مقترح أميركي لوقف النار بين إسرائيل وحزب الله.. ما تفاصيله؟
يعمل وسطاء أميركيون على مقترح لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان يبدأ بوقف لإطلاق النار لمدة 60 يومًا.
وقال مصدران لوكالة "رويترز" وهما شخص مطلع على المحادثات ودبلوماسي كبير يعمل في لبنان، إن فترة الشهرين ستخصص لإتمام التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر عام 2006 لإخلاء جنوب لبنان من الأسلحة باستثناء ما يتبع الدولة اللبنانية.
تأتي جهود التهدئة في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية ضد حزب الله، وأصدر الجيش الإسرائيلي اليوم (الأربعاء) أول أمر إخلاء لبعلبك في الشرق قبل أن ينفذ قصفًا على المدينة ومحيطها.
من جهته، يعلن حزب الله لليوم الثالث على التوالي عن قتال عنيف مع القوات الإسرائيلية بالقرب من بلدة الخيام الجنوبية، في أعمق توغل للقوات الإسرائيلية في لبنان منذ بدء القتال.
حجر الزاوية القرار 1701
ويعتبر القرار 1701 حجر زاوية في محادثات لإنهاء عام من القتال على الجبهة اللبنانية، والذي اندلع بالتوازي مع الحرب على قطاع غزة، وتصاعد بشكل كبير على مدى الأسابيع الخمسة الماضية.
وقالت سما حبيب المتحدثة باسم السفارة الأميركية في بيروت ردا على سؤال عن المقترح: "نود أن نؤكد مجددًا أننا نسعى إلى حل دبلوماسي ينفذ القرار 1701 بشكل كامل، ويعيد المواطنين الإسرائيليين واللبنانيين إلى منازلهم على جانبي الحدود".
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين الذي يعمل على المقترح الجديد للصحفيين في بيروت هذا الشهر، إن هناك حاجة إلى آليات أفضل لتطبيق القرار إذا لم تنفذه إسرائيل أو لبنان بشكل كامل.
وأوضح المصدران لرويترز أن الهدنة التي تستمر 60 يومًا حلت محل مقترح طرحته الولايات المتحدة ودول أخرى الشهر الماضي، وتضمن وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا تمهيدًا لدخول القرار 1701 حيز التنفيذ بالكامل.
ومع ذلك حذر المصدران من أن الاتفاق قد ينهار، وقال الدبلوماسي: "هناك مسعى جاد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن لا يزال من الصعب تحقيقه".
وأشار المصدر المطلع على المحادثات إلى أن إسرائيل لا تزال تضغط من أجل ضمان القدرة على "التطبيق المباشر" للهدنة من خلال الضربات الجوية أو العمليات العسكرية الأخرى ضد حزب الله في حال خرقه للاتفاق.
مساع لوقف النار قبل الانتخابات الأميركية
من جهتها، ذكرت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية أن إسرائيل تسعى إلى إقرار نسخة تعزز مصالحها من قرار الأمم المتحدة رقم 1701، مما يتيح لها التدخل إذا شعرت بتهديد أمنها.
وأكد مسؤولون لبنانيون أنه لم يتم إطلاع لبنان رسميًا على الاقتراح ولا يمكنه التعليق على تفاصيله.
واليوم، قال الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم في أول كلمة له بعد توليه منصبه على رأس الحزب: "إذا قرر الإسرائيليون أنهم يرغبون في وقف الحرب فنقول إننا سنقبل ذلك لكن بالشروط التي نراها مناسبة".
وأضاف: "حتى الآن لا يوجد مقترح تقبله إسرائيل لعرضه علينا لبحثه".
وتأتي المساعي من أجل وقف إطلاق النار في لبنان قبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتزامنًا مع حملة دبلوماسية مماثلة بشأن غزة.
وذكرت ثلاثة مصادر أن هوكستين ومستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت مكغورك سيصلان إلى إسرائيل غدًا (الخميس) لمحاولة إتمام الاتفاق المتعلق بلبنان والذي يمكن تنفيذه في غضون أسابيع.
وفي هذا الإطار، أشار موقع أكسيوس الأميركي إلى أن المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين يعتقدون أن حزب الله بات مستعدًا أخيرًا للنأي بنفسه عن حركة حماس في غزة، بعد تعرض الجماعة لضربات موجعة بما في ذلك اغتيال أمينها العام حسن نصر الله.