يعد "يوم الجمعة السوداء"، أو ما يعرف أيضًا بيوم "جنون التسوق" العالمي، من أبرز أيام السنة من الناحية التجارية، حيث تقدم أكبر الشركات وتجار التجزئة والمحال التجارية عادةً عروضًا وحسومات كبيرة ليوم واحد فقط، وتحديدًا في اليوم الذي يلي عيد الشكر.
فـ"الجمعة السوداء" هو اسم غير رسمي يستخدم لوصف اليوم التالي لعيد الشكر الذي تحتفل فيه الولايات المتحدة وكندا في آخر يوم خميس من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني في كل عام. وغالبًا ما يكون أكثر أيام التسوق ازدحامًا في العام لأنه يعتبر كافتتاحية لموسم العطلات.
وهذا الموسم مهم جدًا لاقتصاد الدول، كما هو مهم لبعض تجار التجزئة، مثل الجواهريين والصناعيين.
لماذا يطلق عليه اسم "الجمعة السوداء"؟
وفق موقع "هيستوري"، أول استخدام مسجل لمصطلح "الجمعة السوداء" لم يكن مرتبطًا أصلًا بالتسوق في عطلة ما بعد عيد الشكر ولكن بأزمة مالية ضربت الولايات المتحدة.
فعلى وجه التحديد، شهدت أميركا انهيارًا كبيرًا بسوق الذهب يوم 24 سبتمبر/ أيلول 1869. وقرر اثنان من الممولين المشهورين في وول ستريت، هما جاي غوولد وجيم فيسك العمل معًا لشراء أكبر قدر ممكن من ذهب البلاد، على أمل ارتفاع قيمته السوقية من جديد وبيعه لتحقيق أرباح قياسية.
وفي يوم الجمعة آنذاك من سبتمبر، كشفت المؤامرة، وانهارت البورصة وأفلس كثيرون من بارونات وول ستريت ومنهم مزارعون.
لكن القصة الأكثر شيوعًا وراء تقليد "الجمعة السوداء" مرتبطة بالتسوق في عيد الشكر وتتعلق بتجار التجزئة.
فكما تقول القصة، بعد عام كامل من العمل بخسارة ("باللون الأحمر") من المفترض أن تجني المتاجر ربحًا ("للتحول إلى اللون الأسود") في اليوم التالي لعيد الشكر، لأن المتسوقين أثناء العطلات ينفقون الكثير من الأموال على التخفيضات.
فبحسب الموقع الأميركي، اعتادت شركات البيع بالتجزئة تسجيل الخسائر باللون الأحمر والأرباح باللون الأسود عند إجراء المحاسبة، ومن هنا يرجّح أن يكون أصل مصطلح "الجمعة السوداء".
كم يبلغ عدد المتسوقين في "الجمعة السوداء"؟
يشير موقع "ذا بالنس" الاقتصادي أن الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة في الولايات المتحدة (NRF) يقدّر أن يبلغ عدد المتسوقين 158.3 مليون شخص سواء عبر الإنترنت أو في المتاجر، هذا العام، بزيادة طفيفة عن عام 2020.
وهذا، وفق الموقع، عدا عن الأشخاص الذين سيتسوقون لعدة أيام خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحيث يتوقع أن يصل عددهم إلى 227.9 مليون متسوق. وبعد عامين من كورونا تشير الإحصاءات إلى أن 64% من المستهلكين يرغبون في التسوق من المتاجر وليس على الإنترنت.
https://t.co/Vw0VAOqvgZ #BlackFriday pic.twitter.com/tMGE8cg1VC
— National Retail Federation (@NRFnews) November 26, 2021
ما هي أبرز المشتريات؟
وجد الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة في الولايات المتحدة أن 61% من المتسوقين بدأوا هذا العام بالتسوق في وقت أبكر مما يفعلون في العادة.
ووفق الاتحاد، الألعاب الثلاثة الأكثر شيوعًا للشراء عام 2021 هي LEGO وBarbie والسيارات والشاحنات والدمى، في أميركا.
أيضًا، أشار المستهلكون إلى أن أهم العناصر التي خطط المستهلكون لشرائها كهدايا كانت الملابس وبطاقات الهدايا ولعب الأطفال.
كما أن المتسوقين يخططون لشراء ثلاث إلى أربع هدايا في المتوسط، وإنفاق ما بين 147 و196 دولارًا بشكل عام. وعليه، من المتوقع وصول إجمالي المبيعات إلى 28.1 مليار دولار عام 2021.