اتهمت الحكومة اليمنية، مساء الجمعة، الحوثيين بالتعاطي مع مفاوضات الأسرى بطريقة "انتقائية".
والسبت الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، بدء مشاورات جديدة بين الحكومة والحوثيين في سويسرا لتبادل الأسرى من الطرفين، تستمرّ نحو أسبوعين، وسط آمال بحسم هذا الملف الإنساني في اليمن.
وخلال مشاورات في السويد عام 2018، قدّم الطرفان قوائم بأكثر من 15 ألف أسير ومعتقل ومختطف، لكن لا يتوفر إحصاء رسمي دقيق للأعداد بعد هذا التاريخ.
وغرّد رئيس لجنة الأسرى والمحتجزين التابعة للحكومة هادي هيج على تويتر قائلًا: "إنّ موقفنا واضح ويتمثّل في إطلاق الكل مقابل الكل"، مضيفًا أنّ "لا حلّ لهذا الملف إلا بالعودة إلى نص الاتفاق الموقع في ستوكهولم".
واتهم المسؤول اليمني، جماعة الحوثي "باستخدام أسلوب التفاوض الجزئي والانتقائية لفئة محدّدة".
بدأ عام 2011.. إليكم بعض المعلومات عن الصراع في #اليمن 👇 pic.twitter.com/OTAmdTyRRg
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 16, 2023
وأشار إلى أن الجماعة ترفض إطلاق سراح "محمد قحطان (سياسي يمني) وصحفيين وأكاديميين ومخفيين آخرين، الأمر الذي فاقم معاناتهم مع أسرهم".
ولم تعلق جماعة الحوثي على هذه الاتهامات حتى الساعة 20:15 (ت.غ).
وتعتقل جماعة الحوثي، القيادي البارز في حزب "التجمع اليمني للإصلاح" (أكبر حزب إسلامي في اليمن) محمد قحطان، و4 صحفيين آخرين منذ نحو 8 سنوات، وتعثّرت جهود إطلاق سراحهم في كافة جولات التفاوض بين الجانبين خلال الأعوام الماضية.
تطورات مفاوضات جنيف
إلى ذلك، تواصلت مفاوضات إطلاق الأسرى والمختطفين في جنيف، لكن "دون إحراز أي اختراق حقيقي، نتيجة بطء الإجراءات المتبعة رغم المؤشرات الإيجابيية نسبيًا"، وفقًا لمصدر يمني مقرب من المفاوضات.
وأوضح المصدر أن وفد الحوثي يتعمّد إبطاء مجريات المفاوضات، من خلال عدم تقديم قوائم الأسرى بشكل نهائي ليتمّ مناقشتها مع وفد الحكومة، فضلًا عن "تنصّله" بين الحين والآخر مما يتم التوصل إليه من تفاهمات حول إطلاق عدد من الأسرى، وزيارة آخرين.
غير أن القيادي البارز في جماعة الحوثي علي القحوم أفاد، أمس الجمعة، عن "تقدّم ملموس" في مشاورات تبادل الأسرى مع الجانب الحكومي.
وقال القحوم لوكالة "الأناضول"، إن "لجنة الأسرى توجهت من صنعاء وهي في استعداد كامل لتنفيذ صفقة التبادل، كصفقة كاملة.. الكل مقابل الكل".
مصير أكثر من 2200 أسير مُعلّق على طاولة المفاوضات، والحكومة اليمنية تجدد تمسكها بمبدأ "الكل مقابل الكل" #اليمن تقرير: حنان البلخي pic.twitter.com/IO9PN83Tt3
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 15, 2023
ورأى أن "نجاح وإتمام صفقة تبادل الأسرى يمثّل نقطة ارتكاز أساسية في الدفع والتقدم صوب السلام المنشود لكل اليمنيين، وستعود بفائدة كبيرة في تخفيف المعاناة الإنسانية وإزالة التوتر وبناء الثقة، والمضي قدمًا تجاه السلام المتمثل في معالجة الملفات الإنسانية بكل استحقاقاتها ووقف العدوان وفك الحصار".
يأتي ذلك فيما يواصل المبعوثين الأممي هانس غروندبرغ والأميركي تيم ليندركينغ، مساعيهما في تقريب وجهات النظر حول بعض التفاصيل التي تُعيق إعلان اتفاق هدنة جديدة، حيث يزور المبعوثين سلطنة عمان للقاء الوفد الحوثي المفاوض، بعد زيارتهما للسعودية واللقاء مع الجانب الحكومي.
وأواخر مارس/ آذار 2022، وقّعت الحكومة اليمنية اتفاقًا مع الحوثيين برعاية أممية، لتبادل أكثر من 2200 أسير من الطرفين، لكن عملية إطلاقهم تعثّرت وسط اتهامات متبادلة بعرقلتها.
وفي 29 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية تعليق مفاوضاتها مع الحوثي في العاصمة الأردنية عمّان، ردًا على هجوم حوثي في تعز (جنوب غرب) تزامن مع هدنة معلنة بين الطرفين.
ويعاني اليمن حربًا مستمرة منذ نهاية 2014، عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات. وازداد النزاع منذ مارس 2015، بعد تدخل التحالف بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة في مواجهة جماعة الحوثي.