عبّرت المنظمة الدولية للهجرة الإثنين عن "صدمتها" إثر العثور على جثث عشرات المهاجرين في مقبرتين جماعيتين في أقصى جنوب شرق ليبيا.
ووفق بيان للمنظمة، فإن المقبرة الجماعية في محيط الكفرة حيث تم العثور على نحو ثلاثين جثة، قد تحتوي على رفات ما يصل إلى 70 شخصًا.
وأضاف البيان: "قبل أيام قليلة تم سحب 19 جثة أخرى من مقبرة جماعية" في أجخرة (حوالي 400 كلم جنوب بنغازي).
وقالت المنظمة إن "ظروف وفاتهم وجنسياتهم لا تزال غير معروفة"، لافتة إلى العثور عليهم "بعد عملية نفذتها الشرطة، تم خلالها إنقاذ مئات المهاجرين من أيدي المتاجرين".
"رحلات محفوفة بالمخاطر"
وتعليقًا عن الواقعة، قالت نيكوليتا جيوردانو رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إن "فقدان هذه الأرواح يشكل تذكيرًا مأسويًا آخر بالمخاطر التي يواجهها المهاجرون الذين يقومون برحلات محفوفة بالمخاطر" ويقعون "ضحايا للاستغلال والعنف والانتهاكات الخطيرة".
والأحد، كشفت النيابة العامة في ليبيا عن العثور على جثث 28 مهاجرًا من إفريقيا في مقبرة جماعية قرب مركز احتجاز "غير قانوني" تمت مداهمته في منطقة الكفرة أقصى جنوب شرق ليبيا، وتم خلالها تحرير 76 مهاجرًا في ظروف سيئة.
وأظهرت صور نشرت الأحد على منصات التواصل الاجتماعي أفرادًا أصابهم الهزال وتحمل أجسامهم آثار ضرب.
وتعاني ليبيا فوضى سياسية وأمنية منذ إسقاط نظام معمر القذافي في 2011 إثر ثورة شعبية.
وتبعد ليبيا حوالي 300 كلم من السواحل الإيطالية، وباتت أحد معاقل عمليات الاتجار بالبشر على مستوى القارة.
ويحاول عدد كبير من المهاجرين الوصول إلى أوروبا عبر الأراضي الليبية معرضين حياتهم للخطر. كذلك، يعيش آلاف منهم في ليبيا منذ سنوات بصورة غير نظامية، ويعملون في الزراعة والبناء والتجارة، لا سيما في العاصمة طرابلس (غرب) ومدينة بنغازي (شرق).
ونهاية الشهر الماضي، أمر مكتب النائب العام الليبي بتوقيف شخصين ينتميان إلى عصابة متهمة بتعذيب 263 مهاجرًا غير نظامي من إفريقيا جنوب الصحراء بهدف انتزاع فديات.
وأورد المكتب أن العصابة كانت تنشط في مركز احتجاز في منطقة الواحات الصحراوية التي تسيطر عليها قوات قائد قوات الشرق الليبي خليفة حفتر، على بعد حوالي 750 كلم جنوب شرق طرابلس.
وفي مارس/ آذار 2024، عثر على مقبرة جماعية تضم "جثث ما لا يقل عن 65 مهاجرًا" في جنوب غرب ليبيا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.