رفضت الولايات المتحدة بشكل نهائي مقترح بولندا بشأن تسليم الجيش الأميركي مقاتلات ميغ-29 لنقلها إلى أوكرانيا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الأربعاء.
ولليوم الـ15 على التوالي، يستمر الهجوم الروسي على أوكرانيا، إذ تتجه الأنظار نحو تركيا حيث وصل الخميس وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا لعقد أول اجتماع على هذا المستوى منذ بدء الهجوم في 24 فبراير/ شباط.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في مؤتمر صحافي عقده عقب محادثات أجراها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره البولندي أنّ واشنطن "لا تدعم (مقترح) نقل طائرات مقاتلة إضافية إلى سلاح الجو الأوكراني في الوقت الراهن".
وأوضح أنّ البنتاغون يعتبر أن "إضافة مقاتلات إلى الأسطول الأوكراني ليس من شأنه أن يحدث تغييرًا كبيرًا في فاعلية سلاح الجو الأوكراني بمواجهة القدرات الروسية" الجوية.
وأضاف كيربي أنّ "أجهزة الاستخبارات تعتبر أنّ نقل (طائرات) ميغ-29 إلى أوكرانيا يمكن أن يُعتبر مفاقمة (للنزاع)، ويمكن أن يؤدّي إلى ردّ فعل روسي من شأنه أن يزيد مخاطر التصعيد العسكري مع حلف شمال الأطلسي".
"مخاوف جدية"
وكانت وارسو أكّدت الثلاثاء أنّها "مستعدّة لنقل كلّ طائراتها من طراز ميغ-29، مجّانًا ومن دون تأخير، إلى قاعدة رامشتاين (في ألمانيا) ووضعها بتصرف حكومة الولايات المتحدة".
وأربك هذا الإعلان المفاجئ الدبلوماسية الأميركية التي رفضت الاقتراح، معتبرة أنّه يمكن أن يثير "مخاوف جدية" لدى حلف شمال الأطلسي.
والأربعاء، وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف المقترح البولندي بأنّه "سيناريو بغيض وقد يكون خطرًا".
من جهته، حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأربعاء الدول الغربية على اتخاذ "قرار بأسرع وقت" بشأن إرسال مقاتلات ميغ-29، لمساعدة بلاده على مواجهة الهجوم الروسي.
"ستُسفك دماء أكثر بكثير على الأرض"
في غضون ذلك، استبعد مسؤولون أميركيون، بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، احتمال قيام أي دولة من دول حلف شمال الأطلسي بتزويد أوكرانيا المحاصرة بطائرات.
وقال بلينكن: إنّ الولايات المتحدة تجري "محادثات نشطة للغاية مع مسؤولين أوكرانيين (...) للحصول على تقييم محدّث لاحتياجاتهم".
جاء ذلك غداة لقاء بين بلينكن ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عُقد عند الحدود الأوكرانية-البولندية، حضّ خلالها هذا الأخير الولايات المتحدة على توفير المقاتلات.
وتابع عقب لقائه نظيره الأميركي: "إذا خسرنا الأجواء، ستُسفك دماء أكثر بكثير على الأرض".
وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس أعلن الثلاثاء، أن بلاده ستدعم بولندا إذا قررت تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، لكنه أشار إلى أن ذلك قد تكون له عواقب مباشرة على وارسو.
وأمس الأربعاء، طلبت روسيا من الولايات المتحدة أن تفسر للعالم سبب دعمها لما تصفه بأنه برنامج بيولوجي عسكري في أوكرانيا، يشمل مسببات لأمراض فتاكة بما في ذلك الطاعون والجمرة الخبيثة.
في المقابل، نفت الولايات المتّحدة الاتهامات الاتهامات الروسية، محذّرة من أنّ الهدف منها قد يكون التحضير لاستخدام الكرملين مثل هكذا أسلحة في الهجوم على أوكرانيا.