السبت 19 تموز / يوليو 2025
Close

مقتل وجرح المئات.. الألغام والذخائر غير المنفجرة كابوس السوريين

مقتل وجرح المئات.. الألغام والذخائر غير المنفجرة كابوس السوريين

شارك القصة

تمنع مخلّفات الحرب في سوريا من ألغام وذخائر غير منفجرة عودة النازحين إلى منازلهم
تمنع مخلّفات الحرب في سوريا من ألغام وذخائر غير منفجرة عودة النازحين إلى منازلهم- ليبراسيون
الخط
قُتل أو جُرح أكثر من 600 شخص في سوريا منذ 8 ديسمبر/ كانون الأول، بسبب مخلّفات الحرب التي استمرّت 14 عامًا.

بعد 4 أشهر من سقوط نظام بشار الأسد، تحوّلت عودة السوريين التي طال انتظارها إلى وطنهم، في بعض الأحيان إلى كابوس بسبب الألغام والذخائر غير المنفجرة، وفقًا لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية.

وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أنّ ما لا يقلّ عن 249 شخصًا بينهم 60 طفلًا، قُتلوا بسبب مخلّفات الحرب منذ 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024.

مخلفات حربية دامية

ودعت المنظمة غير الحكومية في أحدث تقرير لها، الحكومة السورية إلى "ضمان تحديد مواقع الألغام الأرضية ومخلّفات الحرب من المتفجّرات وإزالتها بشكل عاجل، بالإضافة إلى تأمين مخزونات الأسلحة المهجورة".

من جهتها، أشارت منظمة "إنسو" غير الحكومية التي تُعنى بسلامة العاملين في المجال الإنساني، إلى أنّ أكثر من 600 شخص قُتلوا أو جُرحوا منذ 8 ديسمبر/ كانون الأول بسبب مخلّفات الحرب في سوريا التي استمرّت 14 عامًا.

ورأت الصحيفة أنّ هذا العدد المتزايد من الضحايا مدفوع بعودة النازحين إلى المناطق التي كان من الصعب الوصول إليها في السابق.

وذكرت الصحيفة أنّ قوات النظام السوري وحلفاءها وفصائل المعارضة المسلحة استخدمت الألغام المضادة للأفراد والألغام الأرضية بجميع أنواعها، والذخائر العنقودية، وغيرها من الأسلحة المتفجّرة على نطاق واسع بين عامي 2011 و2024.

عودة محفوفة بالمخاطر

وحذّر ريتشارد وير الباحث في "هيومن رايتس ووتش"، من أنّ "المزيد من المدنيين العائدين إلى ديارهم لاستعادة حقوقهم الأساسية وحياتهم وسبل عيشهم وأراضيهم سوف يتعرّضون للقتل والإصابة، بدون جهود عاجلة على مستوى البلاد لإزالة الألغام".

وأوضحت الصحيفة أنّ الأضرار الناتجة عن مخلّفات الحرب المتفجّرة لها آثار بالغة على العائلات التي غالبًا ما تفتقر إلى الوعي الكافي بمخاطرها.

ومن بين هؤلاء: مراهق فُجّر منزله وقُتل عدد من أفراد عائلته أثناء تعامله مع سلاح عُثر عليه في قاعدة عسكرية مهجورة، ومتطوّع في إزالة الألغام قُتل أثناء تطهير الأراضي الزراعية، وأطفال أصيبوا أثناء البحث عن الفطر، ورجل فقد ساقه أثناء جمع الحطب.

وبالإضافة إلى الوفيات والإصابات والإعاقات والصدمات النفسية، تمنع هذه المخلّفات عودة النازحين إلى منازلهم والتنقّل بسهولة وزراعة أراضيهم. ولذلك يستعين هؤلاء بمزيلي الألغام المحليين الذين يفتقرون إلى التجهيز والتدريب الجيّد، وبالتالي، يدفعون ثمنًا باهظًا في هذه المعركة ضد أعداء غير مرئيين.

وفي هذا الإطار، دعت "هيومن رايتس ووتش" الحكومة السورية الانتقالية إلى إنشاء مركز مدني وطني "بشكل عاجل"، بالتعاون مع دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (UNMAS)، بهدف توحيد جهود الوقاية والتدخّلات التقنية ومساعدة الضحايا وإضفاء طابع احترافي على عملها.

ورجّحت الصحيفة أن تتمّ مناقشة هذه القضية خلال الاجتماع السنوي لخبراء الأمم المتحدة في مجال الألغام الذي يُعقد في جنيف هذا الأسبوع. في حين حذّرت منظمة مرصد الألغام الأرضية من تزايد عدد الضحايا المدنيين حول العالم في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - ترجمات
تغطية خاصة