الأربعاء 19 مارس / مارس 2025
Close

مقترح ترمب يربك الأوروبيين.. ما مصير الحرب الروسية الأوكرانية؟

مقترح ترمب يربك الأوروبيين.. ما مصير الحرب الروسية الأوكرانية؟

شارك القصة

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أنه يريد التوافق على موقف مع واشنطن قبل إجراء أي مفاوضات مع روسيا- غيتي
وزير الدفاع الأميركي خلال اجتماع حلف الناتو في بروكسل - غيتي
الخط
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أنه يريد التوافق على موقف مع واشنطن قبل إجراء أي مفاوضات مع روسيا.

استنفرت أوروبا وأوكرانيا بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن مبادرته بشأن الأزمة الأوكرانية، وذلك إثر اتصاله بنظيريه الروسي والأوكراني ودعوته إلى مفاوضات فورية لإنهاء الحرب.

وشدّد الناتو من بروكسل، على ضرورة مشاركة كييف في أي محادثات سلام، مؤكدًا أن أيَّ اتفاق نهائي يجب أن يكونَ مستدامًا.

ارتياح روسي تجاه مقترح ترمب

واعتبرت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أن أي اتفاق بشأن أوكرانيا يتم التوصل إليه من دون إشراك الاتحاد الأوروبي سيفشل، منتقدة مسارعة واشنطن إلى تقديم تنازلات لموسكو، حسب قولها.

كما أكدت فرنسا وألمانيا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة، استعدادها لتعزيز دعمها لأوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية.

في المقابل، قال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، إن المبادرة التي اتخذها ترمب بتواصله المباشر مع نظيره الروسي بشأن أوكرانيا لا تشكل "خيانة" لكييف. وجاءت تصريحاته خلال لقاء مع الحلفاء الأوروبيين الذين يطالبون بمقعد لهم على طاولة المفاوضات بعدما باغتهم الطرح الأميركي.

أمّا روسيا التي عبرت عن ارتياحها لموقف ترمب، فقد أعلنت في بيان صادر عن الكرملين أن بوتين يرغب في أن يُنظَّم لقاء مباشر وعاجل مع ترمب.

وأضاف الكرملين أن الرئيسين الأميركي والروسي اتفقا في أول اتصال رئاسي مباشر بين واشنطن وموسكو منذ ثلاث سنوات على بدء مفاوضات عاجلة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وفي كييف، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أنه يريد التوافق على موقف مع واشنطن قبل إجراء أي مفاوضات مع روسيا.

مقترح ترمب "ليس مفاجئًا"

وفي هذا السياق، يرى المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، الدكتور توماس واريك، أن الطرح الأميركي لا ينبغي أن يكون مفاجئًا للأوروبيين، حيث أعلن ترمب في حملته الانتخابية أن الحرب في أوكرانيا يمكن إنهاؤها في يوم واحد، فيما أشار مستشاروه إلى أن ذلك يتطلب وقتًا أطول.

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن، يشير واريك إلى أن ترمب يرى أن المحادثات يجب أن تبدأ بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثم يتم إشراك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما يتوقع ترمب من الأوروبيين بذل جهود أكبر للدفاع عن أوكرانيا.

وبحسب واريك، ترى الإدارة الأميركية أن دور أوروبا يجب أن يكون أكبر من ما كان عليه في السابق في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. 

ويشير إلى أن ترمب يعمل على الجوانب النفسية بين الشركاء في المفاوضات من خلال إعلانه أنه يتوقع تنازلات من أوكرانيا لدفع بوتين إلى طاولة المفاوضات. 

زيلينسكي يعتمد نهجًا جديدًا

من جانبه، يرى الباحث السياسي ورئيس تحرير صحيفة "أوكرانيا بالعربية"، الدكتور محمد فرج الله، أن أوكرانيا تشعر بالقلق لأن المعارك تجري على أراضيها، فيما عوّلت على الطرف الأميركي وتحاول تحصيل المكاسب في ظل الواقع الجديد في البيت الأبيض.

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من كييف، يلفت فرج الله إلى أن زيلينسكي أكّد أن حديثه مع ترمب كان بنّاءً، لكنه قال إنه لا يمكن لأي طرف أن يفرض على أوكرانيا أي واقع لا تريده.

ويقول فرج الله: "إن زيلينسكي يتبع سياسة جديدة تقوم على التناغم، قدر الإمكان، مع الطرف الأميركي، وخصوصًا مع ترمب، الذي يريد أن يقدم نفسه على أنه رجل السلام الذي يطفئ الحرائق حول العالم".

ويوضح أن زيلينسكي يدرك جيدًا أن من يسعى لإفشال خطة ترمب لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا سيواجه غضب الرئيس الأميركي.

ويرى أن زيلينسكي لا يريد أن يُظهر أن أوكرانيا هي التي ترفض السلام، مؤكدًا أن الدعم العسكري الأوروبي والأميركي لا يزال قائمًا.

انقسام أوروبي

إلى ذلك، ترى الصحافية المعتمدة لدى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، الدكتورة ليلى حداد، أن الموقف الأوروبي من الحرب الأوكرانية والتصريحات الأميركية الأخيرة بشأن عدم إمكانية العودة إلى حدود ما قبل 2014 يعكس مشهدًا معقدًا من التوترات الجيوسياسية وتباين المصالح بين الحلفاء.

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من بروكسل، تشير حداد إلى أن الموقف الأوروبي منقسم بين معسكرين: أحدهما داعم بشكل كامل لأوكرانيا، تقوده دول شرق أوروبا التي تعتبر أن التصعيد الروسي يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها، ما يدفعها إلى تقديم دعم عسكري وسياسي غير محدود لكييف، وترى أن استعادة حدود ما قبل 2014 تمثل أولوية استراتيجية.

أما المعسكر الثاني، فهو الأكثر حذرًا، ويضم ألمانيا وفرنسا ودول غرب أوروبا. ويدفع هذا المعسكر نحو حلول دبلوماسية، وفقًا لحداد، التي تستبعد أن يؤدي الموقف الأميركي إلى تعميق الانقسام الأوروبي، مشيرةً إلى ما وصفته بـ"النفاق الأوروبي"، حيث كان موقف ترمب من الملف الأوكراني واضحًا حتى قبل انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي