الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

مقتل الظواهري.. ما هي تداعيات العملية على الاتفاق بين أميركا وطالبان؟

مقتل الظواهري.. ما هي تداعيات العملية على الاتفاق بين أميركا وطالبان؟

Changed

"للخبر بقية" يناقش دلالات توقيت مقتل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في كابل (الصورة: غيتي)
تُطرَح علامات استفهام حول دلالات توقيت مقتل الظواهري، وكيف سيستثمر الرئيس الأميركي العملية داخليًا، إضافة إلى انعكاساتها وتداعياتها على اتفاق الدوحة.

بعد عام على وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنها قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في عملية في العاصمة الأفغانية كابل، وهي أكبر ضربة للتنظيم منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن عام 2011.

ورصد مسؤولون أميركيون انتقال الظواهري إلى منزل في كابل، ثم أكدوا وجوده في الموقع نفسه فتم استهدافه بإطلاق صواريخ من طائرات أميركية مسيرة قضت عليه. وجرى ذلك يوم السبت الماضي، وفق ما أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن.

أما الشكوك التي أحاطت بمقتل الظواهري، فقد بدّدها منسّق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إذ أكّد في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" أن الولايات المتحدة ليس لديها تأكيد من خلال تحليل الحمض النووي لمقتل زعيم تنظيم القاعدة، ولكنها تأكدت من هوية الظواهري استنادًا إلى معلومات من مصادر أخرى.

من خرق اتفاق الدوحة؟

في المواقف، يبرّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خطوة بلاده، فحركة طالبان، وفق واشنطن، انتهكت "على نحو صارخ" اتفاق الدوحة من خلال استضافة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة وإيوائه في كابل، كما قال.

في المقابل، ترى حركة طالبان أن الولايات المتحدة انتهكت اتفاق الدوحة بتوجيه ضربة لزعيم تنظيم القاعدة على أراضي أفغانستان.

إزاء ذلك، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام حول دلالات توقيت مقتل الظواهري، وكيف سيستثمر الرئيس الأميركي العملية داخليًا، إضافة إلى انعكاساتها وتداعياتها على اتفاق الدوحة، وما إذا كان الأخير سيصمد.

ترحيب عام في واشنطن بقتل الظواهري

في هذا السياق، يعتبر أستاذ الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الوطنية ديفيد ديروش أنه لم تكن لدى واشنطن القدرة على الذهاب إلى كابل، وكان أسر الظواهري وإلقاء القبض عليه مهمًا جدًا بالنسبة لموقعه.

ويعرب عن اعتقاده في حديث إلى "العربي" من واشنطن، بأنّ "أي رئيس أميركي كان سيتخذ القرار نفسه". وفيما يرى أن وجود الظواهري في أفغانستان هو خرق لاتفاق الدوحة، يلفت إلى أن الأمر واجه ترحيبًا عالميًا حتى من قبل المشككين بالاتفاق.

ويشير ديروش إلى أن جميع الأطراف في أميركا سعداء بالعملية لأنهم حصلوا على ما يعتقدون أنه عدالة.

ويضيف: "الحقيقة أن من كان يأوي الظواهري هو سراج الدين حقاني، الرجل الثاني في الحكومة الأفغانية، وقد جعله مرتاحًا في معيشته وهو ما يعزز من موقف القوات الأميركية بأنها إذا غادرت أفغانستان فمعناه أنها ستترك ملاذًا آمنًا للإرهابيين ليكونوا هناك".

طالبان "في مأزق" أمام المجتمع الدولي

من جهته، يستبعد الكاتب الصحافي محب الله شريف أن يكون وجود الظواهري في أفغانستان مخفيًا على الرجال الأساسيين في حركة طالبان.

لكنه يعتبر في حديث إلى "العربي" من كابل، أن "هذا الأمر لا يعني أن هناك فرقًا بين جماعة حقاني وحركة طالبان، بل إن الحركة تشمل جميع المجموعات من المقاتلين في جميع أنحاء البلاد تحت قيادة واحدة".

كما يلفت إلى "وجود علاقات قديمة بين مقاتلي طالبان ورجال رفيعي المستوى في القاعدة، لكن اتفاق الدوحة نص على قطع جميع هذه العلاقات وعدم إيجاد ملاذ آمن لهذه الجماعات لكي تعود مرة أخرى إلى أراضي أفغانستان".

ويضيف: "ما حصل يوم السبت كان عكس ذلك، ما سيضع ساسة طالبان في مأزق أمام المجتمع الدولي".

انقسامات في صفوف طالبان؟

أما الأكاديمي المتخصص بالجماعات الإسلامية إدريس الكنبوري، فيعتبر أن الحديث عن قتل الظواهري في منزل مكث فيه حقاني في وقت سابق، يدل على وجود انقسامات في صفوف طالبان، وهي انقسامات تعود إلى مرحلة ما قبل مفاوضات الدوحة مع واشنطن، وفق قوله.

ويضيف في حديث إلى "العربي" من الرباط: "نحن نعرف أن في طالبان أجنحة متعددة وهناك مجموعات التحقت في السابق بما يسمى تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وجماعة حقاني هي واحدة من هذه الأجنحة التي ربما لديها تباينات مع القيادة المركزية في طالبان حول المفاوضات وبنود الاتفاق، وربما قد توجد بنود سرية بين طالبان وواشنطن فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب".

ويعتبر أنه من غير الممكن أن تغادر واشنطن أفغانستان بعد 20 عامًا، وأن تترك البلاد مفتوحة على كل الاحتمالات، متحدّثًا عن "نوع من الصفقة التي تمت بين الجانبين ومن ضمن الصفقة تفاصيل قيادات القاعدة". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close