الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

"مقتل" الأميرة ديانا.. أسرار التحقيقات وتفاصيل نظريات المؤامرة

"مقتل" الأميرة ديانا.. أسرار التحقيقات وتفاصيل نظريات المؤامرة

Changed

قتلت الأميرة ديانا ودودي الفايد في حادث سير في العاصمة الفرنسية باريس عام 1997 (غيتي)
قتلت الأميرة ديانا ودودي الفايد في حادث سير في العاصمة الفرنسية باريس عام 1997 (غيتي)
كان المحفز الرئيسي في إنشاء عملية "باجيت" ملاحظة كتبتها ديانا لكبير خدمها بول باريل عام 1995، أعربت فيها عن مخاوفها من أن الأمير تشارلز كان يخطط لإيذائها.

انتشرت نظريات مؤامرة عديدة حول وفاة الأميرة ديانا، التي كانت لتبلغ الـ60 من عمرها الأسبوع المقبل. فعام 2004، طلب الطبيب الشرعي الملكي آنذاك مايكل بيرجسي من جون ستيفنز، عندما كان رئيسًا في سكوتلاند يارد، أن يرأس تحقيقًا عُرف باسم "عملية باجيت". 

فتعيّن على ستيفنز فحص أكثر من 100 ادعاء بشأن وجود مؤامرة قاتلة أدلى بها رجل الأعمال المصري محمد الفايد، في ما يتعلق بوفاة نجله دودي وديانا في 31 أغسطس/ آب 1997.

والمحفز الرئيسي في إنشاء "عملية باجيت" كان ملاحظة كتبتها ديانا لكبير خدمها بول باريل عام 1995، أعربت فيها عن مخاوفها من أن زوجها المنفصل عنها الأمير تشارلز كان يخطط لإيذائها أو قتلها من خلال تخريب سيارتها.

وفي أعقاب وفاة ديانا، دافع الفايد عن هذه الادعاءات، وكان يعتقد أن معارضة المؤسسة الملكية البريطانية لعلاقة ديانا بدودي كانت مدفوعة بعنصرية عميقة الجذور والإسلاموفوبيا.

ديانا ، أميرة ويلز ودودي فايد (في المقعد الخلفي)، والحارس الشخصي والسائق هنري بول في سيارة المرسيددس قبل وقت قصير من الحادث الذي أودى بحياة الأميرة (غيتي)
ديانا ، أميرة ويلز ودودي فايد (في المقعد الخلفي)، والحارس الشخصي والسائق هنري بول في سيارة المرسيددس قبل وقت قصير من الحادث الذي أودى بحياة الأميرة (غيتي)

"إذهب حيث يأخذك الدليل"

مع معرفة ستيفنز بأن المهمة ستكون صعبة، اعتبر أن الطريقة الوحيدة للمضي قدمًا هي الحفاظ على موقف محايد واستخدام حكمته القديمة: "إذهب حيث يأخذك الدليل"؛ وقام بتجنيد فريق متماسك من 12 ضابطًا فقط. 

في البداية، كان لدى الفايد إيمان مطلق بقدرة ستيفنز على الوصول إلى الحقيقة. وقد ضغط في الأصل على الطبيب الشرعي لتكليفه بالمهمة بعد أن أعجب بالطريقة التي أجرى بها 3 تحقيقات في إيرلندا الشمالية.

والفايد كان مقتنعًا بأن الحادث ليس مجرد حادثة، بل جريمة قتل ناتجة عن مؤامرة من قبل المؤسسة، لا سيما الأمير فيليب، وأجهزة الأمن والاستخبارات.

وقد بقيت علاقة ستيفنز مع الفايد جيدة خلال 3 سنوات، إلى أن قدّم الأول استنتاجاته فتدهورت العلاقة بسرعة كبيرة بعد ذلك.

العدد الكبير من مزاعم المؤامرة التي توجّب فحصها قاد ستيفنز إلى تقسيمها إلى 16 موضوعًا مختلفًا، وزعها على أعضاء فريق "باجيت" لمتابعتها في آن واحد.

واستعرضت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية ما أطلعه عليها ستيفنز من مزاعم أساسية يُفترض أنها قدمت دافعًا للقتل.

"الأميرة ديانا كانت حاملًا"

رغم وجود الكثير من شهود العيان والأدلة الظرفية على أن ديانا لم تكن تنتظر طفلًا عندما توفيت، لكن المهمة الصعبة كانت عند "باجيت" في التحقق من الأمر.

وقال ستيفنز: "ما أردنا القيام به بسرعة كبيرة هو إعادة حطام السيارة من فرنسا ليتم فحصه من قبل الطب الشرعي"، وكان ذلك من أجل معرفة إمكانية اكتشاف الحقيقة من آثار الدم.

وأشار إلى أنه تمت استعادة الحطام وأخذه إلى مختبر؛ ومن خلال عينة دم أثبت فحص الحمض النووي أنها تعود لديانا، أفاد اختبار أجرته شركة جنائية خاصة، أن الاحتمال من عينة الدم التي أُخذت من سجادة السيارة أنها لم تكن حاملًا.

وتضافر هذا الاحتمال مع روايات شهود عيان آخرين واستخدام ديانا لوسائل منع الحمل في ذلك الوقت، ما أعطى "درجة من اليقين" وفق ستيفنز.

زعم الفايد أيضًا أن التحنيط الذي تم في المستشفى قبل وصول الأمير تشارلز وشقيقات ديانا في 31 أغسطس، كان محاولة متعمدة لإخفاء حملها. وقد تم تنظيم ذلك من قبل الاستخبارات والسفارة البريطانية.

من هنا، لفت ستيفنز إلى أنه "إذا تم تحنيط امرأة فإن الفورمالهايد المستخدم في العملية يمكن أن يؤدي إلى نتيجة إيجابية زائفة للحمل". ونقل عن الفايد قوله إن الأمر تم "لإلقاء اللوم في حمل ديانا على سائل التحنيط".

وأشار ستيفنز إلى أن التحنيط تم بعد ظهر ذلك اليوم بناء على طلب السلطات الفرنسية وفقًا لقواعدها وأنظمتها الخاصة.

ارتباط ديانا والفايد

كما زعم رجل الأعمال المصري أن ديانا كانت على علاقة جدية مع ابنه وأنهما يعتزمان الزواج، وأن المؤسسة لم تكن مستعدة لقبول مسلم كزوج لديانا ولا زوج أم لملك المستقبل. وكنتيجة لذلك كان لا بد من قتلهما.

وبالنسبة لـ "باجيت"، كانت مسألة وجود أو عدم وجود خاتم خطوبة أحد أكثر الجوانب إثارة للاهتمام. فبحث ستيفنز في شأن شرائهما خاتمًا. 

وتحدث الفريق أيضًا مع أصدقاء ديانا المقربين، ولم يكن أحد منهم قد أُخبر عن ارتباط محتمل؛ وفي الواقع عارضت ديانا الزواج مرة أخرى.

زعم رجل الأعمال المصري أن ديانا كانت على علاقة جدية مع ابنه وأنهما يعتزمان الزواج (غيتي)
زعم رجل الأعمال المصري أن ديانا كانت على علاقة جدية مع ابنه وأنهما يعتزمان الزواج (غيتي)

كما وجّه ستيفنز أسئلة مكتوبة إلى الأمير ويليام، نجلها الأكبر، كان من أهمها إذا كانت والدته عبّرت له عما إذا كانت ستتزوج أم لا، فقال بشكل حاسم إنها لم تفعل ذلك.

وبحسب ما جاء في الصحيفة، فإن فريق "باجيت" لا يزال يعتقد بأن مصوري الباباراتزي في باريس أُبلغوا باحتمال "صورة أولى" بمليون دولار لديانا، وهي ترتدي خاتم الخطوبة.

وعلّق ستيفنز على ذلك قائلًا: "صورة الخاتم كانت تستحق ثروة. لماذا كان المصورون في حالة جنون كهذه في تلك الليلة بعد صيف كامل من صور ديانا ودودي؟".

ولم يُسمح لـ"باجيت" بأن تلتقي المصورين، الذين تم استجوابهم من جانب زملائهم الفرنسين.

وتنقل "الميل" عن ستيفنز قوله: "نعتقد أن دودي ربما كان سيطلب من ديانا الزواج، وكانت ستقول لا".

عينات من شخص آخر

وفي ما يتعلق بالسائق هنري بول، مرّ ستيفنز على ادعاء الفايد بأنه كان جزءًا من مؤامرة قتل تابعة للخدمة السرية؛ وأن عينات الدم التي أُخذت من جسده بعد الوفاة جاءت من شخص آخر "للتستر على الحقيقة".

وأظهرت عينات الدم الخاصة ببول نسبة الكحول التي كان من شأنها أن "تضعف" قدرته على القيادة بأمان. وأشار ستيفنز إلى أنه لم يتم ذكر كلمة "ثمل" في التقرير، قائلًا: "لكن ضع نفسك في مكانه ليلة السبت تلك".

وتابع: "لقد ترك العمل بعد يوم طويل ومرهق. ربما تناول كأسًا من النبيذ أو اثنين. كنت سأفعل الأمر نفسه".

وأضاف: "عندما جاء الاستدعاء غير المتوقع لم يستطع الرفض، فالظروف كانت ستجعله أكثر توترًا".

وقال: "أعتقد أنه كان مجرد واحد من هؤلاء الأشخاص الموجودين في المكان الخطأ والوقت الخطأ، ولهذا فقد حياته".

وأعرب عن اعتقاده بأنه لو كانت لدى ديانا حماية سكوتلاند يارد، والمرتبطة بأجهزة الأمن الفرنسية وحمايتها، لما كان ليحدث هذا، مضيفًا "بالتأكيد لم يكن هنري بول ليقود تلك السيارة".

"لم تكن هناك مؤامرة"

بعد ثلاث سنوات من التحقيقات، كان تقرير عملية "باجيت" جاهزًا للإبلاغ بأنه لم تكن هناك مؤامرة؛ ولم يكن باستطاعة أحد أن ينقذ الأميرة ديانا.

والتقى ستيفنز الأميرين ويليام وهاري في قصر سانت جايمس في اليوم السابق لتسليم التقرير، وقال إنهما كانا حريصين على رؤيته بمفرده والاطلاع على استنتاجاته.

وفي اليوم نفسه، أبلغ المسؤولون عن عملية "باجيت" مكتب محمد الفايد بالنتائج التي توصل إليها التحقيق.

وذكر ستيفنز أنه أبدى في رسالة رغبته في لقاء الفايد لشرح الاستنتاجات شخصيًا، فجاء الرد بأنه لا يريد مقابلته.

ولفت إلى أن المرة الوحيدة التي التقاه فيها بعد ذلك كان في المحكمة لدى إدلائه بشهادته، مشيرًا إلى أن الفايد كان بحلول ذلك الوقت لا يأخذ بما توصل إليه التقرير على الإطلاق.

وأعرب عن اعتقاده بأنه سيكون هناك دائمًا أشخاص لا يستطيعون تصديق وفاة شخص مثل ديانا في هذا الظرف الأكثر مأساوية وفظاعة دون وجود مؤامرة.

المصادر:
ديلي ميل

شارك القصة

تابع القراءة
Close