الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

ملف الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا.. وثائق تكشف معلومات جديدة

ملف الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا.. وثائق تكشف معلومات جديدة

Changed

تقرير عن جلسة مجلس الأمن حول ملف الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
أكد عالم الفيروسات بيوتر تشوماكوف أن "المختبرات الممولة من الدائرة العسكرية تعمل على دراسة الوضع الوبائي والبؤر الطبيعية، بهدف التطوير العسكري للأوبئة".

في 11 مارس/ آذار الحالي، شهد مجلس الأمن الدولي جولة جديدة من المواجهة الروسية- الأميركية، تجسّدت في ملف الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا.

وفي أوائل مارس/ آذار، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه خلال عملية عسكرية خاصة، تم اكتشاف وثائق تؤكد مشاركة البنتاغون في تمويل المشاريع البيولوجية العسكرية في أوكرانيا، بمبالغ تصل إلى 32 مليون دولار، في مختبرات بكييف وأوديسا ولفيف وخاركيف.

لكن واشنطن سارعت إلى وصفها بأنها "خاطئة وسخيفة"، على الرغم من أن نائبة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند أشارت، خلال خطاب أمام مجلس الشيوخ، إلى وجود مرافق أبحاث بيولوجية في أوكرانيا، مبدية قلقها من أن الجيش الروسي "ربما يحاول السيطرة عليها".

وأثار الممثل الدائم لروسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الأمر أمام الأمم المتحدة، إلا أن ممثلة أمين عام الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو أعلنت في 18 مارس/ آذار أن الأمم المتحدة لا تملك التفويض والوسائل التقنية اللازمة للقيام بالتحقيق في وجود برامج بيولوجية عسكرية في أوكرانيا.

وبين النفي الأميركي والتأكيد الروسي، كشفت وسيلتا إعلام، واحدة أميركية وأخرى روسية، عن وثائق تؤكد دعم البنتاغون لمختبرات بيولوجية في أوكرانيا.

من الجانب الأميركي، قال مقدم البرامج في قناة "فوكس نيوز" تاكر كارلسون، إن القناة تلقت وثائق جديدة من مسؤول أميركي سابق رفيع المستوى، "تؤكد أن وزارة الدفاع الأميركية، وافقت على تطوير مشروع الجينات الوراثية للأمراض، وأخذ العينات الجزيئية لمسببات الأمراض الفتّاكة في أوكرانيا، ونقل السلالات، منذ عامي 2007-2008".

 وبينما قال إنه "لا يعرف بالضبط طبيعة هذه الدراسات"، وصف كارلسون التفسيرات التي قدمها المسؤولون الأميركيون للإعلام حتى الآن بالـ "سخيفة".

من جهتها، كشفت صحيفة "إزفيستيا" الروسية مضمون الوثائق التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية والتي تؤكد ارتباط وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) المباشر بمختبرات الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا.

مضمون الوثائق

وكشفت الصحيفة أن الأبحاث التي قام بها البنتاغون في أوكرانيا تتعلّق بمسببات الأمراض الجديدة للجمرة الخبيثة وفق مشروع أطلق عليه اسم "UP-2".

وجاء في الوثيقة الأميركية الموقّعة من نائب وكبير نواب وزير الدفاع الأميركي، لم تكشف الصحيفة الروسية عن هويتهما: "بناءً على التوصيات التي تم تلقيها في اجتماع المجلس الاستشاري للبحوث البيولوجية التعاونية في وزارة الدفاع الأميركية في 27 سبتمبر/ أيلول 2007، وبصفتنا رؤساء مشاركين للمجلس، فإننا نوافق على تطوير مفهوم مشروع UP-2؛ ويشمل المشروع التطوير وجمع المعلومات حول التركيب الجزيئي لمسببات الأمراض المتوطنة في أوكرانيا ونقل السلالات".

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف، قوله إن هذا العمل تضمن أخذ عينات من العامل الممرض في مدافن الماشية القديمة من أجل الحصول على سلالات جديدة من الجمرة الخبيثة".

من هو العملاء والمنفذون؟

وأشارت الصحيفة إلى أن العميل الذي أنشئت الدراسة من أجله هو "إدارة الحد من التهديدات" بوزارة الدفاع الأميركية (DTRA)، والمنفذون هم المحطة المركزية للصحة والوبائيات في كييف (CSES)، ومعهد أبحاث لفيف لعلم الأوبئة والصحة (LNIIEG)، وذلك من خلال مركز العلوم والتكنولوجيا الأوكراني (UNTC).

وأضافت أن تمويل هذه الدراسات والأبحاث جاء مباشرة من الجيش الأميركي، ما يشير إلى إمكانية استخدام نتائجها لأغراض عسكرية.

وقال عالم الفيروسات بيوتر تشوماكوف للصحيفة إن "المختبرات الممولة من الدائرة العسكرية تعمل على دراسة الوضع الوبائي والبؤر الطبيعية، بهدف التطوير العسكري للأوبئة".

وأشارت الصحيفة إلى أن مشروع دراسة الجمرة الخبيثة "لم يكن إلا قمة جبل الجليد"، حيث نشرت وزارة الدفاع الروسية بطاقة تسجيل لمشروع يسمى "برنامج المشاركة البيولوجية المشترك"؛ حيث تشير الجهة المانحة مرةً أخرى إلى مكتب الحد من التهديدات التابع لوزارة الدفاع الأميركية، وتقدّر التكلفة بحوالي 31.8 مليون دولار، بالاشتراك مع 31 مختبرًا تابعًا لمراكز البحوث والمختبرات الأوكرانية.

وتنص الوثيقة المؤرخة في 29 أغسطس (آب) 2005 على أن البرنامج يتمّ تنفيذه بناء على اتفاق بين وزارة الصحة الأوكرانية والبنتاغون بشأن التعاون في مجال منع انتشار تقنيات مسببات الأمراض، والمعلومات التي يمكن استخدامها في تطوير أسلحة بيولوجية. ومن بين المستفيدين، بالإضافة إلى وزارة الصحة الأوكرانية، وزارة الدفاع الأوكرانية.

ما علاقة هانتر بايدن؟

ونقلت الصحيفة عن إيغور كيريلوف، رئيس قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي بالقوات المسلحة الروسية، قوله إن الوثائق التي تم تحليلها كشفت عن مخطط التعاون بين الإدارات العسكرية الأميركية والأوكرانية في مجال البحوث البيولوجية، مشيرًا إلى أن الجهات المشاركة في تمويل الأنشطة تعود إلى هياكل قريبة من القيادة الأميركية الحالية، ولا سيما صندوق "روزمانت سينيكا" الاستثماري الذي يرأسه هانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي.

وأكد كريلوف أنه "بالإضافة إلى الإدارة العسكرية، فإن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومؤسسة جورج سوروس ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تشارك بشكل مباشر في تنفيذ هذه المشاريع".

واعتبرت الصحيفة الروسية أن هذه التصريحات كانت بمثابة "القنبلة"، إذ لم ينسَ الكثيرون فضيحة الفساد المتورط فيها نجل الرئيس جو بايدن بسبب الخصومات التي تلقاها صندوق "بايدن جونيور" من شركة الغاز والنفط الأوكرانية "بوريسما"، والتي كان عضوًا فيها.

وأضافت أن الأمر لم يكن يتعلق بالمال بقدر التأثير الذي استخدمه جو بايدن لإقالة المدعي العام الأوكراني الذي فتح قضية الفساد ضد شركة "بوريسما"، وقد تحوّلت المؤسسة التي تلقت رشاوى من عائدات الغاز الأوكراني، إلى كونها راعية للمختبرات البيولوجية في أوكرانيا.

وكشفت الصحيفة الروسية أن من بين الشركات المنفّذة لبرامج البنتاغون "ميتابيوتا" (Metabiota) و"بلاك اند فياتش" (Black & Veatche)، وهما الشركتان اللتان كانتا المورد الرئيس للمعدات لمراكز البنتاغون الحيوية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مختبر آغور سيئ السمعة في جورجيا، والذي انتهت فيه تجارب كيميائية على البشر بوقوع العديد من الضحايا، وكذلك في سيراليون بتفشي فيروس إيبولا.

كما ثبت وجود علاقات مالية وثيقة بين هذه الشركات ومؤسسة "روزمانت سينيكا" التابعة لهانتر بايدن.

وأضافت أن المستثمر الرئيس الحالي لشركة "ميتابيوتا" هو شركة "بايلوت غروث مانجمانت" (Pilot Growth Management)، والمؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لها هو نيل كالاهان، العضو المنتدب السابق والمؤسس المشارك لشركة "روسمنت سينيكا تكنولوجي بارتنرز" (Rosemont Seneca Technology Partners) التابعة لشركة هانتر بايدن.

بالإضافة إلى ذلك، تحدث كيريلوف عن الوثائق الخاصة بمشروع "UP-8"، والتي بموجبها تم نقل المواد الحيوية للجنود الأوكرانيين إلى الولايات المتحدة. كما أظهرت الوثائق المنشورة أن أوكرانيا كانت تختبر عقاقير غير مسجلة في الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن مراسلها في أوكرانيا زار أحد هذه المنشآت البحثية، والتقط صورًا للعديد من المعدات باهظة الثمن والتي تحمل ملصقات "مزوّدة بدعم من الاتحاد الأوروبي".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة