الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

مفاوضات فيينا.. إسرائيل "منتشية" وإيران تنتظر "الرد" على مقترحاتها

مفاوضات فيينا.. إسرائيل "منتشية" وإيران تنتظر "الرد" على مقترحاتها

Changed

تتوقع طهران "ردًا مكتوبًا" على المسودات التي قدّمها الفريق الإيراني المفاوض في مباحثات فيينا حول الاتفاق النووي (رويترز)
تتوقع طهران "ردًا مكتوبًا" على المسودات التي قدّمها الفريق الإيراني المفاوض في مباحثات فيينا حول الاتفاق النووي (رويترز)
قد تجد إسرائيل نفسها أمام مأزقين، فإما نجاح مفاوضات فيينا وما يعنيه ذلك، أو فشل المفاوضات دون وجود بديل رادع لإيران وفق ما تشتهيه تل أبيب.

باتجاه واشنطن، بدأت إسرائيل حراكًا دبلوماسيًا منتشية بما يسمّيه رئيس وزرائها نفتالي بينيت "فشل" جولة مباحثات فيينا.

فقد تصاعدت خلال الأيام الأخيرة التصريحات الإسرائيلية ضدّ الموقف الأميركي من مفاوضات فيينا للعودة إلى الاتفاق النووي.

وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي الدول التي تفاوض إيران في فيينا بتبنّي خط هجومي وبأن توضح لطهران أنّها لا يمكنها التفاوض وتخصيب اليورانيوم في وقت واحد.

وشدّد بينيت على أنّ إيران يجب أن تبدأ في "دفع ثمن" خرقها للاتفاق نووي، معتبرًا أنّ "على الغرب ألا يكتفي بالتفاوض بل أن يتحرك، والآن".

"مأزقان" أمام إسرائيل

وبحسب مراسل "العربي" في القدس، فإنّ إسرائيل قد تجد نفسها أمام مأزقين، فإما نجاح مفاوضات فيينا وما يعنيه ذلك من مستجدات في المواقف الأميركية، أو فشل المفاوضات دون وجود بديل رادع لإيران وفق ما تشتهيه تل أبيب.

ولهذا السبب، تأتي زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى واشنطن في الأيام الأخيرة، والتي بدأها رئيس الموساد الذي حمل مواد استخباراتية وإستراتيجية جديدة لا تقتصر على التعامل مع مخزون اليورانيوم الإيراني فقط.

بعده، يأتي دور وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الذي تشير تقارير إلى أنه سيحاول تغيير الموقف الأميركي لجهة بناء تهديد عسكري بعد مناورات عسكرية عديدة بين إسرائيل وأميركا في الأسابيع الأخيرة، وفق مراسلنا.

"رأب الصدع" بين واشنطن وتل أبيب

غير أنّ هذه الزيارات في جوهرها محاولة لرأب الصدع العلني بين إسرائيل والولايات المتحدة الذي تمثّل في تصريحات وتسريبات عمّا تسمّيه إسرائيل تخليًا أميركيًا عنها، وسط دعوات إسرائيلية لعدم التصعيد أكثر مع واشنطن، بحسب ما ينقل مراسل "العربي".

ويوضح الصحافي المختص بالشأن الإسرائيلي نضال وتد، في حديث إلى "العربي"، أنّ "إسرائيل لا تملك خيارًا عسكريًا ناجزًا كي تستخدمه ضدّ إيران، وبالتالي هم بحاجة للعودة إلى تخفيف حدة التوتر مع الولايات المتحدة لأنهم لا يزالون بحاجة إلى موقف أميركي مساند"

ما الذي تغيّر في الموقف الأميركي؟

ويعتبر مستشار مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق هشام إسلام أنّ الموقف الأميركي تجاه إيران والبرنامج النووي واضح منذ زمن وهو لا يختلف بين الإدارتين الديمقراطية والجمهورية.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إلى أنّ هذا الموقف يقوم على أنّ الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالحصول على الطاقة النووية العسكرية.

ويلفت إلى أنّ السبب سهل ومعروف وهو أنّ إيران نفسها قالت إنّها عندما تحصل على هذه الطاقة تريد تدمير "دولة" إسرائيل، على حدّ تعبيره.

ويضيف أنّ "الموقف الإيراني طالما هو متزمّت ويرفض التعاون مع الغرب سيتسبّب بالمزيد من المشاكل".

ويشير إلى أنّ الرئيس جو بايدن كان نائب رئيس الوزراء في حكومة الرئيس الأسبق باراك أوباما ما يعني أنّ موقفي الرجلين متشابهان جدًا تجاه الملف الإيراني، "وبالتالي فعلى إيران أن تسعى لكسب بايدن في صفّها بدل دفعه ليكون ضدّها".

إيران تتوقع "ردًا مكتوبًا"

في غضون ذلك، قال مسؤول رفيع في الخارجية الإيرانية: إنّ طهران تتوقّع ردًا مكتوبًا على المسودات التي قدّمها الفريق الإيراني المفاوض، مشيرًا إلى أنّه ليس من المقرّر التوصّل إلى نتائج نهائية في هذه الجولة بسبب مسائل عالقة.

وأكد المسؤول الإيراني أنّ المقترحات التي قدّمتها إيران مبنيّة على مسودة الجولات السابقة، وأنّ الأطراف الأوروبية والأميركية لم تتوقع تقديم إيران هذه المقترحات.

وأضاف المسؤول أنّ إحجام الولايات المتحدة الأميركية عن رفع العقوبات عن إيران بالكامل هو التحدّي الأهمّ خلال الجولة السابعة من المفاوضات.

وجدّد تأكيد بلاده أنّها لن تسمح لواشنطن بالتأثير في الاقتصاد الإيراني.

إيران شاركت في المباحثات "بعزّة"

من جهته، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنّ حكومته لن تربط اقتصاد إيران بمصير المفاوضات مع مجموعة 4+1 حول الاتفاق النووي.

وأوضح رئيسي في لقاء مع التلفزيون الرسمي أنّ الحكومة الإيرانية ماضية في إبطال أثر العقوبات ورفعها أيضًا من خلال المفاوضات، مشيرًا إلى أن سياسة إيران الخارجية قائمة على التعاون الفعّال مع دول العالم، ولا سيما دول الجوار والمنطقة.

وقال: "لقد بدأنا العمل على أمرين وهو إبطال أثر العقوبات ورفع العقوبات. كانوا يظنّون أننا لن نشارك بالمباحثات وأنه ليس لدينا ما نقوله، ولن يكون لدينا مبادرات، وثبت للعالم أنّ إيران شاركت في المباحثات بعزّة وقدّمت مسودّتين حول القضايا النووية والعقوبات بما يتطابق مع الاتفاق النووي".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close