يُعدّ مقهى الروضة في دمشق جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي للعاصمة السورية، ومساحة للحوار بين أجيال من الدمشقيين والزوّار.
و"قهوة الروضة" ليست مجرد مقهى، بل هي معلم تاريخي يعود لأكثر من قرن. وهو شهد على تحوّلات دمشق وأحداثها عبر تاريخها الغني الذي يُوفّر مادة مميّزة لقصص إنسانية واجتماعية شيقة.
ويُعتبر المقهى ملتقى للأجيال المختلفة، من المُثقّفين والفنّانين إلى التجار والعائلات. وهو مكان للالتقاء، وتبادل الأحاديث، وقراءة الصحف، ولعب الطاولة، والشطرنج، في ديناميكية اجتماعية تستحق أن تُوثّق.
وفي ظل الظروف الراهنة، تُعدّ "قهوة الروضة" رمزًا للحياة التي تستمرّ، وللصمود في دمشق.
وتشكل زيارة المقهى تجربة تعكس جزءًا من الروح الدمشقية الأصيلة.
وفي هذا الإطار، يقول مدير "قهوة الروضة" أحمد كزوروش في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إنّ المقهى كان عبارة عن سينما صيفية خلال فترة الانتداب الفرنسي، ثمّ تحوّل إلى مقهى.
ويضيف أنّ اسم الشارع الذي كانت تتواجد فيه السينما خلال الانتداب، تحوّل من شارع السينما إلى شارع العابد نسبة إلى محمد علي العابد أول رئيس لسوريا بعد الانتداب.
ويشير إلى أنّ روّاد المقهى ينتمون إلى مختلف فئات المجتمع السوري من موظفين وشعراء وأدباء، وحتى السياسيين الذين كانوا يقصدونها نظرًا لقرب موقعها من مجلس الشعب السوري.
مقهى الروضة مساحة حوار
وبهذا، تحوّل المقهى إلى مساحة للحوار بين السياسيين، لبناء سوريا الحديثة بعد خروج الفرنسيين من البلاد.
وأوضح أنّ المقهى كان مكانًا لاجتماع بعض الأحزاب ضمن الحوارات لتشكيل حكومات وبناء البلد.
ومرّ المقهى بعدد من المراحل والتقلّبات التي مرّت بها سوريا، كالوضع الاقتصادي والسياسي والأمني، إضافة إلى الأوضاع في دول الجوار.
وخلال الثورة السورية عام 2011، كانت المقهى ملجأ للهاربين من اضطهاد النظام السوري السابق، على غرار حلب وحمص.
من جهته، يوضح دريد محمد الهلال أحد روّاد المقهى في حديث إلى التلفزيون العربي"، أنّ المقهى جمع كل التناقضات بسياسييها ومثقّفيها وأدبائها.
وقال إنّ المقهى أصبح "رئة تنفّس" للسوريين، و"مساحة حوار".