الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

ملامح "علاقة جديدة" بين السعودية وإيران.. السياسة "فنّ المستحيل"

ملامح "علاقة جديدة" بين السعودية وإيران.. السياسة "فنّ المستحيل"

Changed

لا يُسقِط التقارب من حساباته الاتفاق النووي الذي تؤكد واشنطن نيتها العودة إليه، إضافة إلى بوادر بتقليص الولايات المتحدة من وجودها العسكري في الشرق الأوسط.

بين المدّ والجزر، تأرجحت العلاقات بين ضفّتي الخليج، لا سيّما بين طهران والرياض، لكنّ تصريحات رسمية من الجانبين تنبئ بملامح علاقة جديدة بين البلدين.

وجاءت هذه التصريحات بعد ترحيب وتعليق إيراني على أنباء صحافية عن محادثات جرت بين الإيرانيين والسعوديين في العاصمة العراقية بغداد منذ أسابيع.

وتؤكد هذه المحادثات أن السياسة "فن المستحيل" وتحيي الأمل بحوار بين ضفتي الخليج تتمنى المنطقة برمّتها نجاحه لعودة الاستقرار إلى خليج العرب ومنطقة الشرق الأوسط.

مؤشرات عدة مهدت للحوار السعودي الإيراني

ومع أنّ هذا الحوار لا يزال في بدايته، لكنه قائم على أنّه كان يبدو مستحيلًا، ولو أنّ الخلاف بين الرياض وطهران اكتسب أبعادًا يصعب تجاوزها دون تنازلات جسيمة من الطرفين في دائرة مواجهة تشمل العديد من الجبهات الإقليمية.

وقد مهّدت مؤشرات عدّة لهذا الحوار المباشر، حيث أشارت صحيفة فاينانشال إلى أنّ مهندس اللقاء في بغداد هو رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي تربطه علاقات متطورة بالرياض وطهران.

وتأتي تحركات دبلوماسية أخرى في هذا السياق، من بينها زيارة لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وأخرى لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف إلى العاصمة القطرية الدوحة.

ملفات عدة على طاولة المباحثات بين الرياض وطهران

على طاولة المباحثات ملفات عدّة أهمّها سلوك طهران في المنطقة ودعمها لجماعات مسلحة خارج نطاق الدولة، وعلى رأس القائمة جماعة الحوثي التي تهدّد أهدافًا اقتصادية داخل السعودية.

كما أنّ إيران المرهقة اقتصاديًا بسبب العقوبات الأميركية، تريد التقاط أنفاسها داخليًا وخارجيًا، خصوصًا أنّ الرياض تمتلك من الأدوات ما يكفي للضغط في مجال النفط وأسعاره.

ولا يُسقِط التقارب من حساباته الاتفاق النووي الإيراني الذي تؤكد واشنطن نيتها العودة إليه، إضافة إلى بوادر بتقليص الولايات المتحدة من وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط.

ولا ينفصل هذا المشهد عن تغيّرات دولية وإقليمية يبدو أنها فرضت خيار لغة الحوار والتفاوض خلال هذه المرحلة.

إيران "تتراجع عن مشروعها التوسعي"

ويرى الكاتب والمحلل السياسي السعودي منيف عماش الحربي أنّ هناك رغبة من الطرفين في تجاوز الملفات الخلافية بين البلدين، مشيرًا إلى أنّ إيران أدركت أن السعودية لاعب هام في المنطقة ولا يمكن تجاوزه.

ويوضح الحربي، في حديث إلى "العربي"، أنّ إيران بدأت تتراجع عن مشروعها التوسعي في المنطقة، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنّ السعودية أدركت أن هناك رغبة ايرانية في المصالحة، وأن هناك مصالح استراتيجية بين البلدين.

ويؤكد الحربي أنّ العلاقات الأميركية السعودية استراتيجية، لكنّه يشدّد على أنّ القرارات السعودية مستقلة.

ويلمح إلى أنّ العلاقات بين السعودية وإيران قد تُستأنَف بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

التنافس بين إيران والسعودية "سيبقى موجودًا"

من جهته، يرى رئيس تحرير صحيفة إيران ديبلوماتيك عماد أبشنهاز أنّ تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كانت هامة ونظر إليها الإيرانيون بإيجابية.

ويؤكد أبشنهاز، في حديث إلى "العربي"، أنّ إيران لم تغير سياساتها فجأة، مشيرًا إلى أنّها تسعى منذ مدة لعلاقات ايجابية مع السعودية.

ويعتبر أنّ تغير السياسة الأميركية بعد رحيل الرئيس السابق دونالد ترمب أدى إلى رغبة سعودية في تغيير علاقاتها مع قطر ثم مع إيران.

ويلفت إلى أنّ الصراع السعودي الإيراني موجود من مئات السنين، وأنّ التنافس سيبقى موجودًا، "لكن لا بد من وجود توافقات بين البلدين".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close