الجمعة 20 حزيران / يونيو 2025
Close

"مفاوضات تحت التهديد".. هل اقتربت المواجهة بين طهران وواشنطن؟

"مفاوضات تحت التهديد".. هل اقتربت المواجهة بين طهران وواشنطن؟

شارك القصة

 تحدث الرئيس الأميركي عن نية واشنطن إجراء محادثات مع إيران - غيتي
تحدث الرئيس الأميركي عن نية واشنطن إجراء محادثات مع إيران - غيتي
الخط
تحدث وزير الخارجية الإيراني عن ضرورة الابتعاد عن لغة التهديد، بينما شددت المتحدثة باسم الحكومة على أن طهران مستعدة لحوار عقلاني.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبجواره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن نية واشنطن إجراء محادثات مع إيران، واصفًا اللقاء المرتقب بأنه "على أعلى مستوى تقريبًا".

وبينما بدت نبرة الانفتاح واضحة، لم تغادر لغة ترمب الشروط الأميركية المسبقة، فلا سلاح نوويًا لطهران، وإيران ستكون في خطر كبير إذا فشلت المحادثات.

إيران أمام القصف أو الاتفاق

هذا الجمع بين لغة التهديد ومبادرة الحوار تعكس صعوبة طريق المفاوضات النووية، ولا سيما أن ترمب وضع إيران أمام خياري القصف أو الاتفاق.

على الضفة المقابلة، أكدت طهران تمسكها بصيغة المفاوضات غير المباشرة، حماية لنفسها من ما تصفه بـ"الإملاءات والضغوط"، واضعة شروطها بوضوح وهي احترام متبادل، وجدية أميركية، ونتائج ملموسة تحسن معيشة شعبها.

بدوره، تحدث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عن ضرورة الابتعاد عن لغة التهديد، بينما شددت المتحدثة باسم الحكومة على أن "طهران مستعدة لحوار عقلاني لا يدار من موقع الهيمنة".

في هذا السياق، يبدو أن طهران تدفع نحو مسار تفاوضي يبقي على سيادتها ويمنحها فرصة لتفادي سيناريوهات التصعيد.

فالضوء الأخضر الأميركي الإيراني لمحادثات مرتقبة في سلطنة عُمان أعاد تحريك المشهد الدبلوماسي الدولي بما يتعلق بالمفاوضات النووية، لكن بحذر لافت.

من جانبها، تدعم موسكو تسوية شاملة لكنها تشدّد على ضرورة مراعاة توازن القوى النووية لا مجرد التركيز على إيران.

أما الصين فقد طالبت واشنطن بإظهار صدق النوايا، في إشارة غير مباشرة إلى تقلبات السياسة الأميركية، بينما رحب الاتحاد الأوروبي بالحوار، رابطًا نجاحها بترجمة النوايا إلى أفعال.

وجاءت تلك المواقف تزامنًا مع اجتماع ثلاثي في موسكو بين ممثلي روسيا والصين وإيران لمناقشة الملف النووي الإيراني.

"واشنطن تريد إظهار نوايا حسنة"

وضمن هذا السياق، تقول باربرا سلافين، المديرة السابقة لمبادرة "مستقبل إيران" في المجلس الأطلسي، وكبيرة الباحثين في "مركز ستيمسون" في واشنطن، إن الموقف الأميركي لم يتغير، إذ يركز على المباحثات المباشرة، ولهذا تسعى واشنطن إلى إظهار نوايا حسنة، حسب قولها.

وتضيف سلافين، في حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن، أن "إيران قد تستجيب لهذه المحادثات إذا لمست جدية من الجانب الأميركي، مع تقديم حوافز إيجابية لها".

وترى أن إيران بحاجة إلى إعفاء من العقوبات الأميركية، ولذلك فإن المباحثات التي ستُجرى في مسقط ستُحدد ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق جديد.

وتوضح أنه من الممكن توسيع بنود الاتفاق النووي السابق، أو إقرار بروتوكولات جديدة لعدم الانتشار النووي تمتد لخمس سنوات مقبلة.

"إيران تريد تجنب الحرب"

بدوره، يرى عباس خاميار، الدبلوماسي الإيراني السابق، أن استجابة إيران للمباحثات ناجمة عن "وجود ثوابت لدى طهران تتعلق باستقرار المنطقة"، مشددًا على أن "إيران لا تقبل بالتفاوض تحت النار".

ويضيف خاميار، في حديث إلى التلفزيون العربي من طهران، أن إيران الآن تريد التعامل بهدوء مع واشنطن، رغم وجود أجندة أميركية ترتبط بالحرب النفسية.

ويلفت إلى أن "إيران تفاوضت مع الأميركيين على مدى عشر سنوات، ثم انسحب ترمب من الاتفاق، ولهذا هناك أزمة ثقة إيرانية تجاه واشنطن".

واستدرك قائلاً: "إيران تريد تجنّب الحرب في المنطقة، وتسعى إلى العودة للمباحثات بشأن الاتفاق النووي".

ويخلص إلى أن "ثمّة أملًا في أن تفضي المباحثات الجديدة إلى نتائج إيجابية لإيران والمنطقة، إذ تطمح طهران إلى أن تسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي".

"سحب خيار الحرب"

من جانبه، يعتبر الدكتور حسن البراري، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر، أن "جولة مسقط تنبع من قراءة أميركية مفادها أن إيران لم تعد كما كانت قبل عام ونصف، في ظل خسارتها لأذرعها في سوريا ولبنان، وتكبّد حلفائها الحوثيين خسائر في اليمن".

ويضيف البراري، في حديث إلى التلفزيون العربي من الدوحة: "لذلك، تسعى إيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات أمام ترمب، الذي يُفضّل الصفقات".

ويلفت إلى أن "إيران تسعى لسحب البساط من تحت أقدام كل من يقرع طبول الحرب في إسرائيل والولايات المتحدة، وهو ما يدفعها إلى خوض جولة جديدة من المفاوضات مع واشنطن، وقطع الطريق أمام اليمين المتطرف الساعي إلى شنّ حرب ضدها".

ويشير إلى أن "إيران تعرّضت لاستنزاف كبير في المنطقة، ولهذا باتت أحد عناصر الاستقرار الإقليمي. وهذه المعطيات تجعل طهران أكثر استعدادًا للدخول في صفقة تفضي إلى رفع العقوبات الاقتصادية وتحويل الملف النووي إلى مسار سلمي".

وختم بالقول: "إذا فشل ترمب في التوصل إلى اتفاق مع إيران، فإن الخيار العسكري سيبقى مطروحًا على الطاولة".

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي
تغطية خاصة