشاعر القومية: "ملاحقة الأحلام في السماء.. ضمان النصر للمستقبل".
الطائرة الشبح الصينية J20
وتعتبر الطائرة الشبحية "J20" درة التاج للقوة الجوية الصينية، علمًا بأن باكستان في صراعها مع الهند في مايو/ أيار الماضي كانت تستخدم الطراز الأقل منها "J10"، وأدت بها هذا الأداء الذي فاجأ الجميع.
خلال هذا المعرض طارت المقاتلة الشبحية الأرفع لدى الجيش الصيني "J20" أمام الحاضرين، في استعراض لافت للمرة الثانية، بعد عرض سابق عام 2016، لكن الشبح أنهت عرضها هذه المرة ثم حطت رحالها من السماء.
غموض حول "J20"
ولا يعرف العالم الكثير عن إمكانات "J20" مع تكتم الصين المستمر، خصوصًا أنها الدولة الوحيدة التي تمكنت من إنتاج طائرة شبحية، غير الولايات المتحدة الأميركية، وكانت بمثابة رسالة.
فالمرة الأولى التي حلق فيها النموذج الأول من الطائرة كانت أثناء زيارة وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس للصين عام 2011، الذي عبر بعد عودته عن قلق بلاده الفعلي من تنامي القوة العسكرية للصين.
ودخلت الطائرة للخدمة للمرة الأولى عام 2017، ثم تسربت بعض المعلومات عن إمكاناتها، فمثلًا لا تقتصر مهام المقاتلة على الهجوم فقط، بل يمكن استخدامها قاعدة تحكم وتوجيه لمقاتلات مسيرة، ولديها قدرات خارقة في كشف الأهداف المعادية واستهدافها.
وفي نسخة متطورة منها يوجد مقعد ثان يسمح لشاغله بتنفيذ مهام معقدة في إدارة المعارك الجوية وتزويد الأسراب الجوية بمعلومات، والتجسس واختراق الأهداف المعادية.
ليست المفاجأة الوحيدة
ولم تكن "J20" المفاجأة الصينية الوحيدة، فالمعرض أكد الشائعة القديمة التي تقول إن الصين حولت المقاتلات الحربية المتقادمة إلى مسيرات، وهو ما أظهره تقديم المقاتلات الصينية "J6" التي تعود لخمسينيات القرن الماضي كمسيرات للاستخدام غير المأهول.
ويشكل الخطر الروسي والصيني هاجسًا متناميًا، خاصة وأن هذا النوع لفت انتباه المهتمين، حيث قال خبراء لموقع "غلوبال تايمز" إن الصين لم تكن لتكشف عن الطائرة أمام الجمهور مباشرة لو لم تكن تمتلك نسخًا أكثر تطورًا منها، أو طرازات جديدة تمامًا أخطر منها.
هذا العرض الصيني أثار الكثير من الجدل في منصات التواصل الاجتماعي، حيث غردت ريتشيل: "روسيا تدق أبواب أوروبا والصين تعمل هناك في هدوء منذ سنوات ولا أحد ينتبه. الآن لا نستبعد أن تنفرد روسيا بأوروبا وتشغل الصين أميركا في تايوان حتى ينهي بوتين مهمته، وأميركا الآن لا تجرؤ على استفزاز الصين إلى درجة لا يمكن التحكم فيها".
لايون كان لديه رأي مختلف، حيث يقول: "الصين تحاول فقط إخافة أميركا وأوروبا بأنهم ليسوا مثل روسيا، يمكن لأميركا أن تجرهم لحرب استنزاف طويلة، لذلك يعرضون أشياء لم تجرب وهم يدركون جيدًا أنهم غير قادرين على مواجهة الولايات المتحدة".
وأضاف: "لا يمكن التنبؤ بقدرات الصين الحقيقية، فالصين تعمل في صمت منذ سنين على تطوير جيشها، ونحن نعتقد أنها أتمت تصنيع الأحذية الرخيصة فقط. الآن الصين تهدد فعلًا عرش الولايات المتحدة".